بازار انتخابي إسرائيلي

18 اغسطس 2018
نتنياهو يسعى لتهدئة موقتة في غزة (جيم هولاندر/فرانس برس)
+ الخط -

انطلق البازار الانتخابي الإسرائيلي وسط هذا الأسبوع بوتيرة عالية مما كان عليه في الأسابيع الأخيرة، بعدما بدا أن فرص تبكير موعد الانتخابات النيابية العامة في إسرائيل باتت أكبر من أي وقت مضى. ويحمل البازار الانتخابي الإسرائيلي في المرحلة الراهنة سمات التطرف والعسكرة والتلويح بالحرب والقتال، حتى من قبل المعارضة الرئيسية التي يفترض بها لكونها تمثل اليسار أن تهاجم سياسة الحرب والاستيطان لحكومة بنيامين نتنياهو، لكنها، وكما هو الحال في ابتعاد السياسة الحزبية في إسرائيل عن ديناميكات الحياة السياسة والحزبية في الدول الطبيعية اختارت، على لسان زعيم المعسكر الصهيوني، آفي غباي، وزعيم حزب ييش عتيد، يئير لبيد أن تهاجم جنوح حكومة نتنياهو، بفعل الظروف المقيدة لها، إلى القبول بمساعي تهدئة مقابل قطاع غزة.

ويبدو أن نتنياهو الذي يسعى، إلى تثبيت تهدئة مؤقتة ومحدودة النطاق مع قطاع غزة في المرحلة القريبة، لتجنب التورط في حرب شاملة تهدد بقاءه في الحكم، سيجد نفسه محارباً في المعركة المقبلة من خلال المزايدة عليه من قبل ما يسمى باليسار الإسرائيلي المركزي، أي المعسكر الصهيوني وحزب ييش عتيد عبر اتهامه بالفشل في القضاء على حماس، والاستسلام لها ولشروطها.

يعني هذا أنه في حال مضى نتنياهو في نهاية المطاف في مسار تبكير موعد الانتخابات، أننا أمام مشهد عبثي وإن لم يكن غريباً على السياسة الإسرائيلية، يتفق فيه اليسار الإسرائيلي ممثلاً بالمعسكر الصهيوني مع أقصى أحزاب اليمين في الائتلاف الحاكم، أي حزب البيت اليهودي الاستيطاني على مهاجمة نتنياهو لقبوله بتسوية وتهدئة مؤقتة من حماس، بالرغم من أن كلاهما يدرك جيد أن هذه التهدئة، وبحسب تقديرات كثيرين في إسرائيل تظل مؤقتة وأن نتنياهو يذهب إليها مضطراً، بعد أن رفض الجيش لعدم جهوزيته، من جهة وعدم إتمامه بعد للجدار الأمني حول غزة، المخاطرة بمواجهة عسكرية شاملة في الظروف الحالية.

وسيترجم هذا الواقع على شكل تصريحات تصعيدية يطلقها حزب البيت اليهودي ممثلاً بنفتالي بينيت، وحزب المعسكر الصهيوني ممثلاً بآفي غباي، وتدق طبول الحرب، فيما ستنعكس الآية ليتخذ نتنياهو موقف المدافع عن التهدئة باعتبارها تأتي وفق توصيات الجيش، وفي سياق استنفاذ الجهود قبل الحرب المقبلة التي سيعد نتنياهو بأنها ستكون الأبشع في حال خرقت حماس اتفاق التهدئة.

المساهمون