الأيزيديون ينتقدون بان: ماذا فعلتم غير التعبير عن القلق؟

07 يونيو 2016
تصريحات بان تجلب عليه سخط الأيزيديين (Getty)
+ الخط -

وجه ممثل المكون الأيزيدي بحكومة إقليم كردستان العراق، اليوم الإثنين، انتقادات شديدة للأمين العام للأمم المتحدة بسبب تصريح له ذكر فيه، أن الأيزيديين دفعوا 45 مليون دولار لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لتحرير محتجزيهم لديه.

وقال المديرالعام لشؤون الأيزيديين في إقليم كردستان، خيري بوزاني، لـ "العربي الجديد"، إنهم وجهوا رسالة مفتوحة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يطالبونه فيها بتوضيح مغزى تصريحه الذي قال فيه إن تنظيم "داعش" تلقى مبالغ تصل إلى 45 مليون دولار من الأيزيديين في العراق كفدية لإطلاق سراح محتجزيهم لدى التنظيم الإرهابي.

وأضاف "حول هذا التصريح المثير للجدل والذي يكتنزه الكثير من اللبس والغموض والبعيد كل البعد عن الحقيقة نقول، نعلمك يا سيادة الأمين العام للأمم المتحدة أن الأيزيديين ناشدوكم وتوسلوا إليكم لإغاثتهم من كل الجرائم المرتكبة بحقهم من القتل والذبح والنهب والسلب والسبي، وأمام كل تلك المناشدات والمشاهد المروعة هل فعلتم شيئاً غير التعبيرعن قلقكم على مصير الأقليات؟"

وتابع بوزاني مخاطباً الأمين العام للأمم للمتحدة "تعلمون جيداً أن إرهابيي داعش قاموا بسبي أكثر من 6389 أيزيدية، كما لا يزال أكثر من 3797 أيزيدي وأيزيدية بقبضة (داعش)، ولكنكم كنتم وما زلتم لا تعيرون أدنى اهتمام لهتك أعراض النساء واغتصاب القاصرات الأيزيديات".

وهاجم ممثل الأيزيديين في إقليم كردستان الأمين العام للأمم المتحدة، قائلاً "نقرأ وللأسف في ثنايا تصريحكم محاولة تحويل الضحية إلى الجلاد، من خلال تصوير الأيزيديين بأنهم يمولون داعش، بقولكم إن الأيزيديين أنفقوا 45 مليون دولار ودفعوها فدية لداعش لتحرير نسائهم، وهذا إجحاف كبير واتهام للأيزيديين خطير، يثير لدينا الكثير الكثير من علامات الدهشة والاستغراب".

وأضاف "نطالبكم بالتوضيح كيف، ومتى تم دفع تلك الأموال لداعش؟ ومن الذي قام بتسليم تلك الأموال؟ ولمن سلمت وآلية الصرف ومن الممول؟ وبعكسه سنعتبر تصريحكم اتهاماً  للأيزيدية".

ودعا ممثل الأيزيديين في إقليم كردستان العراق مكتب الأمم المتحدة في أربيل وكافة البعثات والقنصليات المعتمدة في الإقليم إلى التحقيق في الأمر، وكشف الجهة التي استلمت المبالغ ومن أي دولة وكيفية صرفها.

وكان مسلحو "داعش" قد هاجموا في أغسطس/آب 2014 قضاء سنجار والقرى والنواحي التابعة لها على الحدود العراقية السورية وسيطروا عليها، وأثناء ذلك قتلوا المئات من السكان وجميعهم من الأكراد الأيزيديين (مجموعة غير مسلمة) واحتجزوا آلاف الأسر وقاموا بعدها بفصل الفتيات والنساء عن الرجال والأطفال وأخذوهن سبايا، وقدرت جهات حكومية في الإقليم عدد المحتجزات بنحو خمسة آلاف، حُرر أقل من ألفي فتاة وامرأة منهن، ولا تزال الباقيات محتجزات لدى مسلحي التنظيم.

المساهمون