روبرت مولر: بطل تحقيقات 11 سبتمبر يلاحق الأشباح الروسية بالبيت الأبيض

18 مايو 2017
مولر لديه خبرة كبيرة في المكتب (اليكس وونغ/ Getty)
+ الخط -


عندما انتهت ولاية روبرت مولر في منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" عام 2011، أي بعد انقضاء عشر سنوات على توليه المنصب، طلب منه الرئيس السابق، باراك أوباما، البقاء في المنصب، رغم أنه جمهوري عينه الرئيس الأسبق، جورج بوش الابن، بعد أيام من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.


وعين مولر، أمس الأربعاء، مستشاراً خاصاً للإشراف على التحقيقات الجارية في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية الأخيرة، والقضايا الأخرى المتعلقة بها.

وخلف الدور القيادي الذي لعبه مولر في مواجهة التحديات الأمنية الكبيرة، التي تصدرت الأولويات الأميركية بعد الهجمات الإرهابية، سمعة مهنية جيدة في الأوساط السياسية الأميركية تتجاوز حدود الانتماءات الحزبية التقليدية، خصوصاً إشرافه على عمل لجنة التحقيقات الخاصة التي تشكلت بعد الهجمات.

ولم يتوان أوباما، الرئيس الديمقراطي، عن تعيين الجمهوري، جيمس كومي، مديراً لـ"إف بي آي" خلفاً لمولر الذي قضى أكثر من 12 عاماً في المنصب، وهذا رقم قياسي في سجل المدراء الذين تعاقبوا على قيادة المؤسسة الأمنية الأميركية.

ويمكن القول، إن قيادة كومي لمكتب التحقيقات الفدرالي هي امتداد لقيادة مولر، مع الأخذ بعين الاعتبار ارتباط الرجلين بعلاقات مهنية وطيدة طوال خدمتهما في المكتب. وخلال مهمته الجديدة في الإشراف على التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية سيستفيد مولر من معرفته المسبقة بمدير "إف بي آي" السابق، ومن خبرته القانونية والأمنية في الإدارة الأميركية، ومعرفته الدقيقة بآلية عمل مكتب التحقيقات الفدرالي والعلاقة التي تقوم عادة بين ساكن البيت الأبيض ومدير إحدى أكبر المؤسسات الأمنية الأميركية.

الواضح، أن وصول الأزمة السياسية في واشنطن إلى ذروتها، مع تسريبات محادثات ترامب ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في البيت الأبيض ومذكرة كومي التي قد تشكل قرينة على محاولة الرئيس التدخل بالتحقيقات الروسية، استدعى الاستعانة برجل من مواصفات مولر.

وسبق لمولر الإشراف على تحقيقات معقدة جداً حول المشاركين في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر الذي نفذه تنظيم "القاعدة"، ضد الولايات المتحدة عام 2001. فالتخبط الإداري في البيت الأبيض وفضائح التسريبات الاستخباراتية التي اقتربت كثيراً من الرئيس، إضافة إلى الاحتقانات السياسية والعنصرية والدينية المتنامية في المجتمع الأميركي لا توحي بأن حال "الأمة الأميركية" هو أفضل مما كان عليه الحال في الأيام التي تلت سقوط برجي مركز التجارة الدولي في نيويورك.

لكن المتوقع، أن مهمة مولر في اقتفاء أثر خلايا تنظيم "القاعدة" في كهوف جبال تورا بورا في أفغانستان، خلال ولايتي بوش الرئاسيتين، قد تكون مهمة سهلة مقارنة باقتفاء أثر أشباح الاستخبارات الروسية حول البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن.