تعيش العاصمة الليبية طرابلس حالة من الترقب والهدوء الحذر، فيما أعلنت إدارة الملاحة الجوية في مطار امعيتيقة عن استئناف العمل في المطار بعد توقفه لساعات.
وكان تعرض مطار امعتيقة ومحيطه في منطقة سوق الجمعة، شمالي العاصمة، لقصف بصواريخ الغراد فجر اليوم، ما أدى إلى توقف حركة الملاحة بالمطار.
ويقول المتحدث باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب، عبد المالك المدني، إن قصف المطار ومحيطه جاء ردا على الخسائر التي تلقتها مليشيا حفتر، مساء أمس الخميس، في محاور جنوبي طرابلس.
وأكد المدني لــ"العربي الجديد" أن قوات الجيش أحبطت عدة محاولات تسلل في محاور اليرموك وطريق المطار بعد أن دمرت ناقلة جنود بمن فيها.
وعن الأوضاع الحالية، قال المدني إن الهدوء يسود كل المحاور، لافتا إلى أن هناك حالة ترقب شديد بعد إحراز تقدم في معارك الأمس التي استمرت خمس ساعات، لا سيما في منطقة العربان جنوبي طرابلس.
من جانب آخر، قالت قوة حماية وتأمين سرت التابعة لحكومة الوفاق "إن غارة نفذها، فجر اليوم، الطيران الإماراتي، الداعم لمجرم الحرب حفتر، على مواقعنا في سرت أسفرت عن مقتل جندي وخسائر مادية".
وتحاول مليشيا حفتر بعث رسائل تشير إلى استمرار قدرتها على القتال، وبحسب المحلل العسكري الليبي، محيي الدين زكري، فإن استهداف المطار ومواقع في سرت بهذه الكثافة لا يعني سوى أن حفتر يريد القول إنه لا يزال موجودا، رغم الاستعداد التركي لإرسال قوات إلى طرابلس، لكن زكري يرجح أيضا، في حديثه لــ"العربي الجديد"، أن هذه الضربات ربما تأتي في إطار التغطية على انسحابات، أو إعادة تموضعات عاجلة في مراكز مليشيا حفتر جنوبي العاصمة، استباقا لأي وجود عسكري تركي وشيك.
وبعد تصويت البرلمان التركي على قرار الرئاسة التركية إرسال جنود إلى ليبيا، أمس الخميس، استجابة لطلب حكومة الوفاق، أجرى وزير الخارجية في حكومة الوفاق، محمد سيالة، اتصالا هاتفيا بنظره التركي بحثا خلاله تعزيز التعاون الليبي التركي.
من جانبه، قال وزير الداخلية في الحكومة، فتحي باشاغا، إنه لا خيار أمام المسؤول عن قرار الهجوم على العاصمة إلا أحد خيارين: الاستسلام أو الانتحار، في إشارة إلى حفتر ومليشياته.
ودعا باشاغا، في بيان نشرته الصفحة الرسمية للوزارة ليلة أمس الخميس، حفتر إلى إعلان "ساعة صفر صادقة و لو لمرة واحدة، وهي ساعة الانسحاب والاستسلام لإرادة الشعب الليبي".
وأكد الوزير على حق حكومة الوفاق "في الدفاع عن شرعيتها وحماية المدنيين من عدوان غاشم، تقوده ثلة من الانقلابيين مدعومة من بعض الجهات الخارجية".
وشدد على أن الاتفاقات الموقعة بين الحكومة والجانب التركي "جاءت بالطرق القانونية وبشكل معلن من دون مواربة، عكس الذين يستجلبون المرتزقة من جميع الملل بتسهيلات من بعض الدول، التي تعترف بحكومة الوفاق في العلن وتدعم العدوان في جنح الظلام"، بحسب البيان.
من جانب آخر، دعا البرلمان المنعقد في طبرق، النواب إلى جلسة طارئة، غدا السبت، لبحث تداعيات التدخل التركي في ليبيا.