الراعي يلتقي "اللحديّين": أنتم مظلومون

28 مايو 2014
جاء أهالي كفربرعم من الداخل ليستقبلوا الراعي (العربي الجديد)
+ الخط -

 استقبل المئات من اللبنانيين، الفارين إلى إسرائيل في عام 2000، البطريرك الماروني اللبناني، بشارة الراعي، في كنيسة مار بطرس في منطقة طبريا، حيث حضرت الجالية اللبنانية، بجميع أطيافها الدينية، لاستقباله. وحصلت الزيارة بعد أن أمضى الراعي يومه في قرية كفربرعم المهجرة.

ورافق الراعي حرس شخصي من مقدسيين فلسطينيين عرب، وقامت الشرطة الإسرائيلية بحراسة المنطقة ووضعت حاجزاً للدخول إلى الكنيسة. وأقام الراعي قداساً خاصاً للرعية اللبنانية في كنيسة مار بطرس في طبريا، تحديداً في كفرناحوم، وتحدث الراعي موجهاً كلامه إلى المتعاملين مع "جيش لبنان الجنوبي" وعائلاتهم قائلاً إن "هناك الكثير من المظلومين وأنتم ظلمتم، وسنستمر في مساعدتكم رعوياً وروحياً"، معرباً عن أمله في أن "يلتئم هذا الجرح المفتوح مع استقرار لبنان والمنطقة".
بدوره، علّق الأب مارون أبي نادر، مسؤول رعية وشؤون اللبنانيين، على كلام الراعي، بالقول إن "المرء شعر معنوياً أنه يوجد أحد يفكر فيه، وأنه ليس متروكاً، والخطة الأساسية تبقى العودة إلى الوطن". وتابع أن "هذا (ملف المتعاملين الفارين إلى دولة الاحتلال) موضوع سياسي مرتبط بإمكانيات البطريرك".

وعقب بيار ذياب، من اللجنة الإعلامية لعائلات المتعاملين مع جيش لحد، العاملين في إطار "الجالية اللبنانية في إسرائيل"، على عظة الراعي، بـ"إنها خطوة أولى من ألف ميل".

وأردف قائلاً "نحن نتوقع من البطريرك أن يساعدنا، ونناشده أن ينقل ملفنا إلى المسؤولين في لبنان من أجل العمل لرفع الظلم عنا. هناك من يريدون العودة الى الوطن، وهناك من يريدون البقاء". وشدد ذياب على أنه "إذا كان هناك قرار سياسي بإعفائنا من الأحكام القضائية، فنحن جميعاً سنعود".
أما طوني حصرونة، وهو لبناني مقيم في نهاريا، وعنصر سابق في جيش لحد، فيرى أن "وضعنا مؤسف للغاية. أنا موجود هنا من أجل اولادي، هم وُلدوا في لبنان، ولكنهم يدرسون في مدارس يهودية، وهم اليوم يتحدثون العربية بصعوبة، واذا رجعت الى لبنان، فسأحرق مستقبل أولادي، فهم تربوا هنا وفي مدارس إسرائيلية".

وناشد حصرونة الراعي مساعدة العائلات اللبنانية في الدولة العبرية، "فهناك من يريدون العودة الى لبنان، وانا اريد الرحيل إلى أوروبا. الجيل الجديد ممكن أن يخسر هويته الدينية واللبنانية"، على حد تعبيره.
وكان المئات من أهالي قرية كفربرعم، المهجرة في أعالي الجليل، قد احتشدوا لاستقبال البطريرك، بشارة الراعي، وهم يحملون لافتات ويرددون هتافات، تطالب الضيف بإعادتهم إلى أرض قريتهم، التي هُجّروا منها على يد جيش الاحتلال خلال حرب عام 1948.

وتقاطر أهالي كفربرعم من القرى، التي يعيشون فيها حالياً في الداخل الفلسطيني، تحديداً من حيفا وشفاعمرو والجش والبقيعة، ليستقبلوا الراعي بالطبول والتراتيل الدينية والزغاريد، على الرغم من إعلان قسم من الأهالي عن تحفظهم على قرار الراعي لقاء المتعاملين مع "جيش لبنان الجنوبي"، الذين يعيشون في فلسطين المحتلة.

وأقام الراعي قداساً في كنيسة كفربرعم المهجَّرة. وشملت كلمة الراعي ثلاثة محاور: الكنسي والرعوي والقضائي. وقال "حملنا شعبنا في الأراضي المقدسة بقلبنا باستمرار، أنتم جزء من أبرشيتنا ولستم منقطعين عن العالم. لقد هدموا كل البيوت ولم يستطيعوا هدم الكنيسة".

وتابع البطريرك: "لا يموت حق وراه مطالب، مجيئكم كل يوم سبت هو تأكيد على تمسككم بمطالبكم. نحن معكم. هناك عداوة بين لبنان وإسرائيل، لكن يمكن أن نعمل عن طريق الفاتيكان والأسرة الدولية، وسوف نرفع رسالة إلى البابا بالموضوع. سنكتب لهم واقعنا، كي تتحرك الأسرة الدولية، وتطالب بحق العودة". وخاطب الراعي أهالي كفربرعم بالقول "حافظوا على وجودكم هنا بأرضكم ولا تهاجروا".

وخلص الى القول "سنفرح بعودتكم الى كفربرعم وإقرث والمنصورة، وستعيشون في أمن وسلام. الكلمة الأخيرة للمسيح وليس للظالمين، وكفر برعم هي أم القرى".

وفي وقت سابق، سلم أبناء "حركة العودة" من كفربرعم، البطريرك، رسالة أكدوا فيها ثباتهم في أرضهم وكنيستهم المهجرة، وعلى حقهم في العودة. وجاء في الرسالة "أهلاً بكم على الدرب، الذي لا نزال نسير عليه منذ 66 عاماً بهامة عالية ورأس مرفوع. لم تنل من عزيمتنا كل أساليب القهر والإذلال التي واجهناها من تشريد وترحيل وتضييق لسبل العيش، حملنا صليباً عالياً وعقدنا العزم على أننا سنعود يوماً الى بيتنا والحقل".

 

 

المساهمون