خلاف على وزارتين يهدد بتفكك تفاهمات تشكيل الحكومة العراقية

29 أكتوبر 2018
عبد المهدي قد لا يتمكن من إكمال حكومته(فرانس برس)
+ الخط -


تصاعدت حدّة الخلافات السياسية في العراق بين تحالف "الفتح" (الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي) من جهة، وتحالف "سائرون" التابع للتيار الصدري من جهة أخرى، بسبب رفض الأخير تولي قيادات مليشياوية وزارتين بحكومة عادل عبد المهدي التي انبثقت في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.

وقال عضو بتحالف "الفتح"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة الحالية تشكلت على أساس تفاهمات مع تحالف سائرون، مؤكداً أن هذه التفاهمات اشترطت عدم المساس بحصص الطرفين من الوزارات.

وأضاف: "فوجئ تحالف الفتح، وبقية مكونات تحالف البناء باعتراض سائرون على مرشحيهم لوزارتي الدفاع والثقافة"، مشيراً إلى وجود إصرار على ترشيح فالح الفياض (قائد مليشيات الحشد الشعبي) لوزارة الداخلية، وحسن الربيعي (مرشح مليشيات العصائب) لوزارة الثقافة.


وتابع: "من يعود ليتابع تسجيلات جلسة منح الثقة للحكومة من قبل البرلمان يلاحظ مدى التأثير الواضح لقيادات ونواب سائرون في سير الجلسة"، مبيناً أن تحالفه بانتظار جلسة البرلمان المقبلة لمعرفة مصير مرشحيه، وبعدها سيكون له قرار يتناسب مع حجم الحدث.

وتداولت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو لرئيس الهيئة السياسية في التيار الصدري نصار الربيعي، وهو يطلب من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي التوقف عن عرض الوزراء على التصويت داخل البرلمان، ما أثار موجة رفض اعتبرته تدخلاً واضحاً في عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية.


إلى ذلك، انتقد عضو البرلمان العراقي عن تحالف البناء عدنان الأسدي ما جرى في جلسة منح الثقة للحكومة العراقية، معتبراً أن أحد قادة الكتل الموجودة في الجلسة كان يعطي الأوامر لعبد المهدي.

وأضاف الأسدي، في مقابلة متلفزة: "الغريب هو أن عادل عبد المهدي سياسي معروف وليس حديثاً على السياسة"، واصفاً "ما حدث في البرلمان بالنكبة".

وتابع: "كنا نأمل أن يكون رئيس الوزراء حازماً وقوياً وشجاعاً، وفقاً لمواصفات المرجعية الدينية"، رافضاً محاولات كتلة برلمانية التحكم بقرارات رئيس الوزراء، في إشارة إلى تحالف "سائرون".

وكان عضو البرلمان العراقي عن تحالف "البناء" عامر الفايز قد رجح في وقت سابق إقالة عدد من الوزراء الجدد، بسبب شمولهم بإجراءات المساءلة والعدالة، مبيناً أن عبد المهدي لن يتمكن من إكمال كابينته في وقتها المحدد، قبل الجلسة البرلمانية القادمة، المقررة في السادس من الشهر المقبل.

ويرى المحلل السياسي العراقي علي عبد الرزاق الجبوري، أن حديث تحالف البناء عن إقالة وزراء، وعدم إكمال الكابينة الوزارية، يندرج ضمن إطار الضغوط التي تمارس على عبد المهدي من أجل تمرير وزيري الداخلية والثقافة.

وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "مواقف الأيام الأخيرة تشير بوضوح إلى أن الاتفاق بين تحالف الفتح وسائرون الذي تشكلت على أساسه الحكومة الحالية في طريقه إلى التفكك، ما ينذر بأزمات سياسية عدة مقبلة".

المساهمون