البصرة تشيّع شرطياً قتل بنيران تجّار المخدرات... وغضب شعبي لضعف سلطة الأمن

13 اغسطس 2019
قصور أمني في مواجهة تجارة المخدرات بالمحافظة (Getty)
+ الخط -
أثار مقتل شرطي ثالث في البصرة على خلفية اشتباك مسلح مع تجار مخدرات في المحافظة، حاولت قوة أمنية القبض عليهم، موجة غضب الأهالي وناشطين مدنيين، الذين انتقدوا ضعف الإجراءات الأمنية بالمحافظة أمام تنامي قوة تجار المخدرات.

وشيّع العشرات من أهالي المحافظة اليوم جثمان الشرطي الشاب كاظم محمد عباس، الذي توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال عملية قبض نفذت قبل عدة أيام للقبض على تاجر مخدرات في البصرة والتي تسببت بمقتل 3 عناصر من الشرطة.

وبحسب الناشط المدني في المحافظة، مزاحم علي، فإنّ "هناك غضباً وغلياناً شعبياً متصاعداً في المحافظة، بسبب ضعف الإجراءات الأمنية والخطط المتبعة للحد من نفوذ تجار المخدرات"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أنّ "نفوذ التجار ينمو بشكل خطير، بخاصة في الفترة الأخيرة، وقد أصبحت لديهم قوة بحيث يشتبكون مع أجهزة الأمن ويقتلون عناصرها".

وأكد أن "ما يُثير القلق أن القيادات الأمنية لم تنفّذ حملات للقضاء على تجار المخدرات وتجارتهم، بل تنفذ أحياناً بعض عمليات الدهم وفقاً لمعلومات استخبارية، وهذه العمليات لا ترقى إلى مستوى الخطر المتصاعد لهذه التجارة غير المشروعة".

وأشار إلى أنه "في حال لم تعمد القوات إلى وضع خطة شاملة لمنع نمو تجارة المخدرات، ونشاط تجارها، فإنّ هذا الخطر سيكون تهديداً كبيراً للمحافظة أمنياً ومجتمعياً".

من جهته، أكد الشيخ حسن المياحي، وهو أحد شيوخ المحافظة، أنّ "البصرة في دائرة خطر تجار المخدرات، وأن الجهات الأمنية مسؤولة عن تنامي هذا الخطر"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أنه "لا يمكن الاستهانة بخطر المخدرات التي تعد سبباً من أسباب انتشار الجريمة في البصرة".

وتابع: "سنعمل على متابعة هذا الملف مع الجهات الأمنية، وفي حال لم تكن لها خطط واضحة، فإنّ أهالي البصرة لن يقبلوا بذلك وسنحمل الجهات الأمنية المسؤولية عنه"، مشيراً إلى أنّ "الإجراءات الأمنية التي اتخذت مع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم كانت أشد من تلك الإجراءات التي تتبع مع تجارة المخدرات".

ويؤكد مسؤولون أمنيون في المحافظة أنّ "هناك عملاً مستمراً في البصرة للقضاء على المخدرات ومنع انتشارها والمتاجرة بها، لكن تلك الإجراءات لا ترقى إلى مستوى استراتيجية أمنية شاملة ومتواصلة".

وقال ضابط في جهاز شرطة البصرة، لـ"العربي الجديد": "نحتاج إلى استراتيجية واسعة بالتنسيق مع أجهزة أمن المحافظات المجاورة، للقضاء على تجارة المخدرات، فضلاً عن إجراءات لضبط الحدود مع إيران"، مؤكداً أنّ "هناك طلعات وعمليات مستمرة لضبط تجار المخدرات يتم تنفيذها وفقاً للمعلومات المتاحة، لكنها أضعف من أن تقضي على هذه الظاهرة الخطيرة".

وشهدت البلاد، الأسبوع الفائت، هروب تجار ومهرّبي مخدرات من سجن بالعاصمة بغداد، وفشل اعتقال الخطيرين منهم. بينما أكد مسؤولون أمنيون، لـ"العربي الجديد"، في حينها، أنّ شبكات المخدرات أصبحت بمثابة التهديد الثاني للعراق بعد "داعش".

المساهمون