وقال بيان للمتحدث الرسمي باسم المجلس، إن الاجتماع ناقش التدابير اللازمة لنزع فتيل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ووضع التدابير اللازمة لتخفيف أعباء المعيشة وتسهيل حصول المواطنين على الاحتياجات الأساسية.
وكلف مجلس الأمن والدفاع وزير المالية إبراهيم البدوي بعقد مؤتمر صحافي لتوضيح الحقائق التي ستتم عبرها "المعالجات المطلوبة والضرورية".
وفي منطقة شرق النيل، شرقي الخرطوم، خرج المئات من طلاب المدارس في تظاهرات، أغلقوا فيها الطرق الرئيسة وأشعلوا النيران في إطارات السيارات القديمة، احتجاجا على عدم توفر الخبز. وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إنّ التظاهرات تحولت إلى أعمال شغب بتهشيم سيارات المارة والاعتداء على بعض المتاجر، قبل أن تتدخل الشرطة وتطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وكانت مدينة كوستي، في ولاية النيل الأبيض (جنوب)، قد شهدت، أمس، تظاهرات تخللتها مواجهات عنيفة أصيب فيها 11 شخصاً، وطالب فيها المحتجون بإقالة الوالي العسكري. كما خرج متظاهرون في مدينة عطبرة (شمال)، بهدف الإطاحة بالوالي العسكري بعد اتهامه بـ"العجز عن إدارة الولاية وعدم إقالة رموز النظام السابق في حكومته". ومنذ أسابيع، تفاقمت في الخرطوم أزمة الخبز، وسط مطالبة من أصحاب المخابز بزيادة سعر القطعة من جنيه واحد إلى 3 جنيهات.
ومع الرفض الحكومي للمقترح، أغلقت المخابز أبوابها بحجة أن السعر القديم غير مجد في ظل الكلفة العالية. وفي مدينة أم درمان، غربي الخرطوم، خرج محتجون إلى الشوارع بسبب ندرة الخبز والتردي في خدمات المياه، بعد انقطاع عدد كبير من خطوط الخدمة. وحمّل المحتجون السلطات الحكومية المسؤولية والعجز عن إصلاح الأعطال المتكررة.
في المقابل، لا تزال تسجل طوابير طويلة أمام محطات الوقود، مع انتشار ظاهرة بيع البنزين والجازولين في السوق السوداء وبأسعار مضاعفة عن الأسعار الرسمية.
وفي محاولة للتدارك، أصدرت وزارتا الطاقة والتعدين، والبنى التحتية والمواصلات، في ولاية الخرطوم، ضوابط جديدة لصرف الوقود اعتبارا من اليوم، الاثنين، وحددت أيام السبت والاثنين والأربعاء لصرف الوقود لأصحاب اللوحات التي تحمل أرقاماً فردية، والأحد والثلاثاء والخميس للأرقام الزوجية، على ألا تزيد قيمة الوقود الممنوح لهم عن 120 جنيهاً، مع استثناء المركبات التي تستخدم في النقل العام.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إن حكومته "تدرك التحديات الكبيرة والمتعددة التي تواجهها، بما يشمل تحقيق السلام وعلاج المشكلات والتوجهات الاقتصادية التي ورثتها من النظام السابق". وأشار حمدوك، في كلمة له اليوم أمام القمة الـ33 للرؤساء الأفارقة التي تعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى "الأثر الكبير للعقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، وكذلك وضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب"، مؤكداً أن حكومته تسعى إلى "إرساء قواعد لسلام مستدام، وتحقيق التنمية المستدامة، تلبيةً لطموحات واحتياجات المواطن السوداني".