الانتخابات المغربية... أسباب ارتفاع التصويت بالصحراء

08 أكتوبر 2016
نسبة المشاركة ارتفعت مقارنة بالانتخابات السابقة (فضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -
بالرغم من عدم تحديد وزارة الداخلية المغربية نسبَ المشاركة في الانتخابات التشريعية، أمس الجمعة، في مختلف جهات المملكة، واكتفائها بإيراد نسبة المشاركة العامة، المحددة بـ43 بالمئة من الكتلة الناخبة، إلّا أنّ مصادر مطّلعة أفادت "العربي الجديد" بأن نسب المشاركة في مناطق الصحراء كانت مرتفعة جداً، مقارنة مع باقي مناطق البلاد.

وكما جرى في الانتخابات التشريعية السابقة، سواء في 2011 أو 2007، وقبلهما أيضاً، شهدت نسبة التصويت في مناطق الصحراء ارتفاعاً ملموساً، بخلاف نسبة المشاركة الانتخابية في كبريات الحواضر، حيث لم تتجاوز النسبة مثلاً في الدار البيضاء 32 بالمائة من مجموع الناخبين في هذه الجهة.

ووفق مصادر مطلعة، فإن نسبة التصويت في جهات الصحراء الثلاث كانت مرتفعة، منها جهة كلميم واد نون الصحراوية، التي بلغت نسبة التصويت فيها أكثر من 43 بالمائة، كما بلغت نسبة التصويت في بعض تلك الدوائر 72 بالمائة، وأخرى بلغت 68 بالمائة، وهي نسب لم تحققها باقي مناطق المملكة.


ويعزو أستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس، الدكتور أحمد مفيد، التصويت المكثف بالصحراء إلى عدة عوامل، قائلاً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ من أهم تلك العوامل "التعبئة الكبيرة للأحزاب السياسية في هذه اﻷقاليم، وكذلك ارتفاع منسوب النقاش السياسي، واعتماد التصويت على الأعيان وقيادات القبائل"، مشيراً إلى ما تحظى به القبيلة من دور كبير في اﻷقاليم الصحراوية.

ولفت المحلل نفسه إلى أن من بين العوامل الأخرى التي تفسر هذه الظاهرة، هي "خصوصية المنطقة وطبيعة التحديات التي تواجهها"، شارحاً بأن التصويت المكثف هو "تعبير واضح وصريح ومباشر عن تشبث المواطنين والمواطنات في اﻷقاليم الجنوبية بمغربية الصحراء"، على حدّ قوله.

وتابع مفيد أن ظاهرة ارتفاع التصويت الانتخابي بهذه المناطق الصحراوية تحديداً، تعد مؤشراً قوياً على ثقة أهالي الصحراء في مؤسسات البلاد، مردفاً أن "التصويت المكثف هو رسالة واضحة لخصوم الوحدة الترابية، وتأكيد قوي على المواطنة الحقة التي يتحلى بها المواطنون في جهات الصحراء"، على حد تعبيره.

وبالنسبة للباحث السياسي، عمر الشرقاوي، فإن جهة كلميم ترفع نسبة المشاركة في الانتخابات، وتشكل عاملاً أساسياً في صدقية العملية الانتخابية، مبرزاً أن كثافة التصويت بالصحراء تدل على "رابط الشرعية التاريخية بين الأقاليم الجنوبية والدولة المركزية، وقد ظهر ما لتلك المناطق من أدوار في توطيد دعائم الديمقراطية بالبلاد"، على حدّ تعبيره.

ويرى مراقبون أن هناك عاملان رئيسيان يفسّران ارتفاع التصويت في الانتخابات المغربية منذ سنوات خلت، أولهما ارتفاع درجة الوعي السياسي لدى ساكني الصحراء، والثاني دور القبائل التي تقوم بتعبئة قوية في الانتخابات، إذ يصوت الناس بحسب الانتماء القبلي، وليس وفق الميول إلى الأحزاب.