رجّحت مصادر فلسطينية، قيام وفد قيادي من حركة "حماس"، بزيارة إلى القاهرة، خلال الأيام المقبلة، للقاء رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل، وقيادات أخرى، بعد ساعات من مغادرة الوفد الأمني المصري لغزة، والذي عقد لقاء مغلقاً مع قيادة الحركة، استمر لنحو خمس ساعات، وأُحيط بسرية تامة.
وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ "وفداً قيادياً من حماس، سيزور القاهرة في أي وقت قريب، وجرى ترتيب الزيارة، وقد يكون الوفد من غزة والخارج، أو يقتصر على الخارج"، كاشفة أنّ مصر تجري ترتيبات لجمع وفد "حماس"، بوفد من حركة "فتح"، سيكون متواجداً في القاهرة، خلال التوقيت ذاته، للقاء قيادي مع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
ولم تعلّق "حماس" رسمياً على هذه المعلومات، لكنّ مصادر مقربة منها أكدت قرب زيارة الوفد القيادي للقاهرة، من دون أن تحدّد موعداً لها، وتوقعت أن يكون أعضاء الوفد من خارج غزة، وأن لا ينضم إليهم قياديون من القطاع.
ووقّعت حركة "حماس" مع حركة "فتح"، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، اتفاق المصالحة الفلسطينية، في القاهرة، بوساطة مصرية، بعدما أعلنت "حماس" حلها اللجنة الإدارية التي كانت تتولى إدارة قطاع غزة. ونص الاتفاق على تمكين حكومة "الوفاق الوطني"، لتقوم بكافة مهامها في غزة، واستلامها كافة المعابر في القطاع المحاصر، على أن تنقل إدارة معبر رفح مع مصر إلى حرس الرئاسة الفلسطينية.
إلا أنّ تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية، تعثّر جراء الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس" على بعض الملفات، أبرزها تمكين الحكومة، وملف الموظفين الذين عينتهم "حماس" خلال إدارتها لغزة.
وزاد من تعثّر المصالحة، اتهامات "فتح" لـ"حماس"، بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، في 13 مارس/آذار الماضي، أثناء ذهابهما لغزة، وهو ما نفته الحركة.
وزار وفد أمني مصري، قطاع غزة، أمس السبت، برئاسة مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية اللواء سامح نبيل، واجتمع مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، وقائد الحركة في غزة يحيى السنوار، ونائبه خليل الحية، على مدار خمس ساعات، ولم يصدر عن الاجتماع أي بيان.
ويحاول النظام المصري، الضغط مجدداً على حركة "حماس"، من أجل إقناعها بالعمل على احتواء حراك "مسيرات العودة الكبرى" في غزة، خصوصاً قبيل 15 مايو/أيار المقبل، وهو اليوم الذي يفترض أن يحاول فيه الفلسطينيون، اجتياز الخط الحدودي الفاصل بين إسرائيل والقطاع.
وفي وقت سابق، سرّبت دوائر مقربة من "حماس"، أنّ الحركة رفضت عرضاً مصرياً بإعادة فتح معبر رفح بشكل دائم، مقابل احتواء "مسيرات العودة".
وأطلق الفلسطينيون، تظاهرات "مسيرة العودة"، في 30 مارس/آذار الماضي، في ذكرى "يوم الأرض"، أمام السياج الحدودي في قطاع غزة، وقد سقط عشرات الشهداء والجرحى، باستهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ومن المقرر أن تستمر حركة الاحتجاج هذه ستة أسابيع، حتى ذكرى النكبة الفلسطينية منتصف مايو/أيار المقبل، وذلك للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طُردوا منها، وللمطالبة أيضاً برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.