كواليس من مباحثات القاهرة حول غزة وما سبقها

05 مايو 2019
يقود السنوار وفد "حماس" إلى القاهرة (عبد زقوط/الأناضول)
+ الخط -
تشهد القاهرة مشاورات حاسمة مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لا سيما بعدما تأكدت مشاركة قادة من "كتائب القسام" و"سرايا القدس" في المحادثات، ووسط تحميل فلسطيني للاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن أي تصعيد عسكري جراء عدم الالتزام بجميع نقاط تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها أخيراً. وبحسب مصدر مصري رفيع المستوى، تحدث إلى "العربي الجديد"، فإن حركة "الجهاد" أبدت استياءها من طول أمد المفاوضات، في ظل عدم تنفيذ أي من التفاهمات الأخيرة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إذ أكد أمينها العام زياد نخالة، أن فصائل غزة التزمت بكافة التفاهمات، في حين لم ينفذ الإسرائيليون أياً مما عليهم، وهو ما يدفع الأوضاع في قطاع غزة للانفجار، سواء على المستوى العسكري أو الإنساني. وقال المصدر إن المسؤولين المصريين يقدرون موقف الفصائل، ويدركون مماطلة الجانب الإسرائيلي، لذلك تسعى القاهرة من جانبها لمزيد من التسهيلات عبر معبر رفح وإدخال قدر ليس بالقليل من المساعدات والسلع.

وبحسب المصدر المصري، فإن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أكد أن الجناح العسكري للحركة، بات رافضاً للالتزام بالتفاهمات السياسية، في ظل تعرض القطاع لضربات من جانب الاحتلال من وقت إلى آخر، وسط المطالبات بعدم الرد على تلك الخروقات من جانب الاحتلال، والتي تتسبب في خسائر مادية وبشرية كبيرة. وأوضح المصدر أنه بناء على موقف نخالة وجهت مصر دعوة عاجلة لمسؤول لواء غزة والشمال في "سرايا القدس" بهاء أبو العطا، للحضور إلى القاهرة، وللحاق بوفد حركته، في محاولة لمنع اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق. وكشف المصدر أنه "في بادئ الأمر كان هناك عدم ترحيب من جانب حركة الجهاد، خشية تعرض القائد العسكري للاغتيال، خصوصاً أنه على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل"، لافتاً إلى أن "الأمر استغرق أكثر من 24 ساعة لتنفيذ عملية تأمين دقيقة لعبوره من معبر رفح، ووصوله للقاهرة بشكل يصعب تتبعه"، مؤكداً أن "سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، اطلعت على خطة تأمين مغادرة قائدها لقطاع غزة حتى عودته مرة أخرى بالكامل، قبل أن توافق على حضوره للقاهرة".


يأتي هذا فيما كشف المصدر المصري، لـ"العربي الجديد"، عن جود شخصية عسكرية رفيعة المستوى من "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، ضمن وفد الحركة الذي يقوده رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار. وأوضح أن وفد حركة حماس هذه المرة يختلف في تركيبته عن المرات السابقة، في ظل عودة السنوار مرة أخرى، لافتة إلى أن الأخير، هو صاحب اليد العليا في قرار التصعيد من عدمه، وهو ما تدركه مصر جيداً، مرجحاً أن تكون الشخصية العسكرية المصاحبة لوفد الحركة، متمثلةً بمروان عيسى المعروف برئيس أركان "كتائب القسام".

وتسعى مصر، منذ أول من أمس للسيطرة على الأوضاع الأمنية ومنع تدهورها، في ظل التصعيد الإسرائيلي، الذي أدى لاستشهاد 5 فلسطينيين، ورد فصائل غزة بإطلاق دفعات من الصواريخ على مستوطنات غلاف قطاع غزة. يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه قيادي بحركة حماس في قطاع غزة، إن الساعات القادمة حاسمة في مصير اتفاق التهدئة، فإما أن يتم التوصل لاتفاق واسع، يشمل تثبيت التهدئة، أو انهيارها بالكامل. وأوضح القيادي الحمساوي أن الجانب المصري "أبلغنا أنه تم التدخل أكثر من مرة لمنع خطة إسرائيلية، تستهدف اغتيال شخصيات بارزة في فصائل المقاومة". وتابع "بالطبع نقدر للجانب المصري جهوده، ولكن إذا ظن الاحتلال أنه يمكن أن يواجه غزة بسياسة الاغتيالات، فهو واهم، فالفصائل والأجنحة المسلحة، باتت متطورة بشكل كبير في هيكلها التنظيمي، وغياب أي من القادة بشكل مفاجئ لم يعد بالأزمة، فهناك البديل الذي سيخلفه مباشرة، والجميع على قدر المسؤولية". وتابع "على الرغم من ذلك، فإن إقدام الاحتلال على تنفيذ أية عملية اغتيال في صفوف قادة المقاومة، يعني بشكل مباشر إنهاء مفاوضات التهدئة، والدخول مباشرة في حرب مفتوحة، سنكون قادرين خلالها على تغيير معادلات القوة في المنطقة".