معركة الساحل الغربي للموصل: الخطط تجهز الأسبوع المقبل

25 يناير 2017
القوات العراقية تقوم بتطهير الساحل الشرقي (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
لم ينتقل رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى الموصل، مثلما كان متوقعاً، ليعلن من هناك تحرير الجانب الأيسر من نهر دجلة رسمياً من تنظيم "داعش"، فاكتفى بمؤتمر صحافي من بغداد ليعلن فيه نصف الانتصار، في انتظار اكتمال تحرير المدينة بجزئها الغربي. وانتهز العبادي المناسبة ليكشف أن الإدارة الأميركية الجديدة بعثت رسائل لبغداد تعرض زيادة المساعدة للعراق. وعلمت "العربي الجديد" أن اجتماعاً موسعاً بحضور قيادات أميركية بارزة سيُعقد مطلع الأسبوع المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على خطة اقتحام النصف الثاني لمدينة الموصل بعد اكتمال نصب الجسور للعبور من نهر دجلة إلى الضفة الثانية، وذلك بالتزامن مع بدء عمليات القصف التمهيدي للتحالف الدولي في مناطق عدة، وسط تقارير تؤكد سقوط مدنيين قتلى وجرحى في هذا القصف.

ووفقاً لمصادر عسكرية في وزارة الدفاع العراقية، فإن "ضباطاً من قيادات التحالف الدولي غالبيتهم أميركيون سيصلون إلى العراق خلال اليومين المقبلين لبدء وضع خطة اقتحام الساحل الغربي للموصل". وأكد ضابط عراقي رفيع المستوى لـ"العربي الجديد"، أن الخطة ستكون من خلال محاور هجوم عدة، ولن يكون محور دجلة الوحيد في الهجوم كما تم التسريب أخيراً. وأضاف أن محاور النهروان والمطار ومعسكر الغزلاني وحاوي الكنيسة والهرمات ستنطلق مرة واحدة بالتزامن مع عبور القوات لنهر دجلة بشكل يشتت قوات تنظيم "داعش"، خصوصاً مع تقارير تؤكد أن عدد مسلحيه في هذا الجانب الثاني من الموصل لا يتجاوز الثلاثة آلاف مقاتل، لافتاً إلى أنه قد تتم الاستعانة بوحدات صغيرة من مليشيات "الحشد الشعبي" في محوري النهروان والمطار بسبب صعوبتها، وفقاً لقوله.

في غضون ذلك، باشرت طائرات التحالف الدولي بعمليات قصف عنيفة ومكثفة لمواقع وأحياء سكنية وسط الساحل الغربي للموصل الذي يضم نحو 600 ألف مدني. وأكدت مصادر محلية من هذا الجانب من نهر دجلة لـ"العربي الجديد" مقتل 13 مدنياً وجرح نحو 30 آخرين بفعل هذا القصف الذي طاول أحياء سكنية عديدة. كما أسقط القصف أيضاً قتلى من تنظيم "داعش".
وقال مسؤولون في الجيش العراقي إن عمليات القصف ستستمر أياماً عدة بهدف إنهاك التنظيم وتم استهداف زوارق ومواقع للتنظيم على الضفة الثانية من النهر، مؤكدين "قرب إلقاء منشورات على الساحل الغربي، في سيناريو مشابه لما حدث بالساحل الشرقي".


وفيما كان متوقعاً أن يصل العبادي للإعلان رسمياً عن تحرير الساحل الشرقي للموصل في محاولة لكسب سياسي جديد على خصومه، أكدت مصادر في الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب أن جيوباً مسلحة وعناصر من التنظيم ما زالوا متفرقين على ستة أحياء سكنية قرب دجلة ويشكلون تهديداً بتنفيذ هجمات، وهو ربما السبب الذي حال دون انتقال رئيس الحكومة إلى الميدان. 
وقال ضابط عراقي لـ"العربي الجديد" إن "أغلبهم مقاتلون غير عراقيين من الشيشان وطاجكستان وهناك آخرون آسيويون ومن المغرب العربي، ولا يمكنهم الخروج من تلك المناطق، لذا سيبقون يقاومون حتى نفاذ ذخيرتهم ومن ثم تفجير أنفسهم إذ يرتدي غالبيتهم أحزمة ناسفة"، موضحاً أن تلك الجيوب قد تستمر أياما عديدة.

ورجّح الضابط أن "تبدأ القوات العراقية بمد الجسور العائمة عبر نهر دجلة نحو الضفة الغربية لمدينة الموصل لنقل القطعات العسكرية المشاركة في العملية العسكرية"، لكنه استطرد أن "مد الجسور العائمة يتطلب السيطرة على المناطق المتاخمة لنهر دجلة والقضاء على عناصر داعش الذين يهاجمون القوات العراقية من الضفة الغربية بأسلحة القناصة والرشاشات الخفيفة والمتوسطة". من جهته، قال قائد المحور الشمالي اللواء الركن نجم الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب تقوم حالياً بعمليات تطهير واسعة"، موضحاً أنه يتم تفتيش البيوت والمباني السكنية بشكل دقيق مع رفع الأسلحة ومخلفات القتال، لافتاً إلى وجود عشرات المباني المفخخة في مناطق الساحل الشرقي تحتاج لوقت طويل وقد تتم الاستعانة بفريق هندسي تابع للأمم المتحدة في هذا الإطار.