وبحسب الصحيفة، فقد أكد ترامب أنه سيقف وراء محمد بن سلمان، ولو أنه من أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله. وتجنب ترامب الإشارة إلى استنتاج وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) عن أن ولي العهد كان وراء القتل. وكرر بيان ترامب "الأكاذيب الإجمالية المتكررة والمبالغات حول فوائد التحالف الأميركي مع المملكة".
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الجمعة، بأن (سي آي إيه) اختتمت، بـ"الثقة العالية" (وهو تصنيف لا توصف به التقارير بسهولة)، تحقيقا يفيد بأن محمد بن سلمان أمر بقتل خاشقجي.
وتضمّن بيان ترامب، الصادر يوم الثلاثاء، اعترافا على مضض بأنه "من الممكن جدا أن يكون ولي العهد على علم بالجريمة"، قبل إضافة "ربما فعل، وربما لم يفعل ذلك"، في محاولة للقول إنه ربما لا يمكن التوصل إلى الحقيقة.
وبحسب الصحيفة، فإن "الحقيقة بشأن وفاة خاشقجي ليست معروفة فحسب، ولكنها معروفة إلى حد كبير. فالتسجيلات الصوتية التي تحوزها وكالة المخابرات المركزية تتضمّن لحظة مقتل خاشقجي الفعلية، بالإضافة إلى مكالمات هاتفية بين فريق الاغتيال ومساعد محمد بن سلمان المقرب".
وتقول الصحيفة: "في الوقت الذي يقوم ترامب بالتقليل من شأن هذه الحقائق، فإنه يعتمد بدعمه المستمر للنظام السعودي على أساس ادعاءات كاذبة، منها قوله إن السعودية ستنفق وتستثمر 450 مليار دولار في الولايات المتحدة. وقوله إن المملكة كانت مستجيبة للغاية لطلباتي بالحفاظ على أسعار النفط عند مستويات معقولة، رغم أن الرياض تستعد لخفض الإنتاج لرفع الأسعار".
وتضيف الصحيفة: "يبذل ترامب قصارى جهده لمساعدة النظام السعودي على الإفلات من جريمة قتل شخص مقيم في الولايات المتحدة كان أحد أبرز الكتّاب في العالم العربي. في حال استمرار الإدارة على هذا المسار، فإنّها ستدمر القليل الذي تبقى من مصداقية أميركا الأخلاقية في مجالي حقوق الإنسان وحرية التعبير".
إنّ سلوك ترامب بحسب الصحيفة "يعرّض الباحثين عن الحقيقة والصحافيين الذين يجرؤون على تحدي النظام السعودي وغيره من الحكومات غير المتسامحة لخطر شديد، بغض النظر عن المكان الذي يقطنونه. إنّ رفض ترامب التصرف يعطي الضوء الأخضر الرمزي للشاب المتعطش للقوة محمد بن سلمان، كي يتمكن من مواصلة مآربه المتهورة في السعودية والعالم العربي ربما للسنوات الأربعين أو الخمسين المقبلة من دون مواجهة أي عواقب".
وبحسب الصحيفة، على الرغم من شناعة موت جمال خاشقجي وما تكبده من الألم لزملائه وعائلته وأصدقائه، فإنّ ذلك دلالة مزعجة أخرى على استهتار بن سلمان السياسي. في العامين الماضيين، تحت وطأة صعود ولي العهد إلى السلطة، اعتُقِل عشرات من الإصلاحيين السلميين ونشطاء حقوق الإنسان (بمن فيهم النساء المسنّات). تعرض الكثيرون للتعذيب وأفادت منظمة العفو الدولية بأنّ الناشطات السجينات تعرضن للتحرش الجنسي. حاولت المملكة حصار قطر واختطفت رئيس الوزراء اللبناني وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع كندا بسبب تغريدات، تقول الصحيفة.