انتهاء ترحيل مقاتلي "تحرير الشام" من اليرموك وتهجير بلدات جنوب دمشق غداً

02 مايو 2018
الدمار يعمّ مخيم اليرموك (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -
ذكرت مصادر مقربة من النظام السوري أن عملية ترحيل عناصر "هيئة تحرير الشام" وعوائلهم عن مخيم اليرموك جنوب دمشق انتهت اليوم الأربعاء، بينما يتحضر الآلاف من مدنيين وعسكريين لعملية ترحيل مماثلة من البلدات الثلاث المجاورة للمخيم، حيث تنتشر فصائل المعارضة السورية، مع توقعات أن تبدأ عملية تهجيرهم يوم غد الخميس.


وكانت خمس حافلات، تقل نحو 200 من عناصر "هيئة تحرير الشام" مع ذويهم، قد غادرت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق بين الجانبين تم برعاية روسية، ويقضي بخروج المسلحين من مخيم اليرموك إلى إدلب شمال غربي البلاد، مع السماح بخروج خمسة آلاف من المحاصرين في بلدتي كفريا على مرحلتين، بالإضافة إلى إطلاق سراح محتجزين من بلدة اشتبرق في ريف إدلب أيضاً على مرحلتين، وعددهم 85 شخصاً.

كذلك ذكرت مصادر محلية في جنوب دمشق أن أول دفعة من المدنيين في بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا ستخرج غداً باتجاه جرابلس وإدلب في الشمال السوري، وربما نحو مدينة درعا في الجنوب أيضاً. وتوقعت المصادر خروج نحو 17 ألف شخص، على أربع دفعات، منهم 4000 شخص باتجاه إدلب و2700 شخص باتجاه درعا، وما تبقى باتجاه جرابلس.

وتقوم آليات تابعة لقوات النظام بإزالة الركام من دوار الجمل في بيت سحم جنوبي دمشق الواصل إلى طريق مطار دمشق الدولي.

وكان الوفد المفاوض عن منطقة جنوب دمشق قد توصل الأحد الماضي إلى اتفاق مع النظام السوري يقضي بخروج المقاتلين إلى الشمال السوري بسلاحهم الفردي، وبضمانة روسية، بينما يقوم من يختار البقاء بتسوية وضعه مع النظام، على أن يلتحق المتخلفون عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية بقوات النظام خلال ستة أشهر.

وقال الناشط أيهم العمر لـ"العربي الجديد" إن ثمة تفاهماً بين الفصائل الموجودة في المنطقة وقوات النظام على أن تنتشر الأخيرة مكان الفصائل، بالتزامن مع عملية الخروج، لتكون في مواجهة تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على المناطق المجاورة في مخيم اليرموك والحجر الأسود.

وكانت مصادر محلية قد ذكرت أن الفصائل سلمت روسيا عملياً، منذ الإثنين الماضي، معظم النقاط العسكرية مع التنظيم من امتداد شارع بيروت وحتى مشفى الياباني، مشيرة إلى أن معظم القطاعات سلمت للروس باستثناء بعض النقاط التابعة لفصيل "جيش الأبابيل" وقطاع معبر العروبة ــ بيروت، الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق تنظيم "داعش".

وأوضح العمر أن عمليات التهجير إلى الجنوب السوري لم يتم حسمها بعد، وإذا وافق النظام على خروج مقاتلين ومدنيين إلى الجنوب، فالأرجح أن يكون لعدد محدود، وربما من دون أي سلاح.

في غضون ذلك، تتواصل عمليات القصف الجوي والمدفعي التي يقوم بها النظام لمنطقتي اليرموك والحجر الأسود، حيث يسيطر تنظيم داعش.

ونقلت وكالة "سانا" الرسمية عن "مصادر مطلعة" أن وحدات الجيش "تواصل عملياتها تزامناً مع ضربات جوية على تحصينات وخطوط إمداد وتحرك "داعش" في منطقة الحجر الأسود".

وأضافت أن "وحدات الجيش وأثناء تمشيطها حي المآذنية في القدم عثرت على نفق للمسلحين ومستودع للمواد الطبية والأغذية"، فيما نشر التلفزيون الرسمي للنظام السوري صوراً يظهر فيها عناصره وهم يرفعون علم النظام فوق بناء محكمة مخيم اليرموك جنوب دمشق، وذلك بعد انسحاب عناصر "هيئة تحرير الشام" من المنطقة. كذلك ذكرت مواقع موالية أنه تم القبض على عنصر من تنظيم "داعش" تسلل إلى نقاط وجود قوات النظام في محيط منطقة القدم، محاولاً تفجير نفسه بهم.

وقالت مواقع محلية قريبة من المعارضة إن اشتباكات تجري على أكثر من نقطة من نقاط التماس بين بلدة يلدا ومخيم اليرموك، واستخدمت فيها معظم أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، إذ استهدفت دبابات النظام التي تتمركز بالقرب من مسجد أمهات المؤمنين في بلدة يلدا منطقة دوار فلسطين وحي التضامن بعدد من القذائف.



كذلك تستمر الطائرات الحربية بشن غاراتها على المخيم منذ فجر اليوم، إذ استهدفت فيها أحياء جنوب دمشق متسببة بدمار كبير في منازل المدنيين، مشيرة إلى أن عدداً من المدنيين في مخيم اليرموك ما زالوا تحت الأنقاض، بعد تعذر انتشالهم بسبب عدم توفر المعدات اللازمة. وأكد ناشطون أن قوات النظام تستخدم كاسحات الألغام في استهدافها مخيم اليرموك، فيما ألقت مروحيات النظام عدداً من البراميل المتفجرة.