الحزب الحاكم في الجزائر يحشد مناصريه: حملة دعائية استباقية لترشح بوتفليقة للرئاسة

09 فبراير 2019
حملة دعائية استباقية لترشح بوتفليقة للرئاسة (العربي الجديد)
+ الخط -

حشد حزب "جبهة التحرير الوطني"، الذي يحوز على الأغلبية في الحكومة والبرلمان بالجزائر، اليوم السبت، الآلاف من مناصريه، في تجمّع شعبي واستعراضي، لمطالبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالترشح لولاية رئاسية خامسة.

وغصّت القاعة البيضاوية قرب ملعب الخامس يوليو في أعالي العاصمة الجزائرية، والتي تحوي 15 ألف مقعد، بالآلاف من مؤيدي بوتفليقة، ومناصري الحزب الذين استقدمهم من كل المحافظات، بما فيها ولايات جنوبي الجزائر.

وعرض في التجمع فيلم وثائقي "يجسد المنجزات الاقتصادية والسياسية والرياضية والاجتماعية التي تحققت في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة"، وذلك في سياق حملة دعائية استباقية، قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الربيع.

وخلال الفعالية السياسية التي تكفلت ثلاث قنوات تلفزيونية بالنقل المباشر لها، قال رئيس البرلمان والمنسق العام للحزب الحاكم معاذ بوشارب، "باسم حزبنا نوجّه رسالة إلى الرئيس بوتفليقة للترشح لولاية رئاسية خامسة، لتشق الجزائر طريقها نحو المستقبل وتعزيز الاستقرار".

وأضاف أنّ "الشعب الجزائري عاش مأساة قاسية، وخرج منها بفضل جهود الرئيس بوتفليقة، ولا يجب السماح بتكرار المغامرة بأي حال من الأحوال"، مستنكراً ما وصفها "الشكوك التي تحاول عدة أطراف إطلاقها حول الجزائر، والتشكيك في مؤسساتها؛ ولا سيما مؤسسة الجيش".

وحتى الآن، لم يعلن بوتفليقة بشكل رسمي، عن ترشحه لانتخابات الرئاسة في 18 إبريل/نيسان المقبل، لكن أحزاب "التحالف الرئاسي" الأربعة: "جبهة التحرير الوطني" التي يقودها رئيس البرلمان معاذ بوشارب، و"التجمع الوطني الديمقراطي" الذي يقوده رئيس الحكومة أحمد أويحيى، وحزب "تجمع أمل الجزائر" الذي يقوده وزير النقل السابق عمار غول، و"الحركة الشعبية الجزائرية" بقيادة وزير التجارة السابق عمارة بن يونس، كانت قد أعلنت، السبت الماضي، عن تسمية بوتفليقة كمرشح رئاسي.

وحضر التجمّع، اليوم السبت، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، رئيس الحكومة الأسبق عبد المالك سلال، ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات (كارتل رجال الأعمال) علي حداد، وعدد من الوزراء في الحكومة، فضلاً عن مسؤولي تنظيمات طلابية ومدنية.

وكان حزب "جبهة التحرير الوطني"، قد وجّه نداء إلى كوادره، "للمشاركة في اللقاء الوطني للقاعدة النضالية، للتعبير عن الاتحاد من أجل دعم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بصفته رئيساً للحزب للترشح لولاية رئاسية خامسة، ومواصلة مسيرته الإصلاحية والتنموية، والاستعداد للانتخابات الرئاسية"، بحسب البلاغ.


وقال القيادي في الحزب وزير العلاقات مع البرلمان محجوب بدة، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "هذا التجمع والقاعة التي امتلأت عن آخرها، هي رسالة شعبية وسياسية إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عن تطلع غالبية الجزائريين لترشحه لولاية رئاسية خامسة، والاستمرار في مسار التنمية، وتأكيد عن عدم التنكر لمنجزاته".

وأضاف بدة أنّ "التجمع هو أيضاً رسالة للأطراف السياسية الداخلية والخارجية التي تشكّك في قدرة الرئيس على الاستمرار في منصبه وفي حب الجزائريين له".

وعلى الرغم من ترشيحه من قبل حزبه "جبهة التحرير الوطني"، وأحزاب "التحالف الرئاسي"، لم يعلن بوتفليقة (81 عاماً) الذي يحكم الجزائر منذ 1999، ترشحه رسمياً للرئاسة، بينما تنتهي المهلة القانونية لإيداع ملفات الترشح، في 3 آذار/مارس المقبل.

والسبت الماضي، قال رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى، إنّ بوتفليقة، سيعلن عن ترشحه لولاية رئاسية خامسة، عبر رسالة موجهة للشعب الجزائري، لم يحدد موعدها، معتبراً أنّ "الرئيس عاجز بدنياً لكنّه قادر على إدارة شؤون البلاد".

وفي انتخابات عام 2014 التي تلت إصابته بوعكة صحية، في إبريل/نيسان 2013، استدعت مكوثه في مستشفى بالعاصمة الفرنسية باريس 81 يوماً، حتى يوليو/تموز من العام نفسه، قدّم بوتفليقة ترشّحه للرئاسة، عبر رسالة قرأها رئيس الحكومة آنذاك عبد المالك سلال، لكنّه لم يقم بأي حملة انتخابية، ونابت عنه أحزاب "التحالف الرئاسي" والجمعيات المساندة، ثم فاز بأكثر من 70% من الأصوات.

وبالرغم عن كشف وزارة الداخلية تلقيها رسالة نية الترشح من بوتفليقة، مثلما ينص عليه القانون قبل بدء جمع التوقيعات اللازمة للترشّح للرئاسة، فإنّ أحزاب "التحالف الرئاسي"، والمنظمات الطلابية، ومنظمة الكارتل المالي، ونقابة العمال، تلقّت استمارات لجمع التوقيعات لمصلحة بوتفليقة.

ويبدأ، اليوم السبت، عمل الهيئة المديرة للحملة الانتخابية لبوتفليقة، بقيادة سلال الذي استكمل تشكيل فريقه، وسيساعده المدير العام السابق للتلفزيون حمراوي حبيب شوقي، ورئيس "الحركة الشعبية" عمارة بن يونس، والقيادي في "التجمع الوطني الديمقراطي" بلقاسم ملاح.

يُذكر أنّ عدة أحزاب معارضة منها حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، و"جبهة العدالة والتنمية"، و"جيل جديد" ضمن تكتل "مواطنة" و"جبهة القوى الاشتراكية"، قررت  مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة.