المغرب: بنكيران يتجه نحو التخلي عن حزب "الاستقلال"

30 ديسمبر 2016
بنكيران تشبت طويلاً بشباط (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -


رجحت مصادر قيادية في حزبي "الاستقلال" و"التقدم والاشتراكية" تحدثت إلى "العربي الجديد"، أن يتخذ رئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بنكيران، قرار التخلي عن "حليفه" حزب "الاستقلال" في مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، إثر تداعيات تصريحات زعيمه حميد شباط حيال موريتانيا.

وأفادت المصادر بأن رئيس الحكومة المكلف يتجه نحو هذا الخيار مرغما، حيث من المرتقب أن يتم الإعلان عنه في اجتماع الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" غدا السبت، والذي سيشهد مناقشة عدد من النقاط في جدول الأعمال، وعلى رأسها الرد على شرط زعيم حزب "التجمع الوطني للأحرار"، عزيز أخنوش، بإبعاد "الاستقلال".

وقال الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية"، محمد نبيل بنعبد الله، الموافق على المشاركة في التحالف الحكومي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن مسار مفاوضات تشكيل الحكومة بدأ يسير في غير صالح حزب الاستقلال رغم تمسك بنكيران به في أكثر من مناسبة، بل ذهب الأمر إلى حد مطالبة رئيس الحكومة من أخنوش مراجعة موقفه من "الاستقلال".

وهاجم قياديون في حزب "الاستقلال" شباط، وأعلنوا "التمرد" عليه، منهم عمر حجيرة الذي قال في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الأمين العام الحالي قدم هدية فوق طبق إلى خصوم الحزب، بسبب الإدلاء بتصريحات جانبت الصواب، وجاءت في ظرفية سياسية صعبة داخليا، وإقليمية بالغة الحساسية بالنسبة للمغرب.

وأبدى حجيرة رفضه الحضور إلى دورة المجلس الوطني للحزب، الذي يعتبر بمثابة برلمان "الاستقلال"، والمقرر عقدها غدا السبت، رغم أنه رئيس هذا المجلس، فضلا عن قياديين آخرين "لن ينصاعوا للحضور أيضا"، مردفا أن عقد هذه الدورة يأتي فقط من أجل أن يلتف شباط على الخطأ الفادح الذي ارتكبه بشأن تصريحاته حول موريتانيا.

وأوقعت تصريحات شباط التي قال فيها إن "موريتانيا تاريخيا أرض مغربية"، رئيس الحكومة المكلف في حرج بالغ، باعتبار أن هذا الأخير سبق له أن أعلن تشبثه بدخول هذا الحزب إلى الحكومة، رغم اعتراض زعيم "التجمع الوطني للأحرار" الذي اشترط على بنكيران استبعاد "الاستقلال".

ووجد بنكيران نفسه محاصرا بين أمرين، الأول أنه وافق "أخلاقيا" على مشاركة حزب "الاستقلال" في الحكومة الجديدة المرتقبة، حتى أنه انتقد موقف أخنوش الذي طالبه بإخراج هذا الحزب من الحكومة قبل أزمة موريتانيا، والثاني أنه لم يعد متاحا له القبول بمشاركة "الاستقلال" بعدما صدر عن شباط، حيث قد تعتبر موريتانيا ذلك "استفزازا" لها، وفق ما ذهبت إليه مصادر إعلامية موريتانية.

دلالات