تحذيرات تركية للولايات المتحدة وروسيا

15 أكتوبر 2015
داود أوغلو يضع وروداً بموقع تفجير أنقرة (هاكان غوكتيبي/الأناضول)
+ الخط -
تتكاثر التحديات الأمنية التي تواجهها تركيا، ولا سيما في ظل استمرار السجال حول هوية منفذي الهجوم الذي استهدف مسيرة في أنقرة قبل أيام، وأدى إلى مقتل 99 شخصا وجرح أكثر من مائتين آخرين من جهة، فضلاً عن الغضب التركي من إقدام الولايات المتحدة على إنزال أكثر من27 حاوية تضمّ 50 طناً من الأسلحة لتحالف "قوات سورية الديمقراطية"، الذي أعلن حديثاً ويُشكّل عناصر حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني) غالبية عناصره، فيما بدا تحضيراً لمعركة تحرير مدينة الرقة السورية من "داعش".
وقد أثار ذلك غضباً كبيراً في أنقرة، تحديداً بعد التلميحات الروسية في إمكانية استخدام هذه القوات لقتال "داعش"، تحديداً في الشمال السوري.

اقرأ أيضاً "قوات سورية الديمقراطية": نواة مواجهة "داعش" في الرقة

وفي السياق، استدعت وزارة الخارجية التركية سفيري الولايات المتحدة وروسيا في أنقرة، جون باس وأندريه كارلوف؛ لتحذيرهما من "تقديم أي مساعدات لقوات الاتحاد الديمقراطي".
وأوضح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، خلال مؤتمر صحافي جمعه ونظيره البلغاري بويكو بوريسوف، أنه "تم نقل المعلومات اللازمة لإيضاح الموقف التركي، كما تم توضيح رغباتنا الخاصة بالعمل المشترك الذي نقوم به"
وحذر داود أوغلو من "إمكانية قيام أنقرة بتوجيه ضربات ضد الاتحاد الديمقراطي"، معتبراً أنه "إذا تم استخدام السلاح المقدم للاتحاد الديمقراطي في العراق، سنعامل الأخير كما عاملنا العمال الكردستاني، عبر القيام بتوجيه ضرباتنا إليه". ولفت رئيس الوزراء التركي إلى أنّ "العلاقة بين الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني معروفة للجميع، لقد فرّ عدد من أعضاء الكردستاني إلى سورية بعد الضربات التي وجهناها لهم، ونحن نعلم أنهم ذهبوا للاتحاد الديمقراطي".
وردّ داود أوغلو على سؤال الصحافيين حول الأحاديث الدائرة في أنقرة عن قيام حزب "العمال الكردستاني بتوجيه طلبات للولايات المتحدة عبر الاتحاد الديمقراطي، للحصول على صواريخ ستينغر المحمولة المضادة للطائرات". وقال في هذا السياق، إن "الموقف التركي من الحرب على المنظمات الإرهابية واضح تماماً، وسيتم معاملة جميع هذه التنظيمات بنفس الطريقة".
وعلى الرغم من عدم قيام أنقرة بوضع "الاتحاد الديمقراطي" على قائمة الإرهاب بشكل رسمي حتى الآن، طالب داود أوغلو الإدارة الأميركية بـ"أخذ القلق التركي بعين الاعتبار"، قائلاً "كما تكافح الإدارة الأميركية وباقي الحلفاء تنظيم القاعدة وفروعه، تركيا أيضاً ستقوم بمكافحة إرهاب الكردستاني وفروعه. وكما لا يرى حلفاؤنا أي عذر لمن يقدم الأسلحة لهذه التنظيمات، تركيا أيضاً لا ترى عذراً لتقديم الأسلحة للعمال الكردستاني". ويشير إلى أنه "كما وصلت الأسلحة الأميركية الممنوحة للجيش العراقي إلى داعش، لا يوجد أي ضمان لعدم وصول الأسلحة الممنوحة للاتحاد الديمقرطي للعمال الكردستاني، الذي سيستخدمها ضدنا غداً".

وبعد ارتفاع التوتر بين تركيا وروسيا، إثر تدخّل الأخيرة في سورية وانتهاك الطائرات الروسية الأجواء التركية مرات عدة، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أحد منتديات الاستثمار، في العاصمة الروسية موسكو، يوم الثلاثاء، أهمية العلاقة التي تجمع البلدين، ووجود اتصالات بين الجانبين على المستوى العسكري. وشدّد على أن "تركيا من بين أصدقائنا المقربين، وإن علاقاتنا معها تمتد لسنوات طويلة، وهي شريكنا التجاري الأول". ورأى أنه "فيما يخص مكافحة الإرهاب، لدى تركيا قلق كبير من العامل الكردي، نحن نتفهم ذلك، ومستعدون للعمل معاً لأخذه بعين الاعتبار، ويوجد الآن تواصل بيننا على المستوى  العسكري في هذا الشأن".

وفي ما يتعلق بتطورات هجوم أنقرة، ارتفع منسوب التوتر بعد ساعات من إعلان رئيس الحكومة المؤقتة أحمد داود أوغلو، أن قائمة المشتبه بهم في الوقوف وراء الهجوم الانتحاري تضمّ كلاً من حزب "العمال الكردستاني" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بالتزامن مع إقالة مدير أمن أنقرة، ومدير شعبة الاستخبارات، وقائد الشرطة في المدينة، وذلك في مسعى لإجراء تحقيق نزيه في الهجوم الانتحاري.

ومما قاله داود أوغلو، أمس، إنه "تكشف التحقيقات دلائل على وجود علاقة للتنظيمين بالهجوم، ونحن نعمل على التحقق في احتمال وجود عمل مشترك بين التنظيمين على الأمر، إذ تمّ التعرف إلى طريقة دخول الانتحاريين للمسيرة. الانتحاري الأول كان يحمل حقيبة تحتوي على المتفجرات، والانتحاري الثاني كان يرتدي سترة ناسفة".
وأكد داود أوغلو، خلال حديثه للصحافيين، أمس الأربعاء، أن "التحقيقات تشير إلى وجود علاقة لكل من العمال الكردستاني وداعش في هجوم أنقرة". وأضاف لاحقاً أن "العمال وبعضاً من اليسار تدرّبوا في الشمال العراقي لتنفيذ هجمات انتحارية في تركيا". كما أشار داود أوغلو إلى أنه "تمّ التعرف إلى طريقة دخول الانتحاريين للمسيرة. الانتحاري الأول كان يحمل حقيبة تحتوي على المتفجرات، والانتحاري الثاني كان يرتدي سترة ناسفة".
من جهتها، كشفت صحيفة "حرييت" المعارضة، بأن "داعش مسؤول عن الهجوم الانتحاري". وذكرت أن "الانتحاري الأول هو يونس إمرة ألاغوز، كردي من ولاية أدايمان، شقيق الانتحاري شيخ عبد الرحمن ألاغوز، الذي قام بتفجير نفسه في مدينة سوروج، في يوليو/تموز الماضي". أما الانتحاري الثاني، وفقاً للصحيفة، فهو "عمر دينيز دوندار، والذي كان اسمه متواجداً على لائحة من 21 مشتبها بهم بمحاولة القيام بتفجيرات انتحارية في تركيا".
وبعد توسّع التحقيقات لتشمل حسابات موجودة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، سبق أن حذّرت من "تفجير كبير في أنقرة"، اعتُقل اثنان من أنصار "الكردستاني".

المساهمون