السليمانية وكركوك الأكثر رفضاً لانفصال كردستان العراق

25 سبتمبر 2017
البشمركة والأسايش والشرطة صوتت بـ"نعم" (Getty)
+ الخط -



تشير آخر التسريبات الخاصة من داخل مفوضية الاستفتاء في إقليم كردستان العراق إلى ارتفاع عدد المصوتين بـ"لا" في ورقة الاقتراع الخاصة بالاستفتاء على الانفصال الكردي عن العراق، في كل من مدن السليمانية وكركوك، في حين تصدرت أربيل ودهوك قوائم المؤيدين للانفصال بفارق كبير عن الرافضين.

ووفقًا لمسؤول داخل مفوضية الاستفتاء في مركز "نشتمان" الرئيسي في مدينة أربيل، فإن الأرقام الواردة حاليًا إلى المركز من أعضاء المفوضية الموزعين على مراكز الاقتراع تشير إلى أن أكثر من 79% من قوات "البشمركة" و"الأسايش" والشرطة صوتت بـ"نعم" على الانفصال. وتدين أغلب تلك الصنوف الأمنية والعسكرية بالولاء لـ"الحزب الديمقراطي الكردي"، بزعامة مسعود البارزاني.

ويضيف المصدر، أن أربيل ودهوك تصدرت قائمة المصوتين بـ(نعم) المؤيدة للانفصال، بينما انخفضت تلك النسبة في كل من السليمانية، معقل الطالبانيين (حزب الاتحاد)، وكذلك كركوك ذات الغالبية التركمانية.

وبيّن المتحدث ذاته، أن نسبة المشاركين في الاقتراع، بشكل عام، قد تصل إلى 75 بالمائة حتى إغلاق الصناديق.

في هذه الأثناء، أكد عضو "الجبهة التركمانية" في مدينة كركوك، عدم مشاركة التركمان في الاستفتاء بشكل مطلق.

وقال محمد أوغلو لـ"العربي الجديد"، إن المشاركة بـ"نعم" أو "لا" تعتبر اعترافًا بالاستفتاء، لذا لم يشارك أحد. مضيفًا أن العرب، مسلمين ومسيحيين، لم يشاركوا أيضًا.




من جانب آخر، قال مراسل "العربي الجديد" في أربيل، إن سيارات نقل عسكرية مصحوبة بقوات حماية ستتولى نقل صناديق الاقتراع من المناطق الواقعة خارج الإقليم (المتنازع عليها) لإيصالها إلى مراكز العد والفرز.

وبيّن أن الأمم المتحدة في مكتب بعثتها في أربيل رفضت المشاركة أو الحضور، حتى على مستوى موظفيها المحليين من العراقيين الأكراد.

عرب صوتوا بنعم للانفصال

من جانب آخر، قال مسؤول في مفوضية استفتاء كردستان، إن عدداً من العشائر العربية الموجودة ضمن المناطق المختلطة قومياً صوتت بنعم للانفصال، فيما أكد زعيم قبلي من إحدى العشائر ذلك، مبيناً أن السبب هو سياسة الاستهداف الطائفي من بغداد على مدار 14 سنة الماضية، وعدم وجود أمل بحل قريب لوقف تلك الاعتداءات.

ووفقاً لمسؤول في مجلس المفوضية الخاصة بإجراء استفتاء كردستان فإن الآلاف من أبناء العشائر في المناطق المتنازع عليها صوتت بنعم للانفصال وبلغت نسبة مشاركتهم عالية، نافياً وجود أي عمليات إكراه من البشمركة الكردية اتجاه اختيارهم.

وقال عبد الله الناصر الشمري ويسكن مدينة داقوق (مدينة تقع جنوبي كركوك ذات غالبية تركمانية عربية) إنه صوت وأبناؤه على الانفصال لأسباب كثيرة.

وأضاف "أنا حزين لأني صوتُ بنعم لكني مضطر، فعلى الأقل سأضمن إذا ما صارت هذه المنطقة ضمن دول كردية أنه لن تقتحم مليشيا منزلي ليلاً وتقتل أبنائي بدوافع طائفية، ولن يعتقلوا لأنهم عرب سنة ولن يحرموا من التعيين في الدوائر الحكومية".

من جانبه، قال وليد دحام الجبوري ويسكن في كركوك لـ"العربي الجديد" إن "الاستهداف الطائفي للسنة هو سبب اضطرارهم للتفكير هكذا، وأن نكون مواطنين درجة ثانية في دولة كردية أفضل من أن نكون مستهدفين بحياتنا في دولة طائفية" وفقاً لقوله.

فيما ذهب آخرون تحدثوا لـ"العربي الجديد" وطلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إن "ضعف الثقة بقدرة بغداد على حمايتهم وخوفهم من انتقام البشمركة إن هم اكتشفوا تصويتهم بلا على الانفصال دفعهم لتأييد الانفصال بورقة الاقتراع.

وانتهت عملية الاقتراع على الاستفتاء الخاص بإقليم كردستان العراق الهادف للانفصال عن بغداد بنسبة مشاركة تجاوزت أكثر من 76 بالمائة، رغم الرفض الدولي والإقليمي الواسع ورفض الأمم المتحدة المشاركة فيه أو رعاية العملية.