"داعش" يهاجم بريف الرقة... والنظام يتقدم بريف السويداء

27 اغسطس 2017
"قوات سورية الديمقراطية" في مداخل الرقة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

استمرّ الجمود النسبي في جبهات القتال بين "قوات سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش" في مدينة الرقة، مع عدم تحقيق القوات المهاجمة أي خرقٍ جديد في الأحياء الواقعة تحت سيطرة التنظيم وسط المدينة. في المقابل، استمرّ القصف الجوي والمدفعي العنيف باستهداف هذه الأحياء، والتي أصابها دمارٌ كبير، وطاول في اليومين الماضيين المستشفى الوطني. وتزامن ذلك مع معارك في ريف الرقة الشرقي بين قوات النظام وتنظيم "داعش"، والذي تمكّن من السيطرة على بعض القرى التي كان قد خسرها في وقتٍ سابق.

في مدينة الرقة، واصل طيران التحالف الدولي، أمس السبت، استهدافه الأحياء الخاضعة لتنظيم "داعش" وسط المدينة، وطاولت حارة البدو، ومساكن الصحة، وحي مدرسة هواري، ما تسبّب في دمار كبير في هذه المناطق وسقوط ضحايا بين المدنيين. كذلك طاول قصف طيران التحالف الدولي شارع أبو الهيس، بالقرب من مدرسة المأمون، شرقي مركز المدينة، بغارات عدة، خلّفت دماراً وخسائر مادية.

وجاء ذلك، في وقتٍ ذكر فيه ناشطون أن "أقساماً عدة من مستشفى الرقة الوطني خرجت عن الخدمة جراء قصف مدفعي"، مؤكدين أن "أكثر من 40 قذيفة مدفعية سقطت على المستشفى، ما أدى إلى خروج بعض أقسامه عن العمل وانقطاع الكهرباء عن الأقسام الأخرى". والمستشفى هو الوحيد الذي يقدّم بعض الخدمات الإسعافية البسيطة، نتيجة انعدام الإمكانات الطبية وفقدان الأدوية، في الوقت الذي يعتمد فيه "داعش" على مستشفياته الميدانية الخاصة.

وشهدت الأيام القليلة الماضية سقوط عشرات الضحايا من السكان المدنيين، نتيجة تواصل القصف العنيف على أحياء مدينة الرقة، آخرهم تسعة مدنيين قضوا جراء الغارات في اليومين الماضيين، بينما أصيب عدد من المدنيين جراء قصف مدفعي من "قوات سورية الديمقراطية" استهدف مناطق دوار النعيم ومحيط مستشفى المواساة وحي الأماسي وحديقة الرشيد وسط مدينة الرقة.

من جهة أخرى، واصل "داعش" هجومه المعاكس على قوات النظام في الريف الشرقي للرقة، جنوبي نهر الفرات، وتمكن من استعادة السيطرة على قريتين بعد يوم واحد من سيطرته على سبع قرى، وتكبيد قوات النظام ومليشياته خسائر فادحة.



وكشفت مصادر محلية أن "التنظيم استعاد السيطرة على قريتي شريدة شرقي وشريدة غربي، إضافة إلى بلدة السبخة التي تعد آخر النقاط التي تقدم إليها النظام في هذا المحور". ولفتت إلى أن "التنظيم استقدم تعزيزات عسكرية، بهدف إحكام السيطرة مجدداً على المناطق التي خسرها خلال المعارك الأخيرة في المنطقة، في ظلّ تراجع ملحوظٍ لقوات النظام في تلك الجبهات، على الرغم من الغطاء الجوي الذي توفره الطائرات الروسية".
وغير بعيدٍ عن الرقة، أدى قصفٌ من طيران التحالف إلى سقوط ضحايا مدنيين في بلدة الشحيل الخاضعة لسيطرة "داعش" بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، كذلك طاولت هجماتٌ مماثلة منطقة العشارة الخاضعة كذلك لسيطرة "داعش". ولفتت مصادر محلية، إلى أن "سلسلة غارات أخرى استهدفت مناطق عدة خاضعة لسيطرة التنظيم بريف دير الزور، وطاولت قرى وبلدات: هجين والصالحية والمجاودة".

وفي سياق التطورات الميدانية جنوب شرقي البلاد، سيطرت قوات النظام، أمس، على تل الواطية وضهرة العريضة في ريف السويداء الشرقي، وذلك عقب هجوم شنته على فصائل المعارضة، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل.

وواصلت قوات النظام هجماتها على المناطق الحدودية مع الأردن، تحت غطاءٍ ناري جوي. وشهد الأسبوع الماضي تقدّم قوات النظام باتجاه مناطق فصائل المعارضة السورية في تلك المناطق، مكّنها من السيطرة على كامل الحدود السورية مع الأردن في محافظة السويداء، عقب انسحاب فصيل "جيش أحرار العشائر" من مواقعه بشكل مفاجئ.

في محافظة حماة، وسط البلاد، قصفت قوات النظام مناطق في محيط بلدة كفرزيتا، وسط اشتباكات مع فصائل المعارضة في المنطقة في ريف حماة الجنوبي الشرقي، في حين شنّت الطائرات الحربية غارات على مناطق في ريفي سلمية الشرقي والشمالي الشرقي استهدفت بشكل قرى: أبو حنايا، ومسعدة، والحانوتة، ورسم العبد، وحمادة عمر، وعكش، وجروح، ومحيط صلبا، والقسطل، وأبو دالية، ورسم الأحمر، ومناطق أخرى، في ناحية عقيربات التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام وعناصر التنظيم.

من جهة أخرى، واصلت طائرات النظام استهداف منطقة "خفض التصعيد" بريف حمص الشمالي، مع شنّها صباح أمس، أربع غارات هناك. واستهدفت الهجمات التي لم تؤدِّ لخسائر بشرية، مناطق كفرلاها وتل ذهب، كذلك تعرضت مناطق أخرى بريف حمص الشمالي إلى قصفٍ مدفعي. وكانت خروق النظام لاتفاق "خفض التصعيد" في ريف حمص الشمالي، قد أدت يوم الخميس الماضي إلى مقتل ثلاثة مدنيين، إثر قصفٍ نفذته الطائرات الحربية على منطقتين سكنيتين في سهل الحولة.


المساهمون