التونسيون يحيون الذكرى الثامنة للثورة: احتفالات بطابع انتخابي

تونس

بسمة بركات

avata
بسمة بركات
14 يناير 2019
1FE78C8C-7452-4DD9-8562-394C081E7154
+ الخط -
طغت الحملات الانتخابية وحضور ممثلي الأحزاب على احتفالات الثورة التونسية في شارع الحبيب بورقيبة، اليوم الإثنين، حيث نصبت الخيام ووزعت البيانات لاستقطاب التونسيين.

وكعادتهم في كل ذكرى، رفع التونسيون الأعلام التونسية والفلسطينية تعبيراً عن دعمهم القضية الفلسطينية التي لم تغب عن هذه الاحتفالات، ولم تمنع برودة الطقس التونسيين وبعض الوجوه السياسية ومكونات المجتمع المدني من الحضور والاحتفال برفقة أبنائهم.

وغابت الشعارات عن الاحتفال بالذكرى الثامنة للثورة، إذ نادرًا ما كانت بعض الأصوات ترتفع للتذكير بإحدى الشعارات، مثل "مهما يحدث ومهما سيحدث تونس بعد الثورة أفضل"، فإن عائلات شهداء وجرحى الثورة لم تفوت هذه المناسبة لرفع صور أبنائها الشهداء والتذكير بمطالبها في كشف الحقيقة.

وتميز المشهد اليوم بحضور أمني مكثف، إذ تم تطويق أغلب مداخل شارع الحبيب بورقيبة وتفتيش المارة تجنبًا لأي "مفاجآت" من شأنها تنغيص فرحة التونسيين.

وقال القيادي في حركة النهضة، والنائب سمير ديلو لـ"العربي الجديد" إنّ ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011 فتحت صفحة جديدة للتونسيين، إذ تم طي صفحة الاستبداد، مضيفًا أن الثورة حققت نجاحات تتعلق بالحريات والجانب السياسي والانتقال الديمقراطي، لكن الجانبَين الاقتصادي والاجتماعي لا يزالان في حاجة إلى مزيد التضحيات والعمل وتوحيد الجهود حوله، مبينًا أن "الحضور المكثف للأحزاب هو للاحتفال، والنهضة كانت حاضرة في كل الاحتفالات، وسنويًا يأتي أنصار الحركة من كل المحافظات للاحتفال ومشاركة التونسيين فرحتهم".


بدوره، قال القيادي في "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية"، سمير بن عمر، إن الاحتفال بالذكرى الثامنة للثورة يأتي في ظرف سياسي دقيق، لأن مكاسب الثورة مهددة، مضيفًا في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "المحكمة الدستورية، وحتى الساعة، لم يتم تركيزها، والهيئات الدستورية تتعثر، ومصير هيئة الانتخابات غامض، إلى جانب غياب الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فالشعب التونسي يدفع فاتورة سوء الاختيارات".

وبيّن أنه "لا بد من تصحيح مسار الثورة عبر التوجه إلى صناديق الاقتراع، وعبر انتخابات نزيهة يشارك فيها الشباب بكثافة، ومن أجل المساهمة في تحديد مصير البلاد وتخليص تونس من سوء الاختيارات باختيار قيادات وفية لتطلعات الشعب التونسي".

وعلّل الوجود الحزبي المكثف بالقول إن "حزب المؤتمر هو حزب الثورة، وبقطع النظر عن أي اعتبارات، فإن المؤتمر تعوّد أن يكون في الشارع، وهي فرصة للأحزاب للتعريف بنفسها وإحياء هذه الذكرى، رغم أن بعض الأحزاب تؤلمها هذه الذكرى".

من جانبه، قال المواطن التونسي محمد علي الماهري، إن "أهم مكسب للتونسيين هو الحرية والعيش بكرامة، أما بقية المطالب فستأتي تباعًا"، مضيفًا أن "الأجواء هادئة إلى حد الآن، ووجود الأحزاب طبيعي؛ كل منهم يدافع عن وجوده".

وقدمت الستينية منال من محافظة توزر جنوب تونس لتشارك التونسيين فرحتهم ولتواكب احتفالات شارع الحبيب بورقيبة، التي تعتبرها "مميزة ولها نكهة خاصة"، مبينة في حديث لـ"العربي الجديد" أنها "تحب كثيرًا هذا الشارع باعتباره رمز الثورة التونسية والحرية".

وأضافت أن "ما حصل يوم 14 يناير 2011 جيد ومفرح ونقلة نوعية لتونس وللشعب التونسي، بقطع النظر عن أية صعوبات تشهدها البلاد حاليًا".

ومتلحفة بالعلم التونسي، كانت خدوجة بوغانمي تجوب بدورها شارع الحبيب بورقيبة تارة تلتقط الصور مع عموم التونسيين، وتارة تهتف بالثورة التونسية. تقول لـ"العربي الجديد" إنّ "الثورة هي عيد ويوم فرحة، وما نعيشه من انتقال هو للجيل الحالي ومن أجل المستقبل"، وأملها أن ينتخب التونسيون "شخصًا يخاف الله في تونس".

وأضافت أنها "لم تفوت احتفالًا وأمنيتها أن ترفع راية تونس عاليًا، وأن يكون هذا البلد بخير".

ذات صلة

الصورة
البنزرتي طالب الاتحاد تحفيز اللاعبين مزدوجي الجنسية (الاتحاد التونسي/العربي الجديد)

رياضة

حقق المدير الفني للمنتخب التونسي فوزي البنزرتي بداية جيدة مع كتيبة "نسور قرطاج"، بعدما حقق فوزين متتاليين، في مستهل تجربته الرابعة مع الفريق.

الصورة
مسيرة احتجاجية في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، 25 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس بإطلاق سراحهم بعد مضي سنة ونصف سنة على سجنهم، وذلك خلال مسيرة احتجاجية انطلقت وسط العاصمة.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
مسيرات في تونس تنديداً بقصف خيام النازحين (العربي الجديد)

سياسة

شارك مواطنون تونسيون وسياسيون ومنظمات وطنية وحقوقيون، مساء اليوم الاثنين، في مسيرات في مدن تونسية تنديداً بالحرب على غزة، ولا سيما مجزرة رفح.