تهدئة السعودية والحوثيين تخترق مناطق جديدة

07 ابريل 2016
يترقب اليمنون توقف الحرب لوضع حد لمعاناتهم (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -
تعزز الخروق الجديدة الناتجة عن الحوار المباشر بين السعودية وجماعة الحوثيين (أنصار الله) من آمال اليمنيين بقرب انتهاء الحرب، ولا سيما أنها تترافق مع تكثيف تحضيرات محادثات السلام في الكويت المقررة في 18 أبريل/ نيسان الحالي. كما تتزامن هذه التحضيرات مع تصاعد الحراك الدبلوماسي بين الكويت والسعودية تمهيداً لبدء وقف إطلاق النار المقرر أن يبدأ يوم الأحد المقبل.
وتصاعد الحراك الدبلوماسي في الرياض تحديداً، حيث التقى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، بمساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى آن باترتسون والسفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، بعدما كان قد اجتمع بالمبعوث البريطاني الخاص إلى اليمن ألن دنكن، والسفير البريطاني أدموند فيتون براون. وأكد هادي أن "الدولة ستشارك في المشاورات المقبلة في الكويت بنوايا صادقة وبمسؤولية وطنية من أجل خروج اليمن من وضعه الراهن وإيقاف دائم للعمليات العسكرية وتنفيذ القرار 2216".
وأضاف هادي "إننا ذاهبون إلى الكويت من أجل صنع السلام الدائم الذي يؤسس لبناء مستقبل اليمن الجديد واستئناف العملية السياسية واستكمال الاستحقاقات الوطنية".


في غضون ذلك، توضح مصادر مطلعة مقربة من الحوثيين لـ "العربي الجديد" تفاصيل إضافية حول ما أعلنه المتحدث الرسمي للجماعة، محمد عبدالسلام، من اتفاق على تمديد التهدئة في المناطق الحدودية ومحافظات يمنية، حيث يشمل الاتفاق الجديد العمل على وقف إطلاق النار ووقف الغارات في عدد من المحافظات قبل الموعد المحدد للهدنة الشاملة المقرر أن تبدأ في العاشر من الشهر الحالي.
وتشير المصادر إلى أن الاتفاق جرى التوصل إليه في لقاء مباشر داخل الأراضي السعودية خلال الأيام الماضية جمع وفدين من الحوثيين والجانب السعودي، ويتضمن وقف العمليات العسكرية في المناطق الحدودية بما يشمل محافظة حجة التي شهدت معارك بين قوات يمنية تقدمت من جهة السعودية وبين القوات الخاضعة للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح خلال الأسابيع الماضية. كما يشمل الاتفاق وقف الضربات الجوية في المناطق البعيدة من المواجهات. أما في المرحلة الثانية التي ستبدأ مع سريان الهدنة، سيتم بدء تطبيق وقف إطلاق النار في المناطق التي تشهد معارك مباشرة وأبرزها محافظات تعز ومأرب والجوف.
وبموجب التفاهم على اتفاق التهدئة الذي تم تجديده جرى احتواء المواجهات التي اندلعت في المناطق الحدودية على نحو محدود في الأيام الماضية. كما امتدت التهدئة بصورة واضحة لأول مرة إلى منطقة ميدي الساحلية، وشملت التهدئة وقف العمليات العسكرية في محافظات يمنية. ويبدي الحوثيون تفاؤلاً ملحوظاً بهذه التفاهمات، ويعتبرونها الطريق المؤدي لإنهاء الحرب.
في غضون ذلك، تكشفت مصادر لـ "العربي الجديد" أن الوفد الذي توجه من صنعاء إلى الكويت للمشاركة في اجتماعات لجنة التهدئة والتواصل الخاصة بوقف إطلاق النار، يتألف من خمسة أعضاء من القيادات الأمنية والعسكرية الموالية للجماعة وحلفائها. ويشارك وفد تحالف الانقلاب باجتماعات مع الفريق الحكومي بحضور فريق أممي يشرف على أعمال اللجنة.
وتراجعت الأعمال العسكرية والمواجهات في أغلب المحافظات خلال الأيام الماضية تدريجياً، قبل الموعد المحدد لوقف إطلاق النار، الأمر الذي يعتبره مراقبون وسياسيون مؤشراً إيجابياً يدعم مسار وقف الحرب، وتعكسه كذلك تصريحات المسؤولين اليمنيين المتواجدين في السعودية، والذين بات الأمر الغالب في تصريحاتهم هو التوجه نحو السلام.
ويتفق محللون على أن التفاهمات بين الحوثيين والسعودية تمثل الاختراق الأهم في مسار وقف الحرب، وسيكون لها تأثير محوري في نجاح جولة المحادثات المقبلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة من عدمه.
في المقابل، لم تخف بعض الشخصيات المؤيدة للشرعية تخوفها من نتائج المحادثات، وخصوصاً التي تتم بين السعودية والحوثيين، وهو الأمر الذي أفصح عنه التنظيم الناصري، حيث عبر في بيان منشور على موقعه الرسمي على الإنترنت أول من أمس "عن قلقه من أي نتائج يمكن أن تتوصل إليها أي مفاوضات تجري في الرياض بعيداً عن السلطة الشرعية والأطراف السياسية الداعمة لها".
ورسّخ فشل جولات المحادثات السياسية السابقة محدودية في آمال البعض من أي جولة مقبلة، الأمر الذي دفع الحوثيين إلى فتح خطوط تواصل مباشرة مع السعودية، ليسبق "السلام السعودي - الحوثي" الخطوات المقررة في ما يخص الهدنة الشاملة ومحادثات الكويت.

دلالات