بانتظار القضاء الفرنسي... أسئلة لا تزال عالقة بعد استجواب بنعلا

21 يناير 2019
يعرب بنعلا عن ثقته بنفسه لدرجة الغرور(Getty)
+ الخط -


من كان ينتظر اعترافاتٍ مدوية من الاستجواب الثاني من قبل لجنة مجلس الشيوخ، لألكسندر بنعلا، الحارس السابق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد ظهر اليوم الإثنين، لا بد أنه أصيب بخيبة أمل. فالرجل، أو الشخصية الخارجة من عالَم الروايات، كما تقول عنه النائبة الإيكولوجية في مجلس النواب، إستير بنباسّا، كرر إجاباته السابقة، حيناً، وتمترس خلف صمته، وبأولوية القضائي على البرلماني، أحياناً أخرى، ما جعل اللقاء ناقصاً.

ولا يزال بنعلا، كما كان في كل استجواب برلماني أو قضائي، وفي كل لقاء إعلامي، واثقاً من نفسه إلى درجة الغرور: "تم تقديمي، في وسائل الإعلام، كشخص يمارس العنف على متظاهرَيْن طيّبين، وها هما، الآن، بين يدي القضاء".

ومثلما أكد من قبل، وبعد تأدية القَسَم، كرر اليوم أنه "لم يكذب" أمام نواب مجلس الشيوخ في الاستجواب الأول، وأن جوازَي السفر اللذين يملكهما تركهما في الإليزيه يوم 19 سبتمبر/أيلول 2018، ثم "تمّت إعادتهما إليّ، من قبل موظف في الإليزيه، في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول، مع إخباري بأنهما صالحان".

كما فنّدَ بنعلا تُهَماً وردَت في موقع "ميديابارت" عن علاقات تربطه برجل الأعمال الروسي إسكندر ماخمودوف، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ورغم أدائه القَسَم، رفض الإجابة عن سؤال يخصّ شغله الحالي، أي بعد تسريحه من الإليزيه.

وعن السلاح الذي ظهر في صورة "سيلفي"، ذكر بنعلا أنه من مقتنياته، وأن "كل الأسلحة حجزتها العدالة".

وفي ما يخص قضية جوازات السفر العديدة التي كانت بحوزته، وكيفية حصوله عليها، رفض بنعلا، مجدداً، الرد على الأسئلة، لأنها "تخص القضاء"، على الرغم من تشديد النائب فيليب بَاسْ على أن "دَوْرَي القضاء ومجلس الشيوخ متكاملان"، وأن "تجديد الجوازات قضية إدارية، وليست قضائية".
كما رفض بنعلا الإفصاح عن الشخص الذي أعاد إليه الجوازات. وإذا كان قد أكد، بخصوص تنقلاته الخارجية، أنه أطلعَ أشخاصاً، إلا أنه لم يذكر أسماءهم قائلا: "لم تكن هناك ضرورة لإخبار رئاسة الجمهورية عن تنقلاتي، ولكن فعلتُها، عن تأدب، ومن أجل تجنب ما أنا بصدده، الآن".

ومثلما صرّح من قبل في وسائل الإعلام، اعتبر بنعلا أنها "حماقة من طرفي" و"خطأ منّي" في استخدام جوازات السفر الدبلوماسية، بدل جواز سفر عادي (وهو بحوزته، وقد استخدمه ما بين 7 آب/أغسطس وأكتوبر/تشرين الأول 2018، لأنه لم يكن يملك غيره)، خاصة مع "السجالات التي أطلقتها"، لكنه استدرك: "لم أحصل على معلومة تحظُر عليّ استخدام هذه الجوازات". وكرر: "لم يكن طبيعياً أن أستخدم هذه الجوازات الدبلوماسية، ولكني فعلتها، وأتحمل مسؤولياتي أمامكم وأمام العدالة أيضا".

وردّا على كل من يرى فيه خزّاناً من الأسرار "الدولتية"، وعلى كل من قرأ في "خرَجَاته" الإعلامية نوعاً من التهديدات لبعض الجهات والأشخاص، أكّدَ بنعلا أمام اللجنة البرلمانية على أنه لا يمتلك "أي سرّ. ولا أمارس أي نوع من الابتزاز".
ورداً على تصريح المتحدث باسم الحكومة، بنجامان غريفو، الذي تحدث عن خلل في اشتغال الإليزيه، قال بنعلا: "يحاول البعض تفسير بعض الخلل الذي عرفه اشتغال الدولة بتقصير وأخطاء من طَرَفي، وهذا ما أعترف به. أتحمل مسؤولياتي. لكن لا يجب من هذا استخلاص أن كل شيء مرتبطٌ بأسرار. ليس لديّ أي سر. أريد فقط أن أستعيد حياة عادية".


وعن علاقاته مع الإليزيه، أكد أن كل اتصال انقطع منذ 24 ديسمبر/كانون الأول 2018. كما رفض أن يتحدث عن توظيف زوجته من طرف حزب الرئيس.

وبالعودة إلى الجوازات، شدد بنعلا، الذي قام بنحو 20 رحلة خارجية بعد تسريحه، على أنه خضع للمراقبة، وأنه مرَّ عبر البوابات الإلكترونية للأمن، وأخضعت حوائجه وحقائبه لأشعة إيكس.

وبخصوص تزوير وثائق، كما يتهمه القضاء، وهي اتهامات أطلقها باتريك ستزودا، رئيس مكتب الإليزيه، وفتح القضاء على أثرها تحقيقاً قضائياً، اعتذر عن الجواب، لأنه ينتظر أن يقول القضاء كلمته.  

ورفض بنعلا الجواب عن سؤال بخصوص عودته إلى الإيليزيه بعد تسريحه. كما رفض الإفصاح عن طبيعة العلاقات التي تربطه مع رجل الأعمال الفرنسي الإسرائيلي فيليب حبابو سولومون، الذي سافر معه إلى أفريقيا، بدعوى احترام الحياة الشخصية، ونفى أن يكون حضوره في تشاد ولقاءه برئيسها، إدريس ديبي، من أجل تسهيل أي قضية. ​