الحوثيون يطلبون التحقيق بشأن اتهامهم بممارسة التعذيب في سجونهم باليمن

10 ديسمبر 2018
الضحايا تعرضوا للتعذيب الشديد (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -
دعا مسؤول حوثي بارز في اليمن إلى إجراء تحقيق بعد أن وجدت "أسوشييتد برس" أدلة على ممارسة التعذيب الشديد في السجون التي يديرها الحوثيون. وسجنت مليشيا الحوثي الآلاف خلال الحرب الأهلية في اليمن. ووجد تحقيق أجرته "أسوشييتد برس" أن بعض المحتجزين أحرقوا بمادة حارقة، أو تم تعليقهم من معاصمهم لأسابيع في كل مرة، أو هشمت وجوههم بالهراوات.

وقال رئيس ما يعرف بـ"اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي، الأحد إن على السلطات النظر في تقرير "أسوشييتد برس". وأضاف أنه ينبغي عليها "التعامل مع أي من هذه الحوادث، إذا ثبتت صحتها، وفقا للقانون اليمني، (والتصرف) ضد كل من ارتكبها". وقال إن التعذيب "لا يغتفر" بموجب القانون اليمني وقواعد الإسلام.

وأوردت الوكالة في تقرير سابق أنها تحدثت مع 23 شخصًا قالوا إنهم نجوا أو شهدوا عمليات تعذيب داخل مراكز احتجاز تابعة للحوثيين، فضلًا عن الحديث مع ثمانية من أقارب معتقلين، وخمسة محامين وناشطين حقوقيين، وثلاثة مسؤولين أمنيين انخرطوا في تبادل سجناء في أوقات سابقة، وقد  قالوا إنهم رأوا علامات تعذيب على أجساد السجناء.

هذه الروايات تؤكد، بحسب الوكالة، أهمية اتفاق جارٍ العمل عليه لتبادل سجناء وتم التوصل إليه في السويد يوم الخميس في بداية محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وكإجراء لبناء الثقة، وافق الطرفان على إطلاق عدة آلاف من السجناء، رغم أن التفاصيل لا يزال ينبغي العمل على تطويرها.

وكانت الوكالة ذاتها قد كشفت عن عمليات تعذيب في سجون سرية تديرها الإمارات العربية المتحدة وحلفاؤها اليمنيون، ووثقت موت مدنيين جراء ضربات جوية من طائرات مسيرة (درونز) في الحملة الأميركية "ضد تنظيم القاعد في اليمن".

ورغم أن الحوثيين لم يردوا على طلبات متكررة من "أسوشييتد برس" للتعليق في الأسابيع الأخيرة، فقد نفوا في أكثر من مناسبة سابقًا وقوع عمليات تعذيب، إذ قالت ما تسمى وزارة حقوق الإنسان الحوثية في بيان في أواخر 2016 إنه "لا توجد سياسة أو استخدام ممنهج للتعذيب ضد السجناء".

لكن داخل الحركة الحوثية، أقر فصيل معتدل بوقوع انتهاكات وطالب بوضع حد لها وقد شكل يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة، لجنة في 2016 للتحقيق في تقارير التعذيب، وهي التي ساعدت اللجنة في إطلاق سراح 13500 سجين في أول ثلاثة أشهر من عملها.

وبعثت اللجنة تقريرًا مصورًا، حصلت الوكالة على نسخة منه، إلى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وقد أظهر مشاهد لسجون مكتظة، إلى جانب شهادة من مسؤولين حوثيين بارزين للجنة قالوا فيها إنهم شاهدوا علامات تعذيب.


ويقول أحد أعضاء اللجنة في المقطع المصور: "اطلعنا على ما يبكي العين دمًا". غير أن الوكالة تقول إنه لم تكن هناك أبدًا استجابة من عبد الملك على المقطع المصور، مضيفة أنه يكرر روايات الضحايا الذين تحدثوا لها.

(اسوشييتد برس، العربي الجديد)