تتقدم القوات النظامية السورية والمليشيات الطائفية الموالية له، مدعومة بغطاء جوي وقوات خاصة روسية، إلى مدينة تدمر وسط سورية بشكل متسارع، حيث تفصلهم عنها بضعة كيلو مترات، في حين يقوم مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بالانسحاب تحت كثافة القصف الجوي.
وقال عضو "تنسيقية الثورة في تدمر" خالد الحمصي، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "القوات النظامية ومليشياته استطاعت، فجر اليوم الإثنين، من السيطرة على عدة مناطق هي الدوّة، والطراف، والمقسم، وقصر الحير الغربي، حيث وصلت مشارف منطقة المثلث وأبو الفوارس في مدخل المدينة الغربي"، مبيناً أن "المسافة التي تفصلها عن المدينة تقدر بنحو 8 كيلو مترات فقط، وإذا ما تواصل اعتماد سياسة الأرض المحروقة فأيام قليلة أو ساعات كفيلة بإعادة إحكام السيطرة على المدينة".
وأضاف أن "الهجوم الرئيسي هو من غرب المدينة، حيث تتعرض المنطقة لقصف غير مسبوق، عبر الطيران المروحي وراجمات الصواريخ، مجبرة مقاتلي (داعش) على الانسحاب جراء الدمار الكبير الذي يلحق بها".
ولفت إلى أن "تنظيم (داعش) قام بنقل المدنيين الذين كانوا في المدينة إلى الرقة خلال الـ48 ساعة الماضية، ويبلغ عددهم مئات".
وذكر أن "الحملة العسكرية التي يشنّها الروس والنظام وإيران على المدينة، مضى عليها أكثر من أسبوع، حيث تشهد يومياً ما لا يقل عن 50 غارة جوية من الطيران الحربي والمروحي إضافة إلى عشرات الصواريخ".
يشار إلى أن القوات النظامية انسحبت من تدمر في شهر ديسمبر/ كانون أول الماضي، عقب وصول الآلاف من مقاتلي التنظيم قادمين من الرقة قاطعين مئات الكيلومترات في البادية السورية، دون أي مقاومة تذكر. وكانت نتيجة ذلك تدمير المزيد من آثار المدينة القديمة وخسارة العديد من حقول الغاز، سبقها انسحاب القوات الروسية وقادة المليشيات والقوات النظامية.