البشير وعباس في الدوحة: قضية دارفور والمصالحة الفلسطينية

16 يونيو 2016
تتزامن زيارة عباس مع جولة حوار بين حماس و"فتح"(Getty)
+ الخط -

 

 

 

يبدأ كل من الرئيس السوداني، عمر البشير، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، زيارة إلى الدوحة، اليوم الخميس، في ظل استمرار الجهود القطرية، لإقناع المعارضة المسلحة في دارفور، بالالتحاق بوثيقة السلام، فضلاً عن الجهود لإنهاء الانقسام الفلسطيني، بين حركتي "فتح" و"حماس".

وأوضحت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن "أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيلتقي البشير لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، واستعراض أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما سيلتقي أمير قطر بالرئيس الفلسطيني، يوم السبت المقبل، ويبحث معه العلاقات الثنائية وآخر المستجدات على الساحة الفلسطينية".

وتأتي زيارة البشير إلى الدوحة، في ظل استمرار الجهود القطرية لإقناع المعارضة المسلحة في دارفور، بالالتحاق بوثيقة السلام في دارفور.

ورعت قطر اتفاق سلام دارفور بين الحكومة السودانية وحركة "التحرير والعدالة" في يوليو/ تموز 2011، وما زالت تتوسط لإلحاق الحركات المسلحة بالاتفاقية، حيث تتواصل الجهود القطرية لدعم وإرساء السلام الشامل في دارفور، عبر لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة التي ترأسها قطر وعضوية عدد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، والتي تعقد اجتماعات دورية لها لمتابعة خطوات تنفيذ الوثيقة.

ولم تشارك في مفاوضات "منبر الدوحة"، حركة "تحرير السودان" بجناحيها اللذين يرأسهما كل من كبير مستشاري الرئيس السوداني السابق، مني اركو مناوي، وعبدالواحد محمد نور، المقيم حالياً في باريس، غير أن الوساطة ظلت تؤكد على الدوام أن منبر الدوحة سيظل مفتوحاً لأي حركة دارفورية ترغب في الانخراط في عملية سلام دارفور.

وأنشأت قطر عدداً من المشاريع الخدمية والتنموية في دارفور، والتي تزامنت مع خطوات تنفيذ وثيقة السلام في دارفور، حيث جاءت مبادرة قطر لتنمية دارفور في هذا الإطار، وقد تم افتتاح مجمعات - قرى نموذجية - في ولايات دارفور، للمساهمة بالعودة الطوعيّة للاجئين واستقرار المواطنين وممارسة حياتهم المعيشية في تلك القرى بعد توفر جميع الخدمات اللازمة لتحقيق الاستقرار.

وتبلغ استثمارات قطر في السودان 1.7 مليار دولار موزعة على مجالات مختلفة، منها عقارية وزراعية، إلى جانب العمل المصرفي، كما أقامت مشروعات مشتركة واستثمارات عديدة في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين والمصارف والتنمية العقارية والآثار، إلى جانب مساهمتها في مجالات العمل الإنساني، حيث تنشط المنظمات والجمعيات القطرية الخيرية عبر مكاتبها في السودان في تنفيذ مشروعات تنموية وخدمية.

وتمول قطر مشاريع أخرى، منها مشروع استقرار الرّحل، ومشاريع للإنعاش المبكر ومشروعات للمياه، وكذلك مشروعات للوئام الاجتماعي، وإدماج المقاتلين السابقين في الحياة المدنية، والخطوات الجارية لقيام بنك تنمية دارفور، إضافة الى سعيها لاستمرار الحوار والتشاور الداخلي بين مكوّنات المجتمع في دارفور، باعتبار أن مواطن دارفور هو المعني بالدرجة الأولى بهذه المشروعات.

أما زيارة عباس إلى الدوحة، فتأتي في ظل استمرار الجهود القطرية، لإنهاء الانقسام الفلسطيني، حيث تجري جولة جديدة من الحوار بين حركتي فتح وحماس في هذه الأثناء في الدوحة.

وقال نائب رئيس حركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، في تصريحات صحافية، أمس، "من المأمول أن تكون جلسة ختامية للقاءات الأخيرة التي جرى فيها الاتفاق على كل البنود مع وفد حركة فتح برئاسة عزام الأحمد، بقيت بعض المراجعات في ما يتعلق بقضية الموظفين الأمنيين والبرنامج السياسي لمنظمة التحرير، وننتظر إجابة من فتح في ما يتعلق بهاتين القضيتين".