حوار الخرطوم المرتقب "مختلف" عقب تفاهمات مع كمبالا وجوبا

19 سبتمبر 2015
النظام في الخرطوم مرتاح بعد لقاء موسيفيني (getty)
+ الخط -
بدأ العد التنازلي لانطلاق الحوار الوطني في السودان الذي حدد له العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل للوصول لتسوية لأزمة الحكم في الخرطوم، لكن على الأرض، لا يوجد ما يشير إلى انطلاقه في الموعد المضروب ووفق ما حددته لجنة الـ"7+7" المؤيدة للحوار، التي تضم أحزاب الحكومة وأحزاباً معارضة ليست ذات وزن في الشارع السوداني، باستثناء المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي.


ويرى مراقبون أن اقتصار الحوار على مجموعة السبعة بشكلها الراهن دون إحداث اختراق بضم قوى فاعلة أول مؤشر على صعوبة اطلاقه.

اقرأ أيضا: الرئيس الأوغندي يدعو القادة الأفارقة للانسحاب من المحكمة الدولية

وتراهن الحكومة في الخرطوم على أن تسهم تفاهماتها الأخيرة مع الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، في ما يتصل بطرد الحركات المناوئة لها من كمبالا، في تضييق الحصار على الحركات وإجبارها على الخضوع للحوار وفقاً لشروطها.

وفي تصريحات، اليوم السبت، أكد نائب الرئيس السوداني، حسبو محمد عبد الرحمن، أن الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في إقليم درافور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان باتت مرغمة على الرضوخ لدعوات الحوار والجنوح للسلام بسبب التفاهمات الأمنية التي قال إن الحكومة وقّعتها مع كل من جنوب السودان وأوغندا، وحرّمت انطلاق الأنشطة المعارضة للسودان من أراضيها.

وشدد على أنه "لا مفر أمام الحركات إلا السلام.. نحن وقّعنا اتفاقاً مع أوغندا بمنع العمل المعارض، ووقعنا اتفاقاً مع جنوب السودان أيضاً لطرد الحركات... وعليكم بالحوار".

ويرى مراقبون أن الحوار بصورته الراهنة لن يكتب له النجاح، باعتبار أنه لم يضم القوى الرئيسية الفاعلة في الأزمة بشكل مباشر، كالحركات المسلحة والقوى المعارضة، واستبعدوا أن تتمسك الحكومة بانطلاقته بمن حضر باعتبار أنها في الأصل لا تجد صعوبة مع تلك القوى، كما أن معظمها متحالف معها.

وأشاروا إلى أنها لم تبدِ جدية في قضية الحوار، وأن لجانه حتى الآن لم تفعل.

وأبلغ مصدر بالاتحاد الأفريقي "العربي الجديد" عن ترتيبات لعقد المؤتمر التحضيري للحوار الذي أقره مجلس السلم الأفريقي أخيرا بأديس أبابا في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المقبل يجمع كلاً من الحكومة السودانية والحركات المناوئة لها والقوى الرافضة للحوار والمؤيدة له لوضع أرضية لانطلاقة الحوار قبل نهاية العام الحالي.

اقرأ أيضا: البشير يهدد بتمزيق أية قرارات دولية حول الحوار السوداني

وبدا المؤتمر الشعبي واثقا من انطلاقة الحوار في التاريخ المضروب، وأشار لبدء المشاورات بين القوى المؤيدة للحوار لإطلاق العملية.

وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر، لـ"العربي الجديد"، إن القوى المنضوية تحت لجنة الـ"7+7" بدأت بتسليم أوراق تحمل رؤيتها في ما يتصل بالمحاور الستة التي سيجاوب عليها الحوار والمتصلة بكيف يحكم السودان وبحل القضايا الاقتصادية وقضية الهوية.

وأشار إلى أن "الشعبي" فرغ تماما من وضع رؤيته حولها، وأكد أن هناك اتصالات تتم مع الرافضين للحوار لا سيما الأجسام التي انشقت عن الحركات.

وأكد أن هناك أربعة أجسام أبدت الاستعداد للمشاركة في الحوار، وأضاف "لدينا اتصالات بقوى ذات وزن، سنعلن عنها الأسبوع المقبل ستنضم للحوار". لكنه في الوقت ذاته لم يستبعد الشروع في الحوار بمن حضر.

لكن مصدراً في الحزب الحاكم أكد، لـ"العربي الجديد"، أن الحوار بشكله الراهن لن ينطلق في الموعد المحدد، وأن الحكومة تنتظر ما ستسفر عنه تحركات أمبيكي والمبعوث الأميركي لإقناع القوى الرافضة للحوار.

المساهمون