أعلن المرشح الأبرز لرئاسة الحكومة العراقية قصي السهيل، اعتذاره عن تولي المنصب، وذلك في وثيقة رسمية صدرت اليوم الأربعاء، في ثاني تراجع من نوعه في غضون أسبوع لمرشح تدعمه إيران بقوة للمنصب، بعد إقصاء محمد شياع السوداني بفعل ضغط الشارع.
في المقابل، قالت مصادر سياسية مطلعة في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن محافظ البصرة الحالي أسعد العيداني هو الأقرب ليحل محل السهيل، لكونه مرشحاً لتحالف "الفتح" البرلماني، الذي يقدم نفسه بصفته الكتلة الأكبر في البرلمان.
وقال السهيل الذي يشغل حالياً منصب وزير التعليم في حكومة تصريف الأعمال العراقية، في خطاب موجه إلى تحالف "البناء"، الذي رشحه للمنصب: "الإخوة في تحالف البناء، أثمّن عالياً ترشيحكم لنا باعتباركم الكتلة الاكبر، ولكون الظروف غير مواتية ومهيئة حسب تقديرنا لمثل هذا التكليف، أرجو تفضلكم بالموافقة على قبول اعتذاري عنه، راجياً لكم الموفقية في اختيار من ترونه بديلاً مناسباً عنا".
وفي السياق، نفى وزير الشباب والرياضة الأسبق عبد الحسين عبطان، الأنباء التي تحدثت عن ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء، مؤكداً في منشور على صفحته في "فيسبوك"، أنه لم يترشح للمنصب.
وتابع: "أكرر وأعيد أني لم أرشّح للمنصب، ولست مسؤولاً عمّا يقال في مواقع التواصل الاجتماعي"، مضيفاً: "أنا مواطن تركت السياسة والعمل الحكومي بقناعة كاملة وقراءة دقيقة للأحداث، وأتمنى أن أرى الإعمار والازدهار في بلدي".
وأكدت مصادر رفيعة في بغداد، لـ"العربي الجديد"، أن تحالف "البناء"، الذي يضم كتل "الفتح"، و"دولة القانون"، و"عطاء"، و"صادقون"، وهي الكتل الأكثر التصاقاً بإيران، قدمت محافظ البصرة أسعد العيداني للمنصب، وهو ما قد يسبب استفزازاً للمتظاهرين، خاصة سكان البصرة الذين يتهمون أسعد العيداني بالفشل في إدارة المحافظة بالعامين الماضيين وتردي الخدمات فيها، عدا عن كونه متهماً رئيسياً بقمع تظاهرات البصرة عام 2018 والتظاهرات الحالية أيضاً.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن المفاوضات جارية لإقناع الصدريين (التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر) بهذا الترشيح بالوقت الحالي، مرجحة أن تمريره قد يكون أكثر صعوبة من تمرير المرشح السابق قصي السهيل، وهو ما أدى إلى اتهام كتل سياسية بمحاولة إطالة أمد حكومة تصريف الأعمال الحالية لمصالح خاصة.
إلا أن عضو مجلس النواب بدر الزيادي، أكد طرح عدد من الأسماء الجديدة لمنصب رئاسة الوزراء، قريبة من مطالب المتظاهرين، موضحاً في تصريح صحافي أن كثيراً من النواب يريدون تمرير شخصية يرضى عنها المتظاهرون، ولفت إلى أن القوى السياسية لا تزال تحاول فرض مرشحين عنها للمنصب.
في غضون ذلك، قال عضو البرلمان العراقي هشام السهيل، إن نقاشات اختيار مرشح رئاسة الحكومة مستمرة دون أن تتوصل إلى اتفاق، موضحاً في بيان أن "توجهات المرجعية الدينية والشارع واضحة، وتدعو إلى اختيار شخصية مستقلة غير جدلية يُتفق عليها شعبياً، وعدم الإصرار على حل الأمر سياسياً، ولفت إلى أن البحث جارٍ عن رئيس وزراء مستقل.
وخلال الأيام الأخيرة تداولت وسائل إعلام محلية اسم محافظ البصرة أسعد العيداني مرشحاً جديداً من قبل تحالف "البناء" لرئاسة الحكومة، إلا أن المتظاهرين في البصرة وبقية المحافظات استبقوا ترشيحه باحتجاجات واسعة رافضة للعيداني، الذي اتهموه بالولاء لإيران، والمساهمة في قمع احتجاجات البصرة عام 2018، والعودة إلى مواصلة القمع في الاحتجاجات التي لا تزال مستمرة.