وأعلنت عملية "بركان الغضب"، اليوم الجمعة، عن استهداف سلاح الجو التابع لها شاحنة نقل وقود في منطقة القرية الشرقية، وسيارتين مسلحتين في وادي مرسيط (75 كيلومتراً جنوب مزدة). وأشارت، في بيان على صفحتها الرسمية، إلى أن السيارتين كانتا في طريقهما لإمداد مليشيات حفتر في محيط طرابلس وترهونة.
Facebook Post |
وجاءت هذه الضربات الجوية الجديدة بعد خمس ضربات أخرى على قاعدة "الوطية"، جنوب غرب طرابلس، استهدفت خلالها تمركزات لمليشيات حفتر وآليات مسلّحة، فجر اليوم الجمعة. وفي وقت سابق فجر اليوم، أعلنت قوات الحكومة تنفيذ 6 غارات جوية بالقرب من وادي مرسيط في الطريق بين منطقتي القريات ونسمة. وأشارت إلى أن الغارات "استهدفت رتل آليات مسلحة وأفراداً تابعين لمليشيات حفتر الإرهابية"، من دون تفاصيل إضافية.
ويرى الخبير الأمني الليبي، الصيد عبد الحفيظ، في حديث مع "العربي الجديد"، أن انتقال قوات الحكومة لاستهداف مواقع الإمداد الرئيسية في المناطق المجاورة لقاعدة الجفرة، مرحلة جديد في عملية "عاصفة السلام".
وعلى الرغم من أن الغارات استهدفت أيضاً قاعدة "الوطية"، إلا أن عبد الحفيظ يرجح أن "الاستمرار في قصف القاعدة هدفه الإبقاء عليها خارج الخدمة ومنع رجوع نشاطها كونها تشرف على طرابلس والمدن الثماني التي استردتها قوات الحكومة الأسابيع الماضية". ولا تمثل قاعدة الجفرة، مركز القيادة والتحكم في سير المعارك في محيط طرابلس وسرت، بل أيضاً مركزاً رئيسياً لتحشيد المقاتلين المرتزقة من السودان وتشاد، بالإضافة إلى ذلك فهي قاعدة الإمداد الأولى بالعتاد والذخيرة والدعم اللوجستي لمدينة ترهونة، أهم وآخر معاقل حفتر في محيط طرابلس.
ويؤكد عبد الحفيظ أن الضربات الأخيرة التي استهدف القرية الشرقية ومرسيط ومزدة ونسمة تمهد لعملية خاصة بقاعدة الجفرة، مشيراً إلى أنها قد تكون جوية وبرية في آن واحد. وترتبط قاعدة الجفرة بمحيط طرابلس وترهونة بطريقين، الأول يمر عبر بلدات نسمة ومزدة وصولاً إلى الاصابعة ثم ترهونة، وهو الهدف الحالي لسلاح الجو. والثاني خط جوي ينطلق من الجفرة إلى مهبط جوي ببني وليد الملاصقة لترهونة وهو الخط لا يزال نشطاً.
وبحسب عبد الحفيط، فإن الخطوط البرية والمسارب المتصلة ببلدات محيط طرابلس وترهونة من الصعب السيطرة عليها، "ولذا فالمرحلة الجديد من عاصفة السلام تبدو وكأنها تتجه إلى خنق الجفرة قبل اقتحامها لقطع شريان الحياة الوحيد الذي يمد ترهونة ومحيط طرابلس الجنوبي بالمقاتلين والعتاد"، على حد تعبيره.
ويلفت عبد الحفيظ إلى أن "كل انتصارات حفتر في الشرق والجنوب وأخيراً في الغرب الليبي اعتمدت على التفوق الجوي، وهو ما خسره منذ انطلاق عملية "عاصفة السلام" نهاية مارس الماضي".
واتجهت أولى عمليات "عاصفة السلام"، فور إطلاقها في 26 من مارس/ آذار الماضي، الى شن هجوم مباغت على قاعدة الوطية برّاً، قبل أن يلي العملية عدد من الضربات الجوية الكثيفة التي تمكنت من إخراجها عن الخدمة.
ومنذ ذلك اليوم فقدت مليشيات حفتر غطاءها الجوي الذي تتحرك تحته لتتحول منذ ذلك اليوم إلى الدفاع عن مواقعها في محيط طرابلس، كما مكّنت خسارة قوات حفتر غطاءها الجوي قوات حكومة الوفاق من استرداد ثماني مناطق، غرب طرابلس، في يوم واحد، وحصار آخر معاقل حفتر في مدينة ترهونة.
رغم ذلك، أعلنت عملية "بركان الغضب" عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين بطرابلس، ظهر اليوم الجمعة، جراء قصف لمليشيات حفتر. ولا تزال مليشيات حفتر تقصف المدنيين. وأوضحت العملية، في بيان عاجل نشر على صفحتها الرسمية، أن مليشيات حفتر قصفت بصواريخ غراد منطقة زناتة المكتظة بالسكان، مؤكدة أن التقارير الأولية أفادت بوقوع عدد من الوفيات والإصابات.
Facebook Post |
ويأتي استهداف المدنيين، على الرغم من إعلان، أول من أمس الأربعاء، المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر عن أوامر الأخير بوقف كافة العمليات القتالية والقبول بهدنة إنسانية خلال شهر رمضان.