مسؤول عراقي يكشف لـ"العربي الجديد" تفاصيل جديدة عن الضربة العراقية داخل سورية

20 ابريل 2018
الحكومة العراقية: الضربة استهدفت موقعاً لـ"داعش" (طوماس كويس/فرانس برس)
+ الخط -

 

كشف مسؤول عراقي بارز في بغداد، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، عن تفاصيل جديدة حول الهجوم الجوي العراقي الذي استهدف، مساء أمس الخميس، مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" الإرهابي داخل بلدات سورية قرب الحدود العراقية. 

وأكد المصدر أن واشنطن طلبت من الحكومة العراقية تنفيذ الضربة، وسلّمتها إحداثيات المواقع كاملة في البو كمال ودير الزور، قبل أن يتم تنفيذها بعد ساعات بواسطة طائرات "F 16" عراقية مرابطة في مطار "بلد" العسكري بمحافظة صلاح الدين، الواقعة على بعد 70 كلم شمال بغداد.

وأوضح المسؤول العراقي أن الطلب قد يكون محاولة من الإدارة الأميركية لـ"تقليل كلفة عملياتها الجوية في سورية، وهذا يعني أنها ستكرر الطلب مستقبلا، أو أنها بداية لجر العراق إلى داخل الخارطة السورية المكتظة أصلا، من خلال عنوان "الهجمات التي يشنها داعش على بلدات حدودية عراقية انطلاقا من سورية"، وفقا لقوله. 

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت، مساء الخميس، عن تنفيذ سلاح الجو العراقي ضربات مباشرة داخل الأراضي السورية، استهدفت موقعا لتنظيم "داعش" من جهة الحدود مع العراق، مؤكدة، خلال بيان، أن "تنفيذ ضربات ضد عصابات داعش في الأراضي السورية هو لوجود خطر من هذه العصابات على الأراضي العراقية، ويدل على زيادة قدرات قواتنا المسلحة الباسلة في ملاحقة الأرهاب والقضاء عليه"، معتبرا أن هذه "الضربات ستساعد في تسريع القضاء على عصابات داعش في المنطقة بعد أن قضينا عليها عسكريا في العراق". 

ووفقا لمسؤول رفيع في مكتب القائد العام للقوات المسلحة ببغداد، حيث يتولى رئيس الوزراء حيدر العبادي منصب القائد العسكري الأعلى بالبلاد، فضلا عن مهامه الحكومية، بحسب الدستور العراقي، فإن الهجوم الجوي العراقي على مناطق داخل سورية "جاء بطلب أميركي، وصدرت أوامر رئيس الوزراء لقيادة القوة الجوية العراقية بعد ساعات من لقاء مغلق جمع العبادي مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، بريت ماكغورك، ووفد مرافق له، الثلاثاء الماضي".

وبيّن المتحدث أن الجانب الأميركي "سلم العراق ثلاث مواقع مفترضة لتنظيم داعش في سورية لاستهدافها، رغم أن المجال السوري الجوي مزدحم بمقاتلات التحالف، وخاصة الأميركية، ضمن خطوط طول 35 و34 بين البو كمال ولغاية حدود محافظة الحسكة المجاورة لدير الزور"، على حد تعبيره.





وذكر أن "الضربة تمت بواسطة مقاتلات (إف 16) العراقية الرابضة في مطار بلد العسكري بمحافظة صلاح الدين"، وأضاف "حتى الآن لا يمكن فهم الطلب الأميركي إلا كونه محاولة من الإدارة الأميركية لتقليل كلفة العمليات الجوية لها في سورية، أو أنها محاولة لسحب العراق إلى داخل الخارطة السورية كلاعب جديد تحت عنوان الهجمات التي يشنها داعش على بلدات حدودية عراقية انطلاقا من سورية"، مؤكدا "وجود خلافات حادة بين رئيس الوزراء وقيادات في التحالف الوطني الحاكم مقربة من إيران بخصوص الملف السوري والوجود العسكري الأميركي في العراق على وجه الخصوص". 

وكان مكتب العبادي قد أعلن، الثلاثاء الماضي، عن استقباله المبعوث الخاص للرئيس الأميركي والوفد المرافق له، ومسؤول ملف شؤون العراق وإيران في خارجية الولايات المتحدة، أندرو بيك، والسفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان.

وأكد البيان أن اللقاء "بحث العلاقات بين البلدين والتطورات السياسية والأمنية والأوضاع في المنطقة، والقضاء على ما تبقى من خلايا العصابات الإرهابية".

ونقل البيان عن العبادي تأكيده على "أهمية استقرار المنطقة ومنع أسباب التوتر، والتركيز على إنهاء الإرهاب"، فيما أعرب ماكغورك عن "تأييد الولايات المتحدة ودعمها لموقف العراق بضرورة إنهاء جيوب داعش المتبقية في سورية، وتحصين الحدود العراقية من محاولات اختراقها من قبل الإرهابيين"، وفقا للبيان. 

بدوره، رجح الخبير بالشؤون الأمنية العراقية، فاضل أبو رغيف، الجمعة، تكرار القصف الجوي العراقي على مواقع لتنظيم "داعش" في الأراضي السورية.

وقال أبو رغيف، في تصريح لوسائل إعلام محلية عراقية: "إن طيران القوة الجوية قد ينفذ ضربة جوية أخرى على مواقع الإرهاب في سورية، حال توفر المعلومات الاستخبارية الدقيقة عن أماكن تحصينات الإرهابيين"، مستبعدا أن تقوم بغداد بـ"إصدار الأوامر للجيش بالتحرك البري لدخول سورية ومحاربة المجموعات الإرهابية هناك".