وأوضح أحد وجهاء بلدة ماشخ، لـ"العربي الجديد"، أن المجزرة وقعت على خلفية مشكلة بين أبناء العفيف من عشيرة البكير، وبين أبناء البوفريو من عشيرة الدليم، موضحا أنه "قبل نحو عام تقريبا ارتكب شخص من العفيف جريمة قتل بحق أحد أبناء البوفريو، وتمت السيطرة على القضية حينها، لكن وقبل أيام تبنى تنظيم "داعش" عملية قتل شخصين من العفيف، وذلك عبر معرفات تابعة له، كما قتل شخص من العفيف في الـ23 من مايو/ أيار أمام منزله في البلدة، وهنا اتهم أهالي القتيل البوفريو بالوقوف خلف عملية القتل، وعمليات القتل الأخرى".
وأضاف: "تجاهل البوفريو من عشيرة الدليم الحادثة"، مؤكدين أن لا علاقة لهم بالجريمة، لكن فجر السبت وفدت مجموعة مسلحة مكونة من 60 عنصرا من العفيف، وهم من المنضوين في صفوف "قوات سورية الديمقراطية"، للبلدة، وحاصروا بيوت البوفريو، مستخدمين الرشاشات الثقيلة والقناصات وقواذف صاروخية خلال استهدافهم للمنازل، ونفذو عمليات إعدام ميداني بحق 7 أشخاص من آل البوفريو، مقتحمين منازلهم، ومن بين من تم إعدامهم 3 أشخاص من الكبار في السنّ، حيث تدخل أهالي القرية لإيقاف هذه المذبحة حينها".
وحمل "قوات سورية الديمقراطية" مسؤولية انجراف المنطقة لصراع عشائري، كون السلاح المستخدم هو سلاح "قسد"، وكون عمليات القتل التي حدثت هي عمليات قتل عشوائي ليست بهدف الثأر كما أشيع، مؤكدا أن "دوريات أمنية تابعة لـ"قسد"، كانت منتشرة في المنطقة، غادرتها قبل انتشار آل العفيف في البلدة وتطويقهم منازل آل البوفريو".
وطالب المتحدث ذاته بأن "يتخذ القانون مجراه، وأن تتدخل "قسد" في تحقيق العدالة، وليس الدفاع عن القتلة وتمييع القضية"، إضافة إلى تأكيده على "وجوب ضبط "قسد" للسلاح في المنطقة، وإجراء محاكمة عادلة للقتلة، كما ندعو المكونات العشائرية في المنطقة للتهدئة والحيلولة دون الانزلاق لقتال عشائري".
في المقابل، استنكر عدد من شيوخ عشائر المنطقة الشرقية ما وصفوه بـ"الجريمة التي ارتكبت في بلدة ماشخ بحق أبناء عشيرة البوفريو"، داعين للتهدئة، مؤكدين أن ما ارتكب بحقهم هو "عمل جبان تجب إدانته من الجميع".
كما أشارت جهات محلية إلى أن السبب المباشر وراء المجزرة بحق عشيرة البوفريو هو "فوضى السلاح في مناطق سيطرة (قوات سورية الديمقراطية)، وعمليات استغلال النفوذ ضمن صفوفها، وهذا الأمر يغذي أي صراع عشائري، وكان تنظيم (داعش) أيضا عمل على تغذية الصراعات العشائرية لتفكيك الروابط بين عشائر محافظة دير الزور بتغذية الصراعات بينها".
ودعت فعاليات شبابية لاحتجاجات يوم غد الأربعاء في منطقة غرانيج شرقي دير الزور، بسبب حالة الفلتان الأمني الذي تشهده المنطقة، وذلك على خلفية مقتل أحد أهالي المنطقة في بلدة الشحيل على يد مجهولين، حيث تكررت حوادث القتل في كل من مناطق الشحيل والحوايج وذيبان جنوب شرقي دير الزور، الخاضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية".