انتقل الرئيس التونسي قيس سعيد، رسمياً، إلى مقر الإقامة الرئاسية في قصر قرطاج، بعد قرابة خمسة أشهر على انتخابه، وذلك في سياق ضرورة وجوده بشكل مستمر في القصر الرئاسي للاطلاع على مستجدات مكافحة انتشار وباء كورونا، ومواكبة الاجتماعات المكثفة حول هذا الموضوع.
وأثرت كورونا حتى على نمط حياة الرئيس التونسي، الذي فضل سابقا عدم الإقامة في القصر الرئاسي، والمحافظة على حياة "ما قبل الرئاسة" بكل تفاصيلها، ومن بينها الاستقرار بمقر سكنه في ضاحية المنيهلة جنوبي العاصمة، وفاء لتعهداته خلال الانتخابات، باعتبار الإقامة الرئاسية مقر عمل فقط.
وكان سعيد آنذاك مصرًّا على تقديم صورة جديدة للرئيس الموظف لدى المواطنين، الذي يتجه للقصر فقط لأداء واجباته ويعود إلى بيته في نهاية اليوم من دون بحث عن إقامة مرفهة واستفادة من المنصب، رغم أن الإقامة في القصر الرئاسي امتياز طبيعي لمن انتخبه الشعب على رأس البلاد.
وكانت هذه الصورة الجديدة قد أحدثت جدلا بين التونسيين، بين مدافع عن خيار الرئيس الموظف الذي يؤكد فرادة شخصية سعيد ونزاهته، ومنتقد لإهدار الوقت والطاقة والمال العام بتنقل الرئيس يوميا، وتعطل حركة المرور أثناه مرور الموكب الرئاسي نحو منزله، إضافة إلى كلفة هذه التنقلات، وتخصيص تعزيزات أمنية لحمايته، ولا سيما أنه يقطن منطقة مكتظة وشعبية تتطلب إحاطة أمنية واسعة لتأمينه.
ولأن الظرف الحالي يقتضي حضورا مكثفا لرئيس البلاد في القصر الرئاسي من أجل مواكبة الاجتماعات والإشراف على مجلس الأمن القومي، الذي بقي في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات انتشار وباء كورونا، فإن سعيد تخلى عن نمط حياته العادي، لينتقل أخيرا إلى الإقامة الرئاسية. وأكدت الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية التي تشرف على تأمين تنقلات الرئيس وحمايته، في بلاغ رسمي نشر على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، أنها تولت تأمين انتقال سعيد من المنيهلة نحو قصر قرطاج يوم أمس الأحد.
وكان سعيد قد زار الإثنين ثكنة الأمن الرئاسي بضاحية قمرت، وشارك في عملية شحن المساعدات في الشاحنات التي أعدت لنقلها، ثم أدى زيارة إلى عدد من الأحياء السكنية بالضاحية الغربية للعاصمة لتوزيع ما تم تجميعه من مواد غذائية ولوازم ضرورية. ودعا سعيد المواطنين إلى التآزر خلال هذا الظرف الصعب وملازمة الحذر وإحترام مقتضيات الحجر الصحي الشامل، وفق بلاغ رئاسة الجمهورية الصادر أمس الأحد.