نتائج الانتخابات المصرية بجولتها الأولى: نواب ما قبل الثورة

29 أكتوبر 2015
فرز الأصوات في الإسكندرية (الأناضول)
+ الخط -

أُسدل الستار على المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، أمس، وسط جدل واسع بشأن ما شهدته من انتهاكات قانونية. وأسفرت المرحلة الأولى عن فوز حزب "المصريين الأحرار" الذي يتزعمه رجل الأعمال نجيب ساويرس بـ41 مقعداً، وحزب "مستقبل وطن"، الذي يرأسه الشاب محمد بدران، عضو الحملة الرئاسية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بـ30 مقعداً، في مفاجأة واضحة نظراً لحداثة عهد الحزب الذي تشكّل عقب انقلاب 30 يونيو. وحصد حزب "الوفد" 19 مقعداً، وفاز حزب "النور" السلفي بـ12 مقعداً. فيما فاز حزب "الشعب الجمهوري" بـ11 مقعداً، وحزب "المؤتمر" الذي شارك في تأسيسه رئيس لجنة الخمسين السابق عمرو موسى بـ6 مقاعد، وحزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي" بـ3 مقاعد، وحزب "حماة وطن" بـ3 مقاعد.

اقرأ أيضاً: مصر: انسحابات ورشاوى انتخابية قبل إغلاق باب التصويت

وتأتي نتائج الجولة الأولى من انتخابات مجلس النواب المصري، في ظل عزوف تام من غالبية الشعب المصري، وفي مقدمتهم نشطاء وثوار 25 يناير، الذين اكتفوا بالتعليق على النتائج النهائية، أو انشغلوا بمتابعة قضايا زملائهم في الحراك الثوري المحبوسين على ذمّة قضايا سياسية.

وهو ما عبّر عنه عدد من النشطاء، إذ قال عضو "ائتلاف شباب ثورة 25 يناير"، الناشط اليساري خالد عبد الحميد، إن "هذه الانتخابات لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولا المسار السياسي بالكامل يهمنا في شيء، وخصوصاً أنها نتائج ثورة مضادة وانقلاب على الدولة بشكل عام"، مضيفاً "لسنا بصدد عودة دولة حسني مبارك فقط، وإنما أسوأ منها بمراحل كثيرة"، مؤكداً أن السياسة في مصر تدخل مرحلة الوفاة الإكلينيكية.

وتابع عبد الحميد ساخراً أن "مخرجات المرحلة الأولى شأن عبد الرحيم علي وأحمد مرتضى منصور وغيرهما، هم نواب لبرلمان يليق حقاً بالمرحلة الحالية".

وفي السياق، قال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير سابقاً، حسن نافعة، لـ"العربي الجديد"، إن البرلمان القادم تحصيل حاصل، وليس له قيمة، وهو ما دفع المصريين للعزوف عن المشاركة.

وبالنسبة للرسائل التي حملتها نتائج الجولة الأولى، قال الخبير السياسي أمجد الجباس، إن "عزوف المواطنين عن المشاركة، هو وسيلة اعتراض جديدة ضدّ تضييق النظام المصري على الحريات، وخنق حرية التعبير، ومواجهة وسائل الاحتجاج المختلفة بأساليب قمعية".

وأضاف "رسالة أخرى بعث بها نشطاء يناير والشباب المسيّس في مصر من وراء الجولة الأولى للانتخابات، تمثّلت في تخليهم عن دعم البرلماني السابق والخبير السياسي عمرو الشوبكي في مواجهة أحمد مرتضى منصور"، لافتاً إلى أن هذه الرسالة تمثلت في أن كل من دعم النظام الحالي أملاً في أن يحصل على مكسب ما بصفته من عرّابي 25 يناير، أو كمجمّل لوجه النظام كونه ممّن شاركوا في 25 يناير، سيكون مصيره في غاية السوء، لأن دولة العسكر لا تؤمن بكل ما هو مدني، كما أن معركتها الرئيسية هي مع ثورة يناير وكل من يمثّلها.

وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات شهدت مقاطعة واسعة، خصوصاً في صفوف الشباب، فضلاً عن العديد من الانتهاكات تمثلت في سطوة المال السياسي، وشراء الأصوات التي تحوّلت إلى ظاهرة في مختلف اللجان بالمحافظات الأربع عشرة التي جرت فيها الانتخابات، وهو ما دفع العديد من الكتل السياسية والمرشحين الفرديين إلى الانسحاب من السباق الانتخابي.

اقرأ أيضاً: في إعادة الانتخابات المصرية.. المقاطعة تزيد المخالفات

المساهمون