المرشح للحكومة العراقية السوداني لـ"العربي الجديد": لا تدعمني إيران وهناك "مخرّبون" بالتظاهرات

17 ديسمبر 2019
السوداني استقال قبل أيام فقط من حزب "الدعوة" (getty)
+ الخط -
خلال الأيام الخمسة الأخيرة، سرّبت القوى السياسية العراقية عدة أسماء مرشحة لتكليفها بتشكيل الحكومة التي جرى التوافق بشكل مبدئي بأن تكون مؤقتة لعام واحد، أو أقل، إلى حين إنجاز قانون الانتخابات الجديد قبل الذهاب إلى انتخابات تشريعية عامة في بلاد الرافدين، يعول عليها أن تضع بالحسبان مطالب المتظاهرين، التي تعدت شقها الخدمي إلى السياسي، وأبرزها رفض النفوذ الإيراني وتدخل طهران السلبي في البلاد، وإنهاء تغول المليشيات، والقضاء على المحاصصة الطائفية والحزبية التي أضعفت النسيج الاجتماعي العراقي.

ومن بين تلك الأسماء برز اسم الوزير السابق والقيادي المستقيل، قبل أيام فقط، من حزب "الدعوة" الإسلامية، محمد شياع السوداني، كأحد أبرز الشخصيات المدعومة من عدة كتل سياسية، لتولي المهمة التي قد تكون الأصعب. غير أن الساعات الماضية شهدت اعتراضات وانسحابات لعدة كتل من دعمها له، بسبب رفض المتظاهرين للسوداني، وكذلك كتلة الصدر، ومطالبة النجف بأن يكون رئيس وزراء غير مجرب سابقا.

وفي أول تصريح إعلامي له منذ طرح اسمه كمرشح أقوى لرئاسة الوزراء، قال السوداني، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن المتظاهرين الحقيقيين في الساحات تتفق مطالبهم مع برنامجه الحكومي. لكن في الوقت نفسه، هاجم من يمزق صوره من المتظاهرين، مشيرا إلى "مخربين" مندسين في التظاهرات من قبل أطراف وأحزاب لم يسمها، على حدّ تعبيره.

"العربي الجديد": أعلنت الاستقالة من حزب الدعوة كي تتفق مع مواصفات رئيس الحكومة الجديد التي طرحها المتظاهرون، ولكن لحد الآن لا أحد يعرف برنامجك وخططك المستقبلية في حال تمكنت من الفوز.

السوداني: تقدمت بالترشيح لمنصب رئيس الحكومة بعد أن عرضت عدة شروط أمام الكتل والأحزاب السياسية في العراق، وقد حصلت على الموافقات المبدئية، وتتمثل بثلاث نقاط: الأولى مرتبطة بتشكيل الحكومة الجديدة، وهي فضاءات المدنية والوطنية بعيداً عن المحاصصة والسياقات السابقة في اختيار الوزراء بالحكومة، والثانية معنية بفتح كافة ملفات الفساد الإداري والمالي، ولن يكون بمأمن من هذا الشرط أحد، أي جهة أو مسؤول مهما كان انتماؤه السياسي أو موقعه السابق أو منصبه الحالي، والثالثة هي حصر السلاح وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بالشكل الذي يسمح بسيادة القانون وإعادة هيبة الدولة. وقد وافقت غالبية الأحزاب على هذه الشروط، وكانت بعض الكتل آراؤها متباينة.

"العربي الجديد": من المؤكد أنك سمعت ورأيت الرفض الشعبي لترشيحك في ساحات الاحتجاج، ما الذي تقول عنه؟

السوداني: المتظاهرون الحقيقيون في ساحات الاعتصام ببغداد وبقية المناطق العراقية، تتفق مطالبهم مع برنامجي وبنودي وشروطي التي طرحتها أمام الكتل السياسية، ولكن بعض الجهات السياسية تحرك بعض المنظمات والأشخاص في ساحات الاعتصام لتخريب وتمزيق صوري، وهذه الأفعال لا تمثل المتظاهرين الذين ينتظرون تحقق مطالبهم، إنما تعكس وجهات نظر وآراء أحزاب وكيانات سياسية تجد نفسها مستهدفة من برنامجي الحكومي، لأنها ستكون مقيدة وستتضرر مصالحها. 

