تظاهرات واسعة جنوب ووسط العراق وبغداد: رفض علاوي والمطالبة بمحاسبة القتلة
وتتركز التظاهرات العراقية، منذ عصر اليوم، في البصرة ضمن العشار وشط العرب ومركز المحافظة، وبساحتي البحرية وذات الصواري وشارع أم البروم وسط البصرة، في الوقت الذي تشهد كربلاء تظاهرات واسعة في ساحتي التربية وشارع الضريبة القديمة.
وبينما لا يزال أنصار الصدر يسيطرون على ساحة اعتصام النجف الرئيسة، انتقل المتظاهرون فيها إلى مكان آخر لعزل أنفسهم عنهم، في حين شهدت مدن ذي قار والمثنى والقادسية وواسط وميسان وبابل تظاهرات واسعة شارك فيها شيوخ عشائر قدموا من أطراف تلك المدن وقراها.
التظاهرات التي تحمل عادةً شعارات ضد إيران وواشنطن لتدخلهما في العراق، رفعت اليوم أيضاً شعارات ضد تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، وضد عدد من الشخصيات الحزبية أبرزها مقتدى الصدر، رغم تحذيرات أطلقها أنصاره مسبقاً من مهاجمة أي تظاهرة تهاجم زعيمهم أو تردد شعارات ضده.
وعقب انتهاء خطبة وصلاة الجمعة، بدأ الآلاف من المتظاهرين يتوافدون إلى ساحات ومناطق التظاهر.
ويعتبر يوم الجمعة مهماً بالنسبة للتظاهرات، إذ يقاس من خلاله زخم ودعم الشارع العراقي لها ومدى مشاركته فيها.
وبعد خطبة المرجعية، دعا محافظ النجف، لؤي الياسري، القوات الأمنية في المحافظة، إلى "الضرب بيد من حديد على كل من يعتدي على المتظاهرين"، قائلاً في بيان صحافي، "تم تشكيل لجنة تحقيق عليا للوقوف على ملابسات الهجوم على المتظاهرين، وتسليم التقرير النهائي للجهات القضائية لمحاسبة المقصرين والمؤججين للفتن لينالوا جزاءهم العادل وفق القانون".
كذلك شهدت ساحات التحرير في بغداد، احتجاجات واسعة إذ لم تستوعب أعداد المتظاهرين الذين امتدت أعدادهم إلى ساحة الطيران والشوارع القريبة منها. وحمل المتظاهرون شعارات جددوا إدانتهم أحداث النجف، مطالبين بالتحقيق في تلك الأحداث ومحاسبة الجهات التي ارتكبت المجزرة في ساحة التظاهر.
ووفقاً للناشط المدني، باسل المحمداوي، فإنّ "خطبة المرجع علي السيستاني اليوم أعطت دافعاً معنوياً للمتظاهرين، الذين توافدوا نحو ساحات التظاهر"، مؤكداً أن "المتظاهرين حصلوا على دعم جديد من أعلى المؤسسات الدينية في النجف، وهذا مهم لهم"، آملاً بالوقت نفسه أن "تكف المليشيات والأحزاب يد القتل عنا".
وشدد المحمداوي على أن "تظاهراتنا السلمية ستستمر، ولن نتراجع عن مطالبنا المشروعة. على أحزاب السلطة ومليشياتها أن تدرك ذلك، وتدرك دعم المرجعية لنا".
كما شهدت ساحات التظاهر في المحافظات الجنوبية تظاهرات حاشدة، إذ خرج المئات من أهالي محافظة ذي قار، بتظاهرات ومسيرات في الشوارع المؤدية إلى ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية (مركز المدينة) واحتشدوا داخل الساحة، مشددين على استمرار تظاهراتهم.
وفي محافظة واسط، عبر المئات من المتظاهرين والطلاب الجامعيين الذي خرجوا بمسيرات احتجاجية، عن رفضهم تكليف محمد علاوي برئاسة الحكومة، مؤكدين أن مطالب الشعب ستنتصر على أجندات الأحزاب ومليشياتها.
وفي البصرة (أقصى جنوب العراق) خرج المئات في مسيرات احتجاجية باتجاه ساحة تظاهر البحرية وسط المدينة، ونددوا باستمرار الانتهاكات والاعتداءات التي تواجه المتظاهرين، معربين عن تأييدهم لخطبة المرجعية، وضرورة التزام الأجهزة الأمنية الرسمية بها، وحماية التظاهرات، ومنع أي جهة تدعي أنها تحمي التظاهرات من دخول الساحات.
وفي محافظات بابل والمثنى والقادسية وميسان، خرجت تظاهرات مماثلة، أكد خلالها المتظاهرون ضرورة الالتزام بفحوى خطبة المرجعية وتوجيهاتها.
إلى ذلك، عبّر زعيم ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، اليوم الجمعة، عن استغرابه من "الصمت المطلق" للسلطات العراقية تجاه قتل المتظاهرين، على الرغم من إدانة معظم دول العالم لهذه الجرائم.
وقال علاوي على حسابه في موقع "تويتر"، إن "ما يبعث على الاستغراب، أن معظم دول العالم دانت القتل والقمع الوحشي للمتظاهرين السلميين، وطالبت بمحاسبة القتلة، لكن قابل ذلك صمتٌ مطلق يبعث على الريبة من السلطات العراقية التي فشلت في تقديم المرتكبين الى العدالة". وأوضح أنه "لهذا أرسلتُ رسالةً إلى الأمم المتحدة أطالبُ بحماية الشعب العراقي".
المخاوف من اتساع دائرة التظاهرات دفعت فصائل مليشياوية إلى الدعوة، لتحديد أماكن معينة للتظاهر"، وقال النائب عن مليشيا العصائب، نعيم العبودي في تغريدة له، "يجب أن يكون شعار السلمية مرفوعا في كل حراك، وأن يكون التجمع السلمي في أماكن محددة".
Twitter Post
|
وشدد على أن "الأماكن المحددة ستمكن القوات الأمنية من حماية التظاهرات ومحاسبة المدنسين".
Twitter Post
|