لقاءات الأسد والفياض: هل تحول الأخير لساعي بريد دولي مع النظام السوري؟

14 ابريل 2019
المطالبة بتوضيحات بشأن تحركات الفياض (سانا)
+ الخط -
تثير لقاءات زعيم الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، المتكررة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، تساؤلات عديدة حول المغزى منها، والعلاقة بينها وبين لقاءات الفياض الأخيرة في العاصمة السعودية الرياض، وفي طهران وموسكو، إضافة إلى لقاءاته بممثلي التحالف الدولي في بغداد من جانب آخر، وسط حديث عن تحول فالح الفياض إلى "ساعي بريد دولي" بين مختلف الأطراف الفاعلة في الساحتين العراقية والسورية. 

وفي لقاء هو الثاني من نوعه في غضون ثلاثة أشهر، التقى الفياض برئيس النظام السوري في العاصمة دمشق، وفقاً لوكالة أنباء النظام "سانا"، التي نقلت عن الأسد حديثاً يبدو متشابهاً للقاء سابق جمع الطرفين مطلع العام الحالي، حين أكد الأسد ما وصفه بـ"تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين".

ووفقاً لوكالة النظام السوري، فإن الأسد عبّر عن رغبته في "استكمال القضاء على بؤر الإرهاب"، فيما نقلت عن الفياض خلال اللقاء الذي حضره سفير النظام في بغداد صطام الدندح، قوله إن "قوة سورية وانتصارها على الإرهاب هو انتصار للعراق أيضاً، والعكس صحيح فإن أي إنجاز عسكري في الجانب العراقي يصبّ في مصلحة استقرار سورية". 

فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني العراقي، وهو منصب تشريفي لا تنفيذي في العراق، وزعيم "هيئة الحشد الشعبي"، وهي المظلة المشرفة على عمل نحو 70 فصيلاً مسلحاً في العراق، يرتبط أغلبها بإيران، كان قد زار السعودية في يناير/ كانون الثاني الماضي بعد زيارة له لدمشق استمرت عدة أيام، وعقد لقاء مع الأسد، أعقبها بزيارة للعاصمة موسكو في فبراير/ شباط، سبقت لقاءً له مع مسؤولين في التحالف الدولي ضد "داعش"، كان آخرهم ممثل الرئيس الأميركي في التحالف الدولي جيمس جيفري، انتهى منها إلى زيارة ميدانية له للحدود العراقية السورية، وعقد سلسلة لقاءات مع قيادات عسكرية عراقية بالجيش وزعماء فصائل مسلحة.

وعلّق مسؤول عراقي بارز في بغداد على زيارات الفياض المتناقضة لعدة أطراف فاعلة في المنطقة، وتكرار لقاءاته مع الأسد، بأنه "ساعي بريد لا أكثر"، مضيفاً في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "الفياض أوصل رسائل ووجهات نظر للأسد من عدة أطراف عراقية وغير عراقية في أوقات سابقة".

وأكد المسؤول ذاته أن "الحكومة العراقية تتحاشى في هذه الأثناء، إجراء أي اتصال مباشر مع بشار الأسد، وكذلك جهات أخرى بالمنطقة"، كاشفاً عن أن "جزءاً من تلك اللقاءات المتناقضة يأتي للتنسيق، ويمكن وصف الرجل (الفياض) بحلقة وصل أو ساعي بريد لا أكثر"، مشيراً إلى أن زيارة اليوم لدمشق ولقاءه مع بشار الأسد كانا لـ"بحث الوضع في الشمال والشرق السوري الحدودي مع العراق، والفراغ الذي سيتركه الأميركيون في التنف القريب من العراق".

عضو التيار المدني العراقي علي العبيدي، اعتبر الزيارات المتكررة للفياض بدون إعلان عراقي، كما هي باقي زيارات المسؤولين الآخرين الخارجية، تتطلب توضيحاً.

وأوضح العبيدي أن "الفياض أجرى زيارات لسورية ثم السعودية وإيران، من دون إعلان رسمي كما يفعل وزير الخارجية أو النفط أو الصناعة، أو أي مسؤول آخر في جولاتهم الخارجية، وعادة ما نسمع من إعلام تلك الدول أو تسريبات من أطراف سياسية هنا ببغداد، وهو ما يثير الفضول لمعرفة سرّ هذه الزيارات وطبيعتها وأهدافها، وسبب عدم إعلانها". 

وأشار إلى "عدم وجود تحفظ عليها إذا كانت لصالح العراق، لكن يجب أن تكون أكثر شفافية، وخاصة أن الفياض تسبب في أزمة سياسية داخل العراق، إذ تعارض قوى سياسية ترشحه لوزارة الداخلية منذ نحو ستة أشهر ولغاية الآن". 

الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد الحمداني، أكد أن "الفياض أفضل من يلعب دور الوسيط العراقي اليوم، فهو يمتاز بعلاقات جيدة مع الإيرانيين والأميركيين، إضافة إلى السعوديين، وتحديداً مع ثامر السبهان، كما أن علاقته القديمة والشخصية مع بشار الأسد تجعله ناقل مواقف ورسائل"، مؤكداً أن الزيارات الأخيرة المتكررة لدمشق قد تكون مركزة حالياً على ملف معتقلي "داعش"، وترتيب أوضاع ما بعد التنظيم في مناطق سيطرة مليشيات "قسد".

المساهمون