وفي كلمة مقتضبة له في منتدى مستقبل الاستثمار الذي تنظمه الرياض، اعتبر أن ما جرى لخاشقجي "حادث مؤلم لجميع السعوديين ولأي إنسان"، وبأنه "بشع وغير مبرر". وقال أيضاً: "سوف نثبت للعالم أننا متعاونون مع تركيا لمعاقبة جميع المتورطين، معلناً أنه قد آن الآوان لإعادة هيكلة العمل الأمني في السعودية لكي يرقى للتحديات الراهنة".
وختم كلمته التي لم تتجاوز الدقيقتين، بالقول: "لن يحدث شرخ مع تركيا ما دام هناك ملك اسمه سلمان وولي عهد اسمه محمد بن سلمان ورئيس تركي اسمه (رجب طيب) أردوغان".
وقبيل ذلك، ذكرت وكالة "الأناضول"، أنه بناءً على طلب من الجانب السعودي، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتصالاً هاتفياً بولي العهد السعودي، مضيفة أنه جرى البحث في مسألة بذل الجهود المشتركة لكشف جميع جوانب قتل خاشقجي.
واتخذت الولايات المتحدة إجراءً دبلوماسياً ضد 21 مسؤولاً سعودياً يُعتقد أنهم على صلة باغتيال خاشقجي، فيما أعلنت بريطانيا اليوم إجراءات لمنع كل المشتبه بهم في القضية من دخول أراضيها، وسط استمرار الدعوات الدولية لمحاسبة هؤلاء "أياً كانوا".وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الثلاثاء: "حددنا بعض المسؤولين السعوديين الضالعين في قتل الصحافي جمال خاشقجي. سنتخذ إجراءات، منها إلغاء تأشيرات الدخول وبحث فرض عقوبات عليهم".
وأوضح، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، أن "تلك العقوبات لن تكون كلمة الولايات المتحدة الأخيرة بشأن القضية"، مضيفاً: "نوضح من دون لبس أن الولايات المتحدة لا تتسامح مع هذا النوع من الأفعال القاسية لإسكات الصحافي عن طريق العنف".
وبعدما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، محاولة التستر على جريمة قتل خاشقجي بأنها "الأسوأ على الإطلاق"، أشار في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يدير الأمور في المملكة في هذه المرحلة، وإن كان من متورط في مقتل خاشقجي "فسيكون هو".
وقُتل جمال خاشقجي (59 عاماً) كاتب مقالات الرأي في صحيفة "واشنطن بوست"، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول، في قنصلية بلاده في إسطنبول التي دخلها لإتمام معاملات إدارية تمهيداً لزواجه.
وبعد 17 يوماً من الإنكار، أعلنت الرياض السبت، أنّ خاشقجي قُتل عن طريق الخطأ في قنصليتها خلال "شجار"، وأن ولي العهد لم يكن على علم بما حصل. بينما شككت دول ومنظمات عديدة في الرواية السعودية.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب أمس الثلاثاء، قتل خاشقجي بأنه "جريمة وحشية"، مشيراً إلى أنه تم "التخطيط لها" على مدى عدة أيام، ونفذها فريق من "15 عنصراً" داعياً إلى محاكمتهم في تركيا. فيما قال مستشاره النور جيفيك، إن يدي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "عليهما دماء" الصحافي المعارض جمال خاشقجي، فيما يعدّ التصريح الأكثر صراحة حتى الآن لشخصية مرتبطة بالرئيس التركي عن الأمير السعودي في هذه الواقعة.