شخصيات تونسية تصوت في الانتخابات وتدعو إلى المشاركة بكثافة

15 سبتمبر 2019
الغنوشي دعا التونسيين إلى التصويت لـ"الأفضل والأقدر" (ناصر تليل/الأناضول)
+ الخط -

التحقت شخصيات وطنية وحزبية تونسية، صباح اليوم الأحد، بمراكز الاقتراع التي سجلت بها من أجل أداء واجب الانتخاب الرئاسية السابقة لأوانها، مؤكدة ضرورة أن يقول التونسيون كلمتهم في هذه المناسبة وأن يشاركوا في الانتخابات بكثافة.

وأكد رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "على التونسيين انتخاب الأقدر والأفضل للبلاد، وممارسة مواطنتهم والقيام بواجبهم"، واصفاً يوم الاقتراح بأنه "يوم تاريخي، وهو يوم عزة لا مثيل له في تونس، ولا تعرفه عديد من البلدان التي تتطلع إلى عيش تجربة ديمقراطية مماثلة".

وأضاف أن "على التونسيين أن يفخروا بثورتهم، وأن يحافظوا على ما أنجزت بلادهم، ويحافظوا على هامش الحرية التي يعيشونها".

وتابع "هذه الانتخابات مختلفة عن بقية الانتخابات التي عرفتها تونس منذ الثورة، من حيث عدد المسجلين، والذي يعتبر أكبر"، داعياً التونسيين إلى "التصويت بكثافة وممارسة واجبهم".

وقال الغنوشي إن "الديمقراطية تعرف أبناءها، وتونس تخطو خطوات شاسعة للأمام وتتخرج في شهادة الديمقراطية، وهذه الانتخابات هي الانتخابات الرابعة التي تجرى بنزاهة ونظافة وهي دليل على ترسخ الديمقراطية في تونس".

وأشار إلى أنه "مثلما تحققت الديمقراطية في تونس، فإنه يرجى أن تتحقق التنمية، وأن يتحقق الشغل الكريم لأبناء تونس، وكذلك النظام الصحي والتعليمي الجيد، وأن يكون التونسيون أكثر تحابّاً وانسجاماً وتعلقاً بالمستقبل آملين في غد أفضل".

ويأتي تصريح الغنوشي على هامش مشاركته، صباح اليوم، في التصويت بالمدرسة الابتدائية بنهج القيروان في بن عروس، حيث دأب الغنوشي على الحضور في أغلب المحطات الانتخابية وتأدية دوره.

ناخبون: التصويت واجب

والتقى "العربي الجديد" في المكتب ذاته بشيخ عمره 90 عامًا، يدعى محمد الصادق الخميري، لم يمنعه تقدمه في السن من الانتخاب وممارسة دوره، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أنه "يأمل الأفضل لتونس"، وعبّر عن سعادته لكونه "يعيش هذا اليوم التاريخي على أمل أن تكون تونس أفضل، وأن يتم انتخاب الأكفأ".

وقال ناخب يدعى بلقاسم إن "على التونسيين التثبت من خيارتهم واختيار الأفضل، لأنه سيحكم تونس"، معتبرًا أن "هذه الخطوة تتضمّن رسالة للدول العربية عنوانها أن تونس تعيش تجربة فريدة من نوعها"، وأنّ "التصويت واجب".

ذلك ما يتفق معه أيضاً الناخب عز الدين السكندراني، قائلاً: "لا بد لكل التونسيين من التصويت رغم أن الإقبال لا يزال محتشماً، وهو أمر ضروري، إذ إن لدى كل فرد الخيار"، مؤكداً أن "تونس تعيش يوماً استثنائياً".

شخصيات وطنية تدلي بأصواتها

وقام رئيس الجمهورية التونسي محمد الناصر بأداء واجبه في ضاحية سيدي بوسعيد بتونس العاصمة. وقال الناصر في تصريح صحافي عقب إنهائه عملية الاقتراع، إنه "مارس واجبه وحقه كمواطن تونسي وكرئيس للجمهورية".

وأضاف أن "الانتخاب حق وواجب لكل مواطن وفق الدستور التونسي الذي قام على مبادئ السيادة الشعبية والدولة المدنية، كما يعد تعبيراً عن الانتماء إلى تونس والوطن دون تمييز على أي أساس، وتمظهراً للمساواة في الحقوق والواجبات".

وجدد الناصر دعوة التونسيين لـ"التوجه إلى صناديق الاقتراع والقيام بواجباتهم الانتخابية من أجل تجسيم سيادتهم باختيار من يرونه مناسباً" ونبّه الرئيس التونسي إلى أن "الانتخابات التونسية تجرى تحت رقابة دولية وبانتباه شديد من العالم، وهو ما يحتم على أبنائها إنجاح هذا الاستحقاق وإعطاء صورة مشرفة على البلاد".


في السياق ذاته، أدى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، واجبه الانتخابي بمدرسة الزيتون بحي فوشانة الشعبي من محافظة بن عروس، قائلاً لـ"العربي الجديد" إثر انتهائه من التصويت إنه "صوّت لمن يتميز بالصدق والوفاء لشهداء معركة التحرر الوطني ولشهداء الثورة، وباقتناع للرجل الذي رآه قادراً على تجميع التونسيين حول الدولة ويحمل مشروعاً وطنياً ينبذ الجهوية والتفرقة".

واعتبر أن "تونس في منعرج من أجل بناء الوطن، وهذه فرصة للتونسيين للتعبير عن الإرادة باستقلالية"، وبرغم ما يروج عن تدفق المال السياسي للتحكم في اللعبة الانتخابية في السويعات الأخيرة قبل الاقتراع، شدد الطبوبي على "ثقته بالشعب التونسي ليحاسب من يستحقون، ويكافئ من يستحق أيضاً".

واعتبر رئيس الحكومة والمرشح للرئاسية، يوسف الشاهد، في تصريح إثر عملية التصويت، أن "تونس تعيش يوماً مهماً في تاريخها، وعلى التونسيين أن يقرروا مصيرهم وأن يكونوا فخورين بما أنجزوا وبنظرة العالم إليهم لنجاحهم في تنظيم انتخابات رئاسية في كنف الديمقراطية والتنافس السياسي بين جميع الأطراف".

وأشار إلى أن "ملاحظين دوليين من منظمات عريقة أشادوا بسلاسة العملية الانتخابية وشفافيتها"، وأعرب عن أمله بأن "تكون تونس مساء اليوم، إثر انتهاء الاقتراع، في أيد أمينة، وأن يكون التونسيون مطمئنين على مستقبل بلادهم والأجيال المقبلة".