تركيا: تصاعد الخلافات في صفوف "الكماليين" بعد هزيمة الاستفتاء

03 مايو 2017
كلجدار أوغلو هدد بطرد من يثير المشاكل في الحزب(الأناضول)
+ الخط -

لا تزال تبعات تمرير التعديلات الدستورية تتفاعل في الوسط السياسي التركي الداخلي، فبعد أن أعلن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم عن مؤتمره الاستثنائي في 21 مايو/أيار الحالي، أكد "حزب الشعب الجمهوري" (أكبر أحزاب المعارضة التركية) عن بدء عملية التحضيرات لعقد مؤتمره الاعتيادي، وسط تصاعد الخلافات بين زعيم الحزب، كمال كلجدار أوغلو، والمعارضة الداخلية، إثر خسارة الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

وأكد نائب رئيس "الشعب الجمهوري"، تكين بينغول، اليوم، أنه تم البدء بالتحضيرات للمؤتمر الاعتيادي للحزب خلال العام الحالي، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد اجتماعات اللجنة المركزية للحزب.

وقال بينغول: "يمكن القول إنه بدءًا من اليوم، بدأت عملية التجهيز لمؤتمرنا الاعتيادي، وسيحدد مجلس الحزب موعد عقد المؤتمر الاعتيادي الـ36، ونحن في كل الأحوال كان علينا أن نقيم مؤتمرنا الاعتيادي العام الحالي، ولذلك بدءُ الحديث عن مؤتمر استثنائي أمر غير صحيح. لا وجود لمؤتمر استثنائي على أجندتنا، والعملية العادية لأي مؤتمر اعتيادي تستغرق 4 إلى 5 شهور".

وبينما بدا تصريح بينغول ردًّا على تصاعد أصوات الجناح المعارض في حزب الشعب، أحالت قيادة الحزب، اليوم الأربعاء، القيادي والنائب عن مرسين، فكري ساغلار، إلى لجنة التأديب، بعد التصريحات التي أشار فيها إلى إمكانية ترشحه لمنصب رئيس الحزب، موجهًا انتقادات شديدة لزعيم الحزب، كلجدار أوغلو، بالقول: "لا يسمح (كلجدار أوغلو) لمجلس الحزب باتخاذ أي قرار؛ نتناقش 6-7 ساعات، ولكن كلجدار أوغلو يتخذ القرار بحسب ما تتم الوشاية به له"، مضيفًا: "بات الشعب الجمهوري مجبرًا على اتخاذ قرار وتنفيذه. لا بد من أن يحل مكان أولئك الذين لا يتخذون قرارًا من يستطيع أن يقرر، لأن وقت التضحية انتهى، وتم حرق كل المراكب".

يأتي هذا بينما تستمر التصريحات المتبادلة بين كلجدار أوغلو والمعارضة الداخلية، وفي ردّه على تأكيد كلجدار أوغلو، يوم أمس، بأنه سيطرد كل من يثير المشاكل من الحزب، قال القيادي المعارض في الحزب، محرم أنجة: "المهم ليس وضع المعارضين أو المختلفين فكريًّا أمام الباب، ولكن المهم هو رفع العلم أمام الباب في ليلة الانتخابات"، في إشارة إلى فشل كلجدار أوغلو بالفوز في أي استحقاق انتخابي منذ توليه منصب قيادة الحزب.

وكان الزعيم السابق للحزب، دينيز بايكال، قد بدأ رفع الصوت في معارضة كلجدار أوغلو، قبل أيام، على إحدى القنوات التركية الخاصة، مطالباً الأخير إما بالترشح لمنصب الرئاسة والعمل على خطاب سياسي يحافظ على هذه الكتلة، تمهيدًا للانتخابات الرئاسية؛ أو إفساح المجال لشخصية أخرى من الحزب، تقوم بعمل ذلك، على أن تستقيل هذه الشخصية من زعامة الحزب في حال فشلت في الوصول إلى سدة الرئاسة، الأمر الذي يعتبر سابقة في تاريخ الثقافة السياسية الداخلية، فاستقالة أو إقالة زعماء الأحزاب تعتبر أمرًا نادرًا في الحياة السياسية التركية.

وفي هذا السياق، قال بايكال: "إن قال رئيس الحزب إنه مرشح لرئاسة الجمهورية، فإنه بطبيعة الحال سيكون المرشح؛ ولكن هذا غير كافٍ، لا بدّ من تطوير العلاقات مع الشركاء في ائتلاف رافض للتعديلات الدستورية، والقرار الأول المهم هو ذاك الذي سيتخذه رئيس الحزب؛ إن قال إنه المرشح لمنصب الرئاسة، فإن عملية البحث عن مرشح ستنتهي، وسيبدأ العمل على جعل المرشح مقبولاً للمجتمع، وعلينا أن نبذل هذه الجهود لمدة عامين".

وتابع الزعيم السابق بالقول: "إن رفض رئيس الحزب الترشح لمنصب الرئاسة، فلا بدّ من الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي لاختيار المرشح الذي سيكون رئيسا للحزب".​
المساهمون