معارك كر وفر بالحسكة تسبب نزوح عشرات آلاف السوريين

29 يونيو 2015
أمام المواجهات لا بديل عن النزوح للسوريين (الأناضول)
+ الخط -
لليوم الخامس على التوالي، تواصلت المعارك العنيفة، اليوم الإثنين، داخل مدينة الحسكة أقصى الشمال الشرقي لسورية، بين قوات النظام والمليشيات المؤيدة لها من جهة، ومقاتلي "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة أخرى، من دون تحقيق أي طرف، لتطور لافت، فيما يتواصل نزوح عشرات آلاف المدنيين من المدينة، نتيجة اشتداد وتيرة المعارك في مناطقهم، بصورة غير مسبوقة.


وقال ناشطون عدة من الحسكة لـ"العربي الجديد" إن الأحياء العربية التي تمت السيطرة عليها من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أصبحت مناطق منكوبة بكل المقاييس الإنسانية، مشيرين في حديثهم إلى أنه وبعد نزوح غالبية الأهالي العظمى من أحيائهم، بات قسمٌ منهم في البراري والطرقات، من دون مأوى أو رعاية وبلا مواد غذائية.

واتجه عشرات الآلاف من النازحين بداية قبل أيام نحو الأحياء الكردية داخل الحسكة، لكن بعض هذه الأحياء بدورها تشهد حركة نزوح أيضاً إلى خارج الحسكة، نحو مدن عامودا، وقامشلي، والدرباسية وغيرها.


وقال الناشط فرات الحسكاوي لـ"العربي الجديد" إن الوحدات الكردية "لا تسمح بدخول العوائل العربية النازحة إلى المناطق الكردية، إلا بوجود كفيل"، مطالباً خلال حديثه "المعارضة والثوار والعالم العربي والإسلامي والعالم الحر أن يقف أمام مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه المنكوبين في الحسكة".

ويضيف الناشط الحسكاوي أنه وفي ظل منع الوحدات الكردية "دخول النازحين من العرب إلى القامشلي ورأس العين والدرباسية، فإن معظم النازحين سيتم تحويلهم إلى مخيمات المالكية"، قائلاً إن حرس الحدود التركي "أدخل من معابر غير رسمية، بعض العوائل التي استطاعت الوصول إلى الشريط الحدودي".

من جهته، قال الصحافي مجيد محمد لـ"العربي الجديد" إن الوضع الإنساني للنازحين مأساوي جداً، لكن "سكان المدن التي يتوجه إليها النازحون كعامودا وراس العين، يخشون من تسلل بعص مقاتلي داعش مع النازحين، وأن الأوضاع الأمنية أساساً غير مستقرة في كل تلك المناطق، لذلك تفرض وحدات حماية الشعب رقابة مشددة على دخول النازحين"، مضيفا أن "تلك المناطق مكتظة بالناس، ولا يمكن على أي حال أن تستوعب عشرات آلاف النازحين".

وتؤكد المعلومات المتقاطعة، أن أعداد النازحين جراء معارك الحسكة، ربما يناهز ربع مليون إنسان، لا يعرفون مصيرهم، كون المعارك التي بدأت في مناطقهم، قد تهدأ خلال أيام، وربما تمتد لأسابيع وأشهر طويلة.

اقرأ أيضاً: غالبية عناصر جيش الدفاع التابع للأسد بالحسكة بايعت "داعش"

المساهمون