مصادر لـ"العربي الجديد": لقاء "غير مريح" بين عبد المهدي ووزير الدفاع الأميركي

23 أكتوبر 2019
عبد المهدي: لم نمنح القوات الأميركية إذناً للبقاء بالعراق(Getty)
+ الخط -
قالت مصادر عراقية رفيعة في بغداد، اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، إن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، مع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، عصر هذا اليوم لم يكن موفقا، وذلك بسبب تحفظ رئيس الوزراء العراقي على بقاء القوات الأميركية المنسحبة في سورية داخل العراق، معتبرا أنه لا يوجد مبرر لأي زيادة في عديد القوات الأميركية في البلاد.

يأتي ذلك بعد حديث لرئيس الوزراء العراقي حول وضع القوات الأميركية ورفض بقاء القوات المنسحبة من سورية في العراق خلال بيان له مساء الأربعاء، اعتبر حديثا منفصلا عن أساس البيان الذي يتحدث عن إصلاحات وتلبية وعود المتظاهرين، حيث أوضح خلاله أن "الحكومة لم تمنح الإذن للقوات الأميركية المنسحبة من الأراضي السورية للبقاء في الأراضي العراقية كما ذكرت بعض وسائل الإعلام".

ولوّح عبد المهدي بأن العراق "سيتخذ الإجراءات القانونية الدولية حيال ذلك"، مطالبا "المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالقيام بدورهما في هذا الشأن".

وختم بالقول إن أي وجود لقوات أجنبية "يجب أن يكون بموافقة الحكومة العراقية، وأن ينهى هذا الوجود حال طلب الحكومة العراقية ذلك".

ويزور وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر العراق منذ صباح اليوم الأربعاء، والتقى خلال الزيارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ونظيره العراقي نجاح الشمري، قبل أن يقوم بلقاء عدد من ضباط ومسؤولي الجيش الأميركي الموجودين في العراق.

وتحدث وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري لوكالة أسوشييتد برس عقب اجتماعه في بغداد مع إسبر بأن القوات الأميركية التي تنسحب من شمال شرقي سورية إلى العراق ستغادر البلاد في "غضون أربعة أسابيع"، وأشار إلى أن الجانبين اتفقا في محادثات الأربعاء على أن القوات الأميركية التي تعبر من سورية "ستمر" عبر العراق، ومن ثم ستتوجه إلى الكويت أو قطر أو الولايات المتحدة "خلال فترة زمنية لا تتجاوز أربعة أسابيع".

وهذا الأمر يتناقض مع تصريحات وزير الدفاع الأميركي مايك إسبر قبل زيارته العراق، إذ قال إن جميع القوات الأميركية التي تغادر سورية ستذهب إلى غربي العراق وسيواصل الجيش القيام بالعمليات هناك ضد تنظيم "داعش".

 وتحدث مسؤولان عراقيان أحدهم يعمل في مكتب رئيس الحكومة لـ"العربي الجديد"، بأن اللقاء "لم يكن مريحا" بين عبد المهدي ووزير الدفاع مايك إسبر.

وقال أحدهما إن عبد المهدي تحفظ على أي زيادة جديدة للقوات الأميركية في العراق، واعتبرها "غير مبررة في الوقت الحالي"، مضيفا أن الأميركيين "يرغبون بإعادة نشر جزء من القوات المنسحبة من سورية بالقرب من مثلث عكاشات العراقي تستشرف النطاق السوري الشرقي والشمالي الشرقي المحاذي للعراق".

ضغوط إيرانية

فيما أكد نائب في البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار أن رئيس الوزراء "خضع على ما يبدو لضغوط إيرانية لمنع أي زيادة في عديد القوات الأميركية بالعراق، خاصة في المنطقة الغربية المحاذية مع سورية.

وقال النائب في حديث لـ"العربي الجديد"، طالبا عدم ذكر اسمه إن المنطقة المستهدفة من قبل الأميركيين "تتمثل بمحور عكاشات مكر الذيب حصيبة الغربية المقابلة لشريط التنف السوري ـ البو كمال، وهذه المنطقة تحديدا تعتبر نقطة ارتكاز للمليشيات والفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، مثل النجباء وكتائب حزب الله والطفوف وسيد الشهداء والإمام علي وفصائل أخرى"، وختم بالقول "سمعنا مثلكم تماما أن اللقاء لم يكن جيدا بين الرجلين وأن الوزير إسبر خرج بغير ما كان يرغب به".

ورفض مكتب رئيس الوزراء العراقي الإدلاء بأي تصريحات حول تلك المعلومات رغم إبلاغ موظف في مكتبه مراسل "العربي الجديد"، بانتظار تواصل أحد المخولين بالرد معه حول هذا الموضوع تحديدا.

وتعليقا على ذلك قال الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد الحمداني لـ"العربي الجديد"، إن صياغة بيان الحكومة حول القوات الأميركية المنسحبة من سورية والتلويح بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة في الحديث عن رفضها تكفي وحدها للتأكد من وجود خلاف يعتقد أنه سرعان ما سيخرج للعلن.

وأضاف الحمداني أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي "لم يكن بعلاقة طيبة مع الإدارة الأميركية منذ توليه السلطة في أكتوبر العام الماضي"، مشيرا إلى أن الأميركيين يتعاملون بحذر في الوقت نفسه مع المعادلة العراقية "كونهم لا يملكون أوراقاً كثيرة داخل العراق، وفي الوقت نفسه لا يريدون التسليم باستيلاء إيران الكامل على مجمل القرار العراقي".

المساهمون