المقاومة ترد على العدوان الإسرائيلي... والاحتلال يواصل تهديد غزة

24 فبراير 2020
غارات جديدة للاحتلال على غزة (مجدي فتحي/Getty)
+ الخط -
قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، بعد ظهر اليوم الاثنين، موقعاً للمقاومة الفلسطينية غربي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة بأربعة صواريخ، في الوقت الذي واصلت فيه المقاومة الرد على العدوان باستهداف مستوطنات "غلاف غزة".

وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إنّ طائرات الاحتلال استهدفت بأربعة صواريخ موقع حطين التدريبي التابع لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، ولم يُعلن عن وقوع إصابات جراء القصف.

وأطلقت المقاومة الفلسطينية عدداً من الصواريخ تجاه مستوطنات الغلاف، فيما لا يزال "شبه هدوء" يسود في قطاع غزة منذ ساعات الفجر الأولى في أعقاب التصعيد العسكري الذي استهدف مواقع عسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" ومجموعة فلسطينيين في مناطق مختلفة من القطاع.

وكانت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد" توعدت فجر اليوم بالرد على اغتيال اثنين من عناصرها في القصف الإسرائيلي الذي استهدف الليلة الماضية موقعاً عسكرياً للحركة جنوب العاصمة السورية دمشق.

ولا يزال الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي يحلق بكثافة في أجواء القطاع، مع توتر مكتوم قد ينفجر مجدداً في أعقاب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جولة مشاورات أمنية جديدة "عبر الهاتف"، كما أعلنت وسائل إعلام الاحتلال.

بدورها، قالت "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، الإثنين، إن توسيع الاحتلال هجماته على قطاع غزة سيواجه بمقاومة "لم يعهدها" من قبل.

وقال فوزي برهوم، الناطق باسم حركة "حماس"، في تصريح صحافي: "إن تهديدات العدو بتوسيع عدوانه، في حال أقدم عليها، ستواجه بمقاومة لم يعهدها من قبل، وعليه أن يتحمل الثمن والنتائج".

وأضاف "ما قامت به المقاومة الباسلة من رد على جرائم الاحتلال الصهيوني جاء في إطار استراتيجية الفهم الموحد لدى فصائلها جميعا بأن الدم الفلسطيني خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن العدو الصهيوني يجب أن يدفع ثمن جرائمه وانتهاكاته".

وتابع "لسنا هواة حروب، ولكننا نقاوم ونكافح دفاعا عن شعبنا، ومن أجل حريته وصون كرامته وإنهاء الاحتلال".

ولمح مسؤولون إسرائيليون في الساعات الأخيرة إلى أنّ القصف لن يبقى ضد حركة "الجهاد الإسلامي" فقط، بل سيطاول "حماس"، التي تسيطر على القطاع.

ومنذ أسابيع، أخضع أمن كتائب القسام قادته وقادة الذراع السياسية لإجراءات أمنية مشددة ومنع ظهورهم علناً كإجراء احترازي خشية تعرضهم للاغتيال.

بدوره، لوّح نتنياهو، خلال مقابلة إذاعية اليوم الاثنين، بإمكانية شن عدوان واسع على قطاع غزة في حال استمر التصعيد الأمني الحالي.



وقال نتنياهو لإذاعة "يروشاليم" المحلية في القدس المحتلة، إنه "إذا لم يكن هناك مفر من عملية عسكرية في قطاع غزة، فإن إسرائيل جاهزة لذلك. حملة عسكرية مختلفة كلياً عما عرفناه إلى الآن. الحرب على غزة ستكبدنا ثمناً باهظاً".

وتطرق رئيس حكومة الاحتلال إلى الغارات التي شنّها جيش الاحتلال الليلة الماضية على مقارّ لـ"الجهاد الإسلامي" في سورية، مشدداً على أن "هدف العملية كان استهداف قائد رفيع المستوى للجهاد، لكنه نجا".

وأضاف نتنياهو: "إنهم يعرفون أنهم يهاجموننا، ونحن جاهزون لمهاجمتهم وتصفيتهم".

ورداً على انتقادات خصومه السياسيين بشأن فشل سياسته الأمنية، قال إن "العقد الأخير هو الأقل من حيث الإصابات في صفوف الجنود والمدنيين، وهذا العام، وفق معطيات الجيش، شهد أقل إصابات منذ عام 1948".

وبحسب نتنياهو، فإن "الحرب هي المخرج الأخير، ولكن من المحتمل ألا يكون هناك مفر من الوصول إليها. لقد أعددنا خططا عملياتية مختلفة كلياً، وإذا وصلت إسرائيل إلى حالة تضطر فيها إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق فسنكون مضطرين لتوجيه ضربة أكبر من تلك التي وجهناها في عملية "الرصاص المصبوب" (في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008)، و"عمود السحاب" (عدوان 2012) و"الجرف الصامد" (عام 2014). وقد نضطر لشن "أم الحملات"".