"حوار واشنطن" المصري: توقعات بالفشل وتملص من المبادرة

15 سبتمبر 2016
المبادرة تهدف لخلق بديل يمثّل الثورة وأهدافها (محمد حسام/Getty)
+ الخط -

قال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، المهندس محمد سودان، إن ما سُمي بحوار واشنطن هو عبارة عن محاولة من بعض الشخصيات الذين يريدون حلحلة الوضع المتأزم في مصر، نافياً صدور أي موقف رسمي من الجماعة بشأن هذا الحوار.

وأشار، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إلى أن الأمر لا يعدو كونه مجرد ورقة مطروحة للنقاش، مضيفاً: "الأمر برمته ما زال تحت الدراسة في مؤسسات الجماعة الداخلية"، مضيفا: "حين يتم الانتهاء من دراسة تلك المقترحات، ستعلن الجماعة موقفها منه ببيان رسمي".

وأكد أن "الإخوان" ليسوا من المنظمين للحوار، ولكن تم توجيه الدعوة لهم من المنظمين، الذين وقّعوا على الورقة الختامية له.

وأكد أن الهدف الأساسي للحوار هو اصطفاف قوى المعارضة المصرية. وحول ما أثير عن الدخول في مفاوضات مع النظام المصري الراهن، كرر سودان ردّه، موضحاً أن "الهدف الأساسي هو اصطفاف قوى المعارضة ثم مخاطبة وسيط بين المعارضة والعسكر في مصر".

من جهته، أوضح رئيس حزب "غد الثورة"، السياسي المصري أيمن نور، أن "الحوار لا يهدف لإطلاق مبادرات سياسية أو تقديم تنازلات والدخول في مفاوضات مع النظام الحاكم في مصر"، مؤكداً أن الهدف من الحوار هو التوصل لنقاط توافق مشتركة بين فصائل المعارضة المصرية.

بدوره، قال الباحث والخبير السياسي، أمجد الجباس، إنه يتوقع فشل مثل تلك المبادرات، موضحاً أن جميع تلك المبادرات تتفق في أنها تستهدف أمراً واحداً فقط، وهو إجبار الإخوان والتيار الإسلامي على تقديم الحد الأقصى من التنازلات، والرجوع إلى نقطة الصفر يوم الرابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني. متابعاً أن هدف بعض هذه المبادرات هو تلميع بعض وجوه المعارضة التي طواها النسيان أو خفتت من حولها الأضواء.



وأوضح أن من بين الأسباب التي تدفعه لرفض مثل تلك المبادرات وعدم قناعته بجدواها هو أن نظام السيسي لا يبدو حتى الآن أنه يشعر بوجود أي عنصر ضاغط عليه للتوصل إلى أي تسوية، وتابع "هو حقيقة لا يشعر بوجود أزمة، وبالتالي لا يجد نفسه مضطراً للبحث عن أي مبادرة لتسوية معضلة لا يستشعر وجودها".

وأضاف الجباس "أرى أن أي مبادرة في الوقت الحالي هي من قبيل الحرث في الماء، وأن حلحلة الوضع لن تكون إلا بإحدى طريقتين: إما مكون رئيسي من داخل النظام ذاته هو الذي يبادر بذلك، وتكون لديه رغبة حقيقية وليست شكلية لتحقيق المصالحة وإيجاد مخرج من الأزمة، وإما بضغوط من الخارج، سواء من جانب أطراف إقليمية أو دولية، تفرض على نظام السيسي الجلوس إلى مائدة مفاوضات مع أطراف الأزمة، وفي مقدمتهم الإخوان، بهدف إيجاد حل نهائي ودائم للمسألة المصرية، بما يساعد على التفرغ لملفات إقليمية أشد أهمية".

من جهته، قال فريق عمل المبادرة إن البند الخامس الخاص بفكرة فصل الدين عن الدولة، والذي أثار جدلاً واسعاً، غير صحيح.

وأضاف الفريق أن النص الذي نشر كان مجرد اقتراح عُرض من بعض الأطراف في المؤتمر، لكنه رُفض من بعض المؤتمِرين، قبل أن يتم تعديله ليتناسب مع الجميع من أجل الوصول لرأي توافقي بين مختلف الأطراف.

وأشار أعضاء الفريق، في بيانٍ لهم، إلى أن الصيغة التي نُشر بها هذا البند عارية تماماً من الصحة، حيث تمت مناقشتها والموافقة عليها من بعض الأطراف، لكن حينما تم عرضها على بقية الحاضرين تم رفضها.

وعُقدت ورشة عمل منذ أيام قليلة في العاصمة الأميركية واشنطن، بحضور ممثلي الكثير من القوى الثورية المصرية، بهدف لمّ شمل الجميع في مواجهة حكم العسكر، والاتفاق على مبادئ توحد جميع القوى بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم.

وأوضح فريق العمل أن المبادرة تهدف أيضا إلى خلق أرضية مشتركة، والانتقال من المربع الأول، وهو التوافق حول وثيقة مبادئ مشتركة، إلى المربع الثاني، لوضع تصور ورؤية حقيقية تشمل الجميع، لكسر الانقلاب، وخلق بديل حقيقي يمثل الثورة وأهدافها.

وأكد أعضاء الفريق أن عالم الفضاء المصري، عصام حجي، كان أحد المشاركين في الورشة بمداخلة عبر برنامج "سكايب"، من أجل شرح مبادرته وتوضيح رؤيته الشخصية، مضيفين أن حجي ليس من ضمن فريق العمل، وكان ضيفاً فقط عبر "سكايب".


ولفتوا إلى أنه تمت مواجهة حجي بأسئلة استفهامية حول مبادرته، التي قالوا إن ليس لها أي أرضية حقيقية، ولا يملك أدوات تفعليها على أرض الواقع، وفق قولهم.

ونوّه فريق العمل الخاص بالمبادرة إلى أنه سيتم الإعلان عن المبادرة رسمياً، وإصدار توضيح رسمي بشأن ما وصفوها بحالة البلبلة والجدل التي صاحبت النشر، خلال الساعات القليلة القادمة.

وذكروا أن هذه المبادرة لا تمثل ولا تعبّر إلا عن الأشخاص الموقّعين عليها فقط، وأن هذا هو اجتهادهم، وأن من اجتهد فأصاب فله أجر، ومن اجتهد فأخطأ فله أجران، مؤكدين أن المبادرة سيتم طرحها لحوار مجتمعي، لتكون نواة لاصطفاف حقيقي، وأنهم لا يُجبرون أحدا على تبنيها.

دلالات
المساهمون