العراق: حلفاء إيران يهدّدون تركيا بردّ أي تدخل عسكري

16 سبتمبر 2016
تأكيدات بأن المليشيات ستواجه القوات التركية(أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال الحكومة العراقية تلتزم الصمت حيال تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول تلويحه بعملية تدخل عسكري تركي، في الموصل، مشابهة لعملية "درع الفرات"، في سورية، في الوقت الذي تتواصل ردود الفعل الرافضة لهذا التدخل، من قبل كتل في "التحالف الوطني" الحاكم، الموالي لإيران.

وهددت كتل في التحالف الوطني الحاكم، اليوم الجمعة، باستهداف القوات التركية من قبل مليشيات "الحشد الشعبي" في حال تدخلها.

ويرى خبراء ومراقبون للشأن العراقي أنّ "التدخل التركي سيكون منصباً على تطهير أراضي غرب الفرات من سيطرة تنظيم (داعش) وهي المنطقة الأكثر تعقيداً بسبب التضاريس وسيطرة داعش المحكمة فيها، ما سيشكل عامل مساعدة في جهود القضاء عليه وتحرير تلك المناطق، التي تشكل خليطاً مسيحياً إسلامياً عربياً وتركمانياً، فضلاً عن الكردي، وتنتهي عند مثلث فيش خابور الحدودي الذي يشكل نقطة التقاء الحدود العراقية التركية السورية".  

وفي السياق، أكّدت مصادر عسكرية عراقية في قيادة عمليات "تحرير نينوى"، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات التركية موجودة حالياً في معسكر زليكان على بعد 80 كيلومتراً من الموصل ولا تزال متواجدة مع أسلحة غالبيتها دفاعية، إذ إن المهمة الأولى لتلك القوات هي تدريب أبناء العشائر والأكراد ودعمهم لوجستيا".

وأضافت أنّ "العملية في حال تمت يجب أن تتم بالتنسيق مع الحكومة العراقية التي لم تكشف عن موقفها حتى الآن بشكل رسمي".

من جهته، قال ضابط بالجيش قرب الموصل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع في سورية لا يشبه الحال في العراق، لذا اعتقد أن الأمر يحتاج موافقة بغداد"، مشيراً إلى أنّه "يتحتم على الحكومة القبول بدخول تركيا لضرب (داعش في الموصل، خصوصاً وأنّها (الحكومة) تتحدث دائماً عن قبولها بأي جهة تضرب التنظيم".

ولفت الضابط إلى أنّ "الاستعدادات الحالية لمعركة الموصل لم تبد بالمستوى المطلوب بالنسبة للجيش العراقي، وهي تشي بأن المعركة ليست قريبة"، مؤكّداً أنّه "يتحتم على الحكومة أن تنسق بين الجهات العسكرية بشكل كامل قبل إطلاق المعركة، ولا تترك فرصة للخلاف، كما يحدث بين القوات العراقية المشتركة والقوات التركية".

وبالتزامن مع ذلك، هدد ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية، نور المالكي، باستهداف القوات التركية حال تدخلها، قائلاً إنّ "القوات التركية تتحمل مسؤولية بقائها خارج إرادة الحكومة العراقية، ولن تسلم من نيران وضربات فصائل المقاومة والحشد الشعبي الذي من حقه طردها بالقوة"، مشدداً على أنّ "المليشيات ستواجه القوات التركية بشراسة".

بدورها، قالت النائب عن كتلة "دولة القانون"، فردوس العوادي، إنّ "أي تدخل تركي عسكري سيكون هناك رد من الحشد الشعبي عليه"، محذرةً من "قتال شرس من قبل الحشد ضد تلك القوات". كما حذّر محمد تقي المدرسي، أحد المراجع الدينية، ممّا سماه تدخلا عسكريا خارجيا خلال معركة الموصل المرتقبة، داعياً إلى "تجميع القوى لبسط سلطة الدولة على كامل تراب الوطن".

من جهته، هدد القيادي بمليشيات "الحشد الشعبي"، حسن عبد الرضا، في حديثه لـ"العربي الجديد"، من أنّ "القوات التركية سيتم استهدافها في حال تدخلت عسكرياً، فستعامل كقوات محتلة وسيتم استهدافها"، مبيّناً أنّ "قرار الحكومة لن يكون مختلفاً عن قرار الحشد".