اعتداءات للمستوطنين وإصابات بقمع الاحتلال وقفة ضد الاستيطان شمال الضفة

28 فبراير 2020
هاجمت قوات الاحتلال الفلسطينيين على قمة جبل العُرمة (فيسبوك)
+ الخط -
هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، الفلسطينيين المرابطين على قمة جبل العُرمة في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، والمهدّد بالاستيلاء عليه لصالح الاستيطان، وذلك بعد ساعات قليلة على هجوم كبير نفذه مستوطنون مسلحون في بلدة حوارة المجاورة لبيتا.

وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، الرصاص الحي في المواجهات المستمرة في محيط جبل العرمة.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، "إن طواقمنا تعاملت مع إصابة بالرصاص الحي بالظهر لفتى يبلغ 16 عاماً، جرى نقله للمستشفى خلال مواجهات بيتا"، لافتاً إلى أن طواقمه تعاملت مع 39 إصابة خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في البلدة، واصفة الإصابات بالطفيفة.

وأشار الهلال الأحمر إلى أن هناك حتى الآن 24 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، و15 إصابة بجروح بالرصاص بالمطاط.
وقال الناشط في المقاومة الشعبية محمد دويكات، لـ"العربي الجديد"، "إنّ قوات الاحتلال دهمت جبل العُرمة بشكل مفاجئ قبيل فجر اليوم، وفرضت طوقاً أمنياً عليه، وقطعت الطرق الموصلة إليه، وبدأت، من دون سابق إنذار، بإطلاق وابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه الفلسطينيين الذين أمضوا ليلتهم داخل خيمة ضخمة نُصبت على قمة الجبل، لمنع المستوطنين من تنفيذ تهديداتهم باقتحامه والسيطرة عليه".

ولفت دويكات إلى أن مواجهات اندلعت أسفل الجبل بين عشرات الشبان الذين استجابوا للنداء الذي أطلقته مكبرات الصوت في مساجد بلدة بيتا والقرى المجاورة لها، لإغاثة المحاصرين على قمة الجبل.

دهمت قوات الاحتلال جبل العرمة بشكل مفاجئ (فيسبوك)


وأكدت مصادر طبية، لـ"العربي الجديد"، أن العشرات ممن كانوا موجودين على الجبل أصيبوا بالاختناق الشديد بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي، خلال قمعهم، كما أصيب ثلاثة من المرابطين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

وكانت لجان المقاومة الشعبية في جنوب نابلس، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، قد أطلقت أمس الخميس، دعوات للتوجه إلى جبل العُرمة، للمبيت عليه وأداء صلاة الفجر الجمعة، لتأكيد هوية الجبل الذي يسعى المستوطنون لاقتحامه، والسيطرة عليه لإقامة بؤرة استيطانية.

ويزعم المستوطنون أن للجبل أهمّية في العصر التوراتي، وأن فيه حصناً شُيّد لحماية الحدود الشمالية لما يسمى "مملكة السامرة".

وأكد رئيس هيئة الجدار والاستيطان، وليد عساف، في تصريحات صحافية أن "هذا الاعتصام جاء تأكيداً لتمسكنا بأراضينا، وللوقوف في وجه أطماع المستوطنين الذين يستهدفون الموقع الأثري الموجود في جبل العُرمة، ولهم أطماع في الاستيلاء عليه".

وأضاف "أن الهيئة شكلت بالتعاون مع عدة مواقع، مراكز حماية من شأنها تقديم المساعدة للمواطنين وحمايتهم من أية اعتداءات في ظل تصاعد هجمات المستوطنين".

من جهة أخرى، شنّ عشرات المستوطنين، وبعضهم كان مسلحاً، منتصف الليلة الفائتة، هجوماً كبيراً على بلدة حوارة جنوب نابلس، حيث أطلقوا الأعيرة النارية، ورشقوا السيارات والمحال التجارية بالحجارة، ما أدى إلى تكسير زجاجها وإلحاق أضرار بالغة ببعضها.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، "إن المستوطنين نزلوا من سيارتهم وسط شارع البلدة الرئيس، الذي يُعدّ الشريان الرابط بين مدينتي نابلس شمال الضفة ورام الله وسطها، وبدأوا بإطلاق الرصاص من أسلحتهم في الهواء، وباتجاه بعض المحال التجارية والسيارات الفلسطينية المتوقفة، ما تسبب بحالة ذعر شديد في صفوف الفلسطينيين".

ووصلت قوات عسكرية إسرائيلية إلى المكان، برفقة عناصر من الشرطة الإسرائيلية التي ادعت إجراء تحقيق في الهجوم، حيث استمعت لشهادات من الفلسطينيين عن الحادثة، لكن مع تجمهر أعداد كبيرة من الشبان في المنطقة، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت باتجاههم وفرقتهم.