تقدير إسرائيلي: ترامب قد يقطع المساعدات عن لبنان

24 نوفمبر 2016
مصلحة حزب الله تعزيز المحور الإيراني (حسين بيضون)
+ الخط -


شكّلت التطورات التي يشهدها لبنان والعرض العسكري لـ"حزب الله" في القصير السورية، مادة لورقة تقدير موقف أعدّها الباحث الإسرائيلي عومر عيناف لصالح "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي. ورأى التقدير الإسرائيلي أن انتخاب ميشال عون رئيساً للبلاد، ثم العرض العسكري لحزب الله، يعكسان تعاظم نفوذ الحزب في لبنان. وعدّ المركز التطورات التي أفضت إلى انتخاب عون بأنها تمثّل "انتصاراً حاسماً لحزب الله ومعسكر 8 آذار على خصمه معسكر 14 آذار"، مشيراً إلى أن موافقة رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري على تنصيب عون وقبوله التكليف بتشكيل الحكومة يمثّلان "خنوعاً" لحزب الله وضربة لمكانة السعودية في لبنان وتعزيزاً للتأثير الإيراني في الداخل وفي الإقليم.
وتحدث المركز، الذي يُعدّ من أهم مراكز التقدير الاستراتيجي في إسرائيل، عن استخدام حزب الله عتاداً عسكرياً أميركياً في الاستعراض العسكري الذي نظمه أخيراً في القصير، لا سيما ناقلة الجند من طراز "M113". ولفت إلى أن عدم وضوح كيفية استخدام المساعدات العسكرية الغربية المقدّمة إلى لبنان والقلق من أن هذه المساعدات وجدت طريقها إلى حزب الله، يمكن أن يضع الغرب، خصوصاً الإدارة الأميركية الجديدة، أمام معضلة كبيرة تجاه استمرار إرسال المساعدات للجيش اللبناني.
وقال المركز إن معرفة الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب، أن المساعدات للجيش اللبناني تصل إلى حزب الله، يمكن أن تؤدي إلى إعادة النظر في المساعدات الاقتصادية والعسكرية المقدمة للبنان، على الرغم من انتهاء الأزمة السياسية في البلاد، مشيراً إلى أن السعودية أوقفت مساعداتها للبنان في أوائل العام 2016 عندما علمت أن دعم الجيش والحكومة اللبنانية يعني تعزيز قوة حزب الله.
وأشار إلى أن سيطرة حزب الله على السلاح والعتاد الذي تزود الولايات المتحدة الجيش اللبناني به، ينسف المبدأ الذي حكم التعاطي الأميركي والأوروبي إزاء لبنان، والقائل إنه يتوجب تعزيز قوة ومكانة الجيش اللبناني من أجل التأثير على موازين القوى الداخلية في لبنان بشكل يفضي إلى إضعاف حضور حزب الله وتعزيز دور الجيش الوطني.


وحسب السيناريو الذي يرسمه المركز، فإن قطع المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأميركية عن لبنان ستكون له على الأرجح تأثيرات سلبية على الأوضاع الاقتصادية في لبنان واستقرار مؤسساته، ويؤدي إلى إثارة اضطرابات واسعة النطاق ضد حزب الله، ويقوي المعارضة له، لا سيما ما سماها "القوة السنّية الراديكالية". وعلى الرغم من إشارته إلى أن هذا الاحتمال بعيد، لكن المركز لفت إلى أن التطورات في هذا الاتجاه هي أيضاً عرضة لإحداث صراع بين حزب الله وإسرائيل، إذا قرر حزب الله أن مثل هذا الصراع سوف يكون مفيداً له في المشهد اللبناني. واعتبر أن الحزب في الوقت الحاضر، يتصرف بحذر شديد، وغير مستعد للمخاطرة بالتصعيد مع إسرائيل أو زعزعة استقرار لبنان، فمن وجهة نظر حزب الله، مصلحته الآن تحصين نظام الأسد في سورية وتعزيز المحور الإيراني الممتد من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت.
وفي السياق، تحدث المركز عن أن العرض العسكري في القصير قد يأتي كرسالة من حزب الله إلى روسيا، مع توجّه ترامب لتسليم الملف السوري إلى روسيا. كما أوضح المركز أن عرض حزب الله العسكري يدل على رغبة الحزب بتهدئة الخواطر داخل طائفته، لا سيما في ظل الانتقادات التي توجه له بسبب الأثمان الباهظة التي يدفعها شيعة لبنان بسبب تورطه في سورية، لافتاً إلى أن الاستعراض العسكري هدف أيضاً إلى التدليل على أن التدخل في سورية آتى أُكله لأنه أفضى إلى تعزيز القوة العسكرية للحزب بشكل غير مسبوق.
وحسب تقدير المركز، فإنه على الرغم من أن تورط حزب الله في القتال في سورية وسيطرته المطلقة على منطقة الحدود السورية اللبنانية، منحاه مكانة غير مسبوقة داخل لبنان ومكناه من التأثير على مؤسسات الدولة، إلا أنه فضّل الانتظار للانتصار في السياسة بدل الوسائل العنفية، خشية من الانجرار لمواجهة داخلية غير محسوبة العواقب. وحسب المركز، فإن نجاح التحالف الموالي للنظام السوري في السيطرة على مدينة حلب "سيعزز حضور الأسد كقوة سلطوية شبه وحيدة داخل سورية".