مصير مجهول لمدنيي الرقة... ونازحو دير الزور ضحايا "داعش"

14 أكتوبر 2017
مدنيون فارون من الرقة (بولنت كيليك/فرانس برس)
+ الخط -

تتضارب المعلومات عن تطور الأحداث في مدينة الرقة السورية، فبعد أنباء عن احتمال عقد صفقة للسماح بخروج مقاتلي تنظيم "داعش" المحاصرين فيها إلى دير الزور مقابل السماح للمدنيين بالخروج من الأحياء التي يسيطر التنظيم عليها، برزت معلومات أخرى أمس عن توقف المحادثات الهادفة لتوفير ممر آمن لإخراج المدنيين من المدينة. وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه قوات النظام السوري تقدّمها على حساب "داعش" في الميادين ومدينة دير الزور.

وفي الرقة، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر محلي قالت إنه قريب من عملية التفاوض لإخراج المدنيين، أن العملية توقفت. ووفق الوكالة، قاد مجلس الرقة المدني خلال الأيام القليلة الماضية، محادثات "لتحديد أفضل طريقة لتمكين المدنيين المحاصرين من قبل داعش من الخروج من المدينة". وقال المصدر إن "المحادثات توقفت تماماً لأن فكرة خروج أمنيين وعدم معاقبتهم مرفوضة تماماً" في إشارة إلى مقاتلي "داعش" في المدينة. وأضاف المصدر "التعامل معهم (مقاتلي التنظيم) تم عبر بعض الأشخاص العالقين في الداخل. حتى إن الوسيط العشائري لم نعرف حتى الآن اسمه خوفاً عليه".

في المقابل، قال الناشط الإعلامي عبد الجبار الهويدي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "هناك معلومات عن وجود اتفاق لخروج ما تبقى من مقاتلي داعش من مدينة الرقة، للحفاظ على حياة من تبقى من المدنيين"، لافتاً إلى أنه "على الرغم عن عدم الإعلان عن الاتفاق بشكل رسمي، إلا أن الأكراد وقسماً من وجوه العشائر وافقوا على الاتفاق، إلا أن التحالف لم يوافق بعد، واضعاً خيارين أمام مقاتلي التنظيم، إما الموت أو الاستسلام". وأعرب عن اعتقاده بأن "تكون وجهة مقاتلي التنظيم في حال تم التوافق على خروجهم، هي ريف دير الزور الشرقي"، مقدّراً عدد المدنيين المحاصرين بما بين 4 و5 آلاف مدني، في حين يبلغ عدد مقاتلي التنظيم نحو 200 مقاتل، يستخدمون المدنيين كدرع بشرية في منطقة صغيرة داخل المدينة، وفق قوله.

في سياق آخر، سقط عشرات الضحايا ليل الخميس الجمعة في صفوف النازحين من دير الزور إثر استهداف تجمّعاتهم بالمفخخات في ريف الحسكة الجنوبي في قرية أبو فاس، تبعه تفجير انتحاريين آخرين لنفسيهما وسط تجمعات النازحين بالقرب من جسر الـ47 في منطقة أبو فاس. وذكرت "شبكة فرات بوست" المحلية، أن عدد القتلى جراء الاعتداء من تنظيم "داعش" على تجمع النازحين بالقرب من حاجز تفتيش لـ"قوات سورية الديمقراطية" في أبو فاس بلغ 123 قتيلاً معظمهم أطفال ونساء.

وقال الإعلامي عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، إن "نحو 10 آلاف مدني نازح من أبناء محافظة دير الزور، وصلوا دفعة واحدة إلى مناطق سيطرة سورية الديمقراطية في أبو فاس والمالحة جنوب الحسكة خلال اليومين الماضيين، كما وصل نحو 5 آلاف نازح إلى مخيم عين عيسى بريف الرقة الشمالي، ليصل عدد النازحين الوافدين من دير الزور إلى المخيم إلى أكثر من 18 ألف نازح". وذكر أن "نازحي دير الزور يعانون من ظروف إنسانية مأساوية في مخيم السد بريف الحسكة الجنوبي قرب قرية العريشة".


وفي التطورات الميدانية أيضاً، يواصل النظام السوري هجومه في دير الزور. وقال الناشط الإعلامي أبو خالد الديري، لـ"العربي الجديد"، إن "النظام استطاع محاصرة مدينة الميادين من ثلاث جهات، في حين بقيت الجهة الشرقية المطلة على النهر مفتوحة، في وقت لم يقطع النظام بعد النهر إلى ضفته الشرقية، بينما قطع طريق الميادين البوكمال من الجهة الشرقية". وكانت وكالة "سانا" للأنباء التابعة للنظام، أفادت في وقت سابق من ليل الخميس الجمعة، بأن قوات النظام وخلال عملياتها على محور الميادين، سيطرت على قرية الطيبة الملاصقة للمدينة وتقدّمت داخل أحياء الميادين من الجهة الغربية.

من جهته، قال عامر هويدي، إن "اشتباكات عنيفة تدور بين داعش وقوات النظام في محيط مدينة الميادين، في حين دمر التنظيم 4 آليات للأخير على الطريق الواصل بين مدينتي الميادين والبوكمال في عملية انتحارية، بينما سيطرت قوات النظام على حويجة صكر ودوار الحلبية، إضافة إلى تحقيقها تقدّماً داخل مدينة دير الزور". وأشار إلى أن "معارك عنيفة تدور بين الطرفين في محيط بلدة مظلوم، في ظل غارات جوية عنيفة من الطائرات الحربية الروسية على مدن وبلدات عدة، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، في حين أغارت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على مدينة العشارة في الريف الجنوبي الشرقي، من دون تسجيل إصابات".

وفي دمشق، استهدف الطيران الحربي التابع للنظام، حي الحجر الأسود جنوب دمشق، والذي يسيطر عليه "داعش"، بـ10 غارات جوية، ما تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى؛ في حين استهدفت المدفعية الثقيلة كلاً من جوبر وعين ترما وكفر بطنة.
من جهتها، أفادت "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية"، بأن "الموقف العملياتي في مناطق تخفيف التوتر، مستقر وفقاً لوجهات النظر لجميع الأطراف المتنازعة"، موضحة في بيان أمس أنه "خلال 24 ساعة ماضية لم يتم توقيع أي اتفاقية حول انضمام قرى ومدن إلى نظام وقف الأعمال القتالية وعددها الإجمالي 2249 قرية"، لافتة إلى أن "المباحثات مستمرة مع قادة فصائل المعارضة المسلحة بشأن انضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية في محافظات حلب وإدلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة".