قادة "البشمركة" لـ"العربي الجديد": الجيش العراقي مخترق من "داعش"

04 ابريل 2016
"داعش" تمكن من اختراق الجيش بفعل الفساد المالي(Getty)
+ الخط -
عزا قادة في قوات "البشمركة" الكردية سبب عدم قدرة الجيش العراقي على تحقيق تقدم في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العديد من المناطق، خاصة في معارك تحرير محافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل، إلى كون الجيش والقوات الحكومية مخترقة من قبل التنظيم بفعل الفساد المالي، الذي يعصف بالجيش.

وقال المشرف على محور مخمور لقوات "البشمركة" سيروان البارزاني، في تصريحٍ خاص لـ"العربي الجديد"، إنّ "هجمات داعش ضد قوات البشمركة في منطقة مخمور (نحو 360 كيلومترا شمال بغداد) زادت بشكل لافت منذ أن قدم الجيش العراقي وتمركز في المنطقة العام الحالي".

وأضاف سيروان البارزاني "نحن متأكدون من وجود مصادر استخبارية لداعش وسط الجيش والقوات الحكومية ونقوم بتوفير الأدلة على ذلك".

وأوضح "حتى الآن لم نحصل على وثائق تؤكّد ذلك، لكننا واثقون بنسبة 100 في المائة من أن المعلومات يجري تسريبها لصالح داعش، رصدنا حالات نقل المعلومات بواسطة أجهزة الاتصال والراديو حول اجتماعاتنا بالجيش العراقي، كانوا ينقلون معلومات تشرح وجهتنا وكيف نتحرك على الأرض".

ويربط عدد من قادة "البشمركة" بين شكوكهم بوجود اختراقات من "داعش" للجيش العراقي بازدياد عدد الهجمات الصاروخية التي أخذ التنظيم يشنها، ويحقق أهدافه خلالها، كالهجمات التي استهدفت مواقع الجيش والقوات الحكومية ومواقع القوات الكردية والمدربين الأجانب، وأيضاً المعسكر التركي في بلدة بعشيقة (شمال الموصل) والقوة التدريبية الأميركية في مخمور (شرق الموصل).

ويُعد الهجوم الصاروخي الذي شنه تنظيم "الدولة الإسلامية" على كتيبة المدفعية التابعة للجيش الأميركي التي تدعى "فايير بيس بيل"، والتي تتمركز في مقر للجيش العراقي في منطقة مخمور (نحو 360 كيلومترا شمال بغداد) الشهر الفائت، وأسفر عن مقتل عنصر وإصابة عدد آخر من الجيش الأميركي؛ واحدة من الاختراقات الاستخبارية لـ"داعش".

وعن استهداف وحدة المدفعية الأميركية هذه، قال سيروان البارزاني، إن المعلومات الاستخبارية من داخل معسكر الجيش العراقي في مخمور هو الذي أدى إلى استهداف الأميركيين.

من جانبه، قال القائد الميداني لـ"البشمركة" في مخمور، نجاة علي، في تصريح صحافي، إنّ "لدى تنظيم داعش مصادر استخبارية معلوماتية من داخل الجيش العراقي، وفي داخل الحشد الوطني، وبين سكان القرى العربية في المنطقة".

وبيّن علي، أنّ "داعش يستغل العلاقات الاجتماعية لسكان المنطقة في تأمين مصادر استخبارية في الجيش والحشد وبين الأهالي، حيث هناك انقسام في الانتماءات بين السكان، قسم منهم يعملون ضمن تنظيم داعش ولديهم أقرباء في الجيش والحشد وفي مناطق القتال، وهكذا يتم تأمين المعلومات لصالح التنظيم".

بدوره، قال مقرر لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، عضو الكتلة الكردية، شاخوان عبد الله، إن تمركز الجيش العراقي في منطقة مخمور أدى إلى ازدياد قصف "داعش" على المنطقة وتخريب الوضع.

ولفت عبد الله، إلى أنه يجب ألا تسمح حكومة إقليم كردستان بانتشار الجيش العراقي قرب المناطق المأهولة ومواقع "البشمركة" لأن ذلك سيزيد من هجمات التنظيم على المنطقة"، معتبراً أن "الهجمات المكثفة للتنظيم على مخمور في الفترة الأخيرة دليل واضح على أن داعش يحصل على المعلومات من عناصر الجيش، ومن دون تلك الاختراقات لا يمكن لهم أن يحققوا شيئاً".

وأصدر الجيش العراقي، بياناً، في 24 مارس/آذار الفائت، أكّد فيه على بدء عمليات تحرير الموصل من يد "داعش"، وبمشاركة من الجيش وقوات "البشمركة"، وبدعم جوي من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

وقال مسؤول حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" في منطقة مخمور، رشاد كلالي، إن القوات التي تم استقدامها للمشاركة بعملية تحرير الموصل تضم عناصر استخبارية تعمل لصالح "داعش"، وهم العقبة أمام تقدم الجيش في المعارك.

ورجح كلالي، وجود دول إقليمية ودولية عمدت إلى زرع "جواسيس" في الجيش لمعرفة تحركاته وعرقلة تقدمه.

ويرى مراقبون، أنّ سكان محافظة نينوى التي تضم خليطاً قومياً ومذهبياً ودينياً، يرفضون دخول عناصر "الحشد الشعبي"، وذلك تجنباً لتحول الصراع إلى مذهبي واستغلال تنظيم "داعش" الأمر لتفجير الوضع بهذا الاتجاه.

وأرسل "داعش"، الخميس الفائت، خمسة انتحاريين مع أربع مركبات مفخخة، لمهاجمة مواقع "البشمركة" ومبنى القائمقامية والشرطة في مخمور، وأسفرت الهجمات عن مقتل 8 وإصابة عدد آخر، بينهم أفراد في القوات الكردية وآخرون من الشرطة ومدنيون.

المساهمون