بصراحة الأسلوب الذي تعمل عليه هذه الأحزاب، التي تحرض المتظاهرين ضدي، أساليبها معروفة، وهي تستغل التظاهرات من أجل طرح وجهات نظر سياسية. 

لقد التقيت مع متظاهرين ووفود من اتحادات ونقابات وقوى عشائرية ومدنية وناشطين، وكانت أهدافهم تنتهي عند تحقيق المطالب، ومن هنا يمكن القول إن الجماعات والأشخاص الذين يمزقون صوري في الساحات لا يمثلون المتظاهرين.

"العربي الجديد": أنت تتحدث عن أحزاب، وفي الحقيقة لا يوجد أي حزب يعارض ترشيحك عدا التيار الصدري؟

السوداني: التيار الصدري وزعيمه السيد مقتدى الصدر أعلنوا رسمياً عن رفضهم ترشحي بسبب تخوفهم من عودة السيناريو السابق، الذي كان يحكم العلاقة بين التيار الصدري ونوري المالكي خلال السنوات الماضية، وتحديداً خلال فترة حكومة المالكي الأولى.

هذا الربط غير صحيح من قبل التيار الصدري، لأسباب كثيرة، أبرزها أن هناك فرقا كبيرا بين شخصيتي التي تختلف عن شخصية المالكي، كما أن ظروف المرحلة الحالية تختلف عن الظروف التي شهدها العراق عام 2007، ولقد بعثت برسائل إلى التيار الصدري من أجل شرح هذه التفاصيل.

"العربي الجديد": يعني أن التيار الصدري وحده من يعارض ترشيحك؟

السوداني: نعم، حتى إن ائتلاف "النصر" (حيدر العبادي)، وتيار "الحكمة" (عمار الحكيم)، ليس لديهما أي اعتراض على ترشحي، وهما يؤيدان وجودي، ولكنهما يعتقدان أن ترشحي مرهون بموافقة العراقيين في ساحات الاحتجاج.

"العربي الجديد": التحديات التي تواجه رئيس الوزراء في المرحلة المقبلة ليست عادية، بمعنى كيف يمكنك التوصل إلى نتائج ترضي المنتفضين والتيار الصدري ومرجعية النجف؟ 

السوداني: كل التحديات تنتهي عند تنفيذ مطالب المتظاهرين، التي تحتاج إلى إرادة حقيقة لمكافحة الفساد، وتحرك جاد من قبل الحكومة وأجهزتها لضبط السلاح المنتشر، وفرض سيادة الدولة على جميع المناطق العراقية، وحصر المليشيات والمجاميع المسلحة، وفرض قوة القانون على أي فصيل مسلح أو جهة تحمل السلاح وتمارس أدوارها بعيداً عن الدولة وسياق المؤسسات الأمنية. 

هذه المطالب يتم الحديث عنها بأقل من دقيقتين، إلا أنها كبيرة وحقيقية، وتحتاج إلى جهود ووقت، ومن خلال تنفيذ هذه المطالب سيتم كسب ثقة المواطن العراقي، وحينها تلتف الجماهير لتحمي الدولة وتعزز أهميتها وقيمتها، وأنا على استعداد لتنفيذ كل هذه المطالب.

"العربي الجديد": لكن المتظاهرين ليست لديهم أي ثقة بالوجوه القديمة، وأنت واحد من هذه الوجوه، لا سيما وأنك كنت عضواً بحزب الدعوة وائتلاف المالكي؟ 

السوداني: بمجرد العمل وتشكيل الحكومة سيكون هناك وضوح واطمئنان أكثر، وستتبدد المخاوف الموجودة لدى كل السياسيين والكتل، وحتى المتظاهرين.

"العربي الجديد": هل تدعمك إيران في ترشحك لمنصب رئيس وزراء العراق؟

السوداني: الحديث عن أي دعم للسوداني من إيران غير دقيق، وقرار ترشحي عراقي خالص، وهذا اتهام يتعرض له أي مرشح لرئاسة الحكومة، نظراً لإشكالية الوضع العراقي.

المساهمون