وكان أمير قطر قد وصل في وقت سابق من مساء الأحد إلى العاصمة الأردنية عمّان، في زيارة رسمية تستغرق يومين، هي الأولى إلى المملكة منذ اندلاع الأزمة الخليجية.
وأكد ملك الأردن وأمير دولة قطر، خلال المباحثات، اعتزازهما بالعلاقات الأخوية بين البلدين، والحرص على النهوض بها في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية منها، وفق بيان مقتضب صادر عن الديوان الملكي الهاشمي.
وخلال مباحثات ثنائية موسّعة تبعت ذلك، وحضرها الأمير علي بن الحسين، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، وكبار المسؤولين في البلدين، جرى تأكيد أهمية تفعيل اللجنة العليا الأردنية القطرية المشتركة، والاستفادة من الفرص الكبيرة المتاحة، بما يحقق مصالحهما المشتركة.
وركزت المباحثات على مجمل القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إذ "تم التأكيد على ضرورة دعم الأشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة، وقيام دولتهم المستقلة القابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية".
وتطرقت المباحثات إلى الأزمات التي تشهدها المنطقة، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية لها، تعيد الأمن والاستقرار لشعوبها.
وحضر المباحثات رئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار الملك للاتصال والتنسيق، ومستشار الملك للسياسات والإعلام، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ووزير المالية، والسفير الأردني في قطر، ومساعد مدير المخابرات العامة.
وكان في استقبال أمير قطر لدى وصوله إلى مطار الملكة علياء الدولي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والأمير فيصل بن الحسين مستشار الملك، وعدد من الأمراء والمسؤولين الأردنيين، إضافة إلى سفير دولة قطر لدى الأردن سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني، وسفير المملكة لدى دولة قطر زيد مفلح اللوزي، وأعضاء السفارة القطرية في الأردن، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء القطرية (قنا).
— سفارة دولة قطر-عمان (@QatarEmb_Amman) February 23, 2020 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأقيمت لأمير قطر مراسم استقبال رسمية في المطار، تضمّنت إطلاق المدفعية 21 طلقة، وعزف النشيدين الوطنيين.
ويجري أمير قطر مع ملك الأردن مباحثات "تتناول العلاقات الأخوية بين البلدين، والتطورات في المنطقة"، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي.
وزُيّنت شوارع العاصمة عمّان بالأعلام الأردنية والقطرية، ورفعت اليافطات التي حملت عبارات الترحيب بأمير قطر.
ويرافق أمير دولة قطر في الزيارة وفد رفيع المستوى، يضم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ووزير المالية، ورئيس جهاز أمن الدولة، ومساعد رئيس الديوان الأميري، ومدير إدارة الدراسات والبحوث في الديوان الأميري، ومدير إدارة المحافظ الإقليمية في جهاز قطر للاستثمار، ورئيس هيئة التعاون الدولي العسكري في وزارة الدفاع، ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية القطرية.
وشهدت العلاقات الأردنية القطرية توسعاً في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، في الآونة الأخيرة، لا سيما في ظل الدعم القطري للاقتصاد الأردني، من خلال الاستثمارات القطرية، وتوفير فرص العمل للأردنيين في قطر.
وتجاوزت العلاقات الأردنية القطرية في الفترة الأخيرة حواجز الصد والمنع الإقليمية، لتسير باتجاه تصاعدي، في فصل واضح عن أي علاقة مع أي دولة في الإقليم، وبالتحديد دول الخليج الأخرى؛ فالأردنيون يراهنون على قطر في حل جزء من الأزمة الاقتصادية التي تواجه البلاد، فيما تراهن قطر على دبلوماسيتها في الحفاظ على مكانتها ودورها الإقليمي.
يُشار إلى أن قرار عودة تبادل السفراء بين الأردن وقطر، في يوليو/ تموز الماضي، جاء بعد عامين على قرار عمّان خفض مستوى تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة، في يونيو/ حزيران 2017، على خلفية الأزمة الخليجية، وشكّل القرار خطوة مهمة في إطار انفكاك الأردن عن الضغط السعودي الإماراتي الذي مُورس عليها.
وخلال تلك الفترة، لم تنقطع العلاقات بين البلدين، ومنذ الإعلان عن المنحة القطرية للأردن، بدأ التقارب التدريجي حتى بلغ ذروته مع إصدار الديوان الملكي بالأردن مرسوماً ملكياً بتسمية السفير زيد مفلح اللوزي سفيراً فوق العادة ومفوّضاً للأردن لدى دولة قطر. كذلك صدرت موافقة الحكومة الأردنية على قرار الحكومة القطرية تسمية الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني سفيراً فوق العادة ومفوضاً لها في عمّان.
وتمكّنت قطر والأردن من الحفاظ على الحدّ الأدنى من مستوى العلاقات حتى مع ذروة الأزمة الخليجية، إذ أعلنت قطر عن تقديمها مساعدات للأردن بقيمة 500 مليون دولار، وتوفير 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين في قطر.