المليشيات الكردية تعمل على تصفية الفصائل العربية المعارضة

24 ديسمبر 2016
تحاول المليشيات الكردية تهميش العرب بالمعركة وما بعدها(هاميت حسين/الأناضول)
+ الخط -
هاجمت مجموعات مسلحة تتبع المليشيات الكردية، المندمجة في ما يعرف بـ"قوات سورية الديمقراطية"، مقرات "لواء ثوار الرقة"، في ريف بلدة عين عيسى، بريف الرقة الشمالي، واستولت عليها.

وقال الصحافي حكمت عدنان، الموجود في المنطقة الشرقية من سورية، إن "القوات الكردية استولت على مقرات اللواء المذكور، والمنضوي تحت راية قوات سورية الديمقراطية، في قرى صخرة علي العمر، الشركراك، الفاطسة، وأسرت 15 من عناصره، خلال الاشتباكات بين الجانبين".

وأوضح عدنان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم يأتي في إطار الخلافات مع قيادة اللواء بعد رفضها المشاركة في معركة الرقة، وذلك بهدف الضغط عليه للمشاركة.

وأضاف أن اتفاقًا سابقًا بين الجانبين كان يقضي بتولي لواء ثوار الرقة قيادة المعركة ودخول المدينة، بعد طرد التنظيم منها، غير أن مليشيات "سورية الديمقراطية" لم تلتزم بهذا الاتفاق، وهو ما دفع اللواء الى رفض المشاركة في المعركة، التي أعلن عن استئنافها قبل عدة أيام، وذلك بهدف عزل المدينة والسيطرة على ريفها الغربي، كما أعلنت حينذاك الناطقة باسم مليشيات "سورية الديمقراطية"، جيهان شيخ أحمد.

وأكد عدنان، أن العلاقة بين الجانبين تشهد حالة من التوتر، مشيرًا إلى وجود معطيات أن الوحدات الكردية تعمل على إنهاء وجود "لواء ثوار الرقة"، لما يمثله لأبناء المنطقة من العرب، ولأنه "يصر على رفع راية الجيش الحر".

وكان مصدر في المليشيات الكردية نفى مهاجمة مقرات "لواء ثوار الرقة"، معتبرًا أن الهدف من هذه "الإشاعات" هو التشويش على ما سماه "الانتصارات التي تحققها سورية الديمقراطية في المرحلة الثانية من معركة غضب الفرات". وزعم أن قوات "لواء ثوار الرقة" تقاتل إلى جانب المليشيات الكردية ضمن عملية معركة الرقة.



غير أن الصحافي ذاته أكد، نقلًا عن مصدر داخل المليشيات الكردية، أن "لواء ثوار الرقة" لا يقاتل حاليًّا في صفوف قوات سورية الديمقراطية، معتبرًا أن الأخيرة تحاول، من خلال نفيها الهجوم على "ثوار الرقة"، ألا تخسر المعركة إعلاميًّا طالما روجت لشراكة عسكرية بين جميع الأطراف، ومنها الجانب العربي.

وكان مسؤول المكتب السياسي في "لواء ثوار الرقة"، محمد الهادي، قال لـ"العربي الجديد" إن فصيله لم يشارك في معركة الرقة بسبب إخلال الأطراف المعنية، وهي مليشيات "سورية الديمقراطية" والتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة بالاتفاق معهم، بأن يتولى اللواء قيادة العملية العسكرية لتحرير المدينة من "داعش"، وأن يتولى اللواء أيضًا إدارة المدينة بالتعاون مع الفعاليات الأهلية والمدنية فيها.

وقال مصدر عسكري في "ثوار الرقة" إن هجوم المليشيات الكردية جاء بتهمة "تبعية اللواء لتركيا ورفع علم الثورة السورية".

وشهدت هذه المليشيات، في وقت سابق، عدة انشقاقات، بسبب إصرارها على تهميش الفصائل العربية، وارتكاب قواتها انتهاكات بحق أبناء بعض القرى العربية في أرياف الرقة وحلب والحسكة. وكان الفصيل الأول الذي انشق عن مليشيات "قسد" هو "لواء التحرير"، عقب اشتباكات بين عناصره وما يسمّى بـ"وحدات حماية الشعب" الكردية في قرية القنيطرة بريف الرقة الشمالي، بعد انسحاب اللواء من مدينة تل أبيض.

وقال قائد "لواء التحرير" عبدالكريم العبيد، المعروف باسم "أبو محمد كفر زيتا"، في تسجيل مصوّر حينها، إن "قيادات الفصائل المنضوية في تحالف (قسد) مهمشة بشكل كامل، من وحدات حماية الشعب الكردية".



وعزا ناشطون الانشقاق إلى رفض "لواء التحرير" سلوك "قسد" تجاه المكونات العربية والتركمانية في ريفَي الرقة وحلب الشرقي، وهو رفضٌ تصاعد بعد دخول "الجيش السوري الحر" إلى مدينة جرابلس، بدعم من الجيش التركي، إذ رفض اللواء القتال ضد "الجيش الحر" في ريف منبج، شرقي حلب.

وشمل الحديث عن الانشقاقات "لواء ثوار الرقة" بقيادة أبو عيسى، إذ قال رئيس المكتب السياسي لـ"لواء ثوار الرقة"، محمود الهادي، لـ"العربي الجديد"، إن "اللواء لم يشارك في معركة الرقة الحالية، بسبب تجاهل قوات سورية الديمقراطية للتفاهمات التي جرت بين جميع الأطراف، خصوصًا مع التحالف والأميركيين حول معركة تحرير الرقة، وهوية القوات التي ستشارك فيها". وأشار إلى أنه "تمّ الاتفاق على أن من سيدخل الرقة هم ثوار الرقة بدعم من مقاتلين محليين، أي من أبناء الرقة، الذين يتم تدريبهم وتسليحهم لهذا الغرض".

وأضاف الهادي: "لكن ما يجري الآن هو أن هناك تشكيلات لم نسمع بها من قبل، وتدعي أنها من الرقة، وهذا ما دفعنا إلى عدم المشاركة". وأردف أن "قيادة التحالف، عزت ذلك إلى أن المعركة الحالية ستكون محدودة، وهي مرحلة عزل فقط وتقدم محدود"، معتبراً أن "معركة الرقة الحالية إعلامية وسياسية لا أكثر". وحول القوى العربية المشاركة في المعركة، أوضح الهادي أن "جبهة ثوار الرقة هي الفصيل العربي الوحيد من محافظة الرقة الموجود حالياً على الأرض، لكن هناك مقاتلين عرباً ضمن مجموعات صغيرة، وهي تابعة من حيث القيادة والإشراف لوحدات حماية الشعب الكردية".

وقدّر الهادي حجم المشاركة العربية في معركة الرقة الحالية بـ20 في المائة فقط من إجمالي المقاتلين، مستبعداً أن "يكون لهم أي دور في إدارة المدينة أو تحديد مستقبلها، باستثناء بعض الأشخاص الموالين تماماً لقوات سورية الديمقراطية، وبصفتهم الشخصية". وحول علاقة فصيله حالياً مع مليشيات "قسد"، أوضح الهادي أنها "ليست جيدة ولا تبشر بالخير، بسبب الإصرار على تهميش العنصر العربي ومبادرة قيادة الوحدات الكردية إلى التواصل مع بعض الشخصيات من أبناء الرقة، لتشكيل إدارة لها".