نتنياهو يسعى لتكريس "فيتو" إسرائيلي في التسوية للحرب السورية

10 مارس 2017
خلال لقاء جمع نتنياهو وبوتين(Getty)
+ الخط -
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "إسرائيل لا ترغب باستبدال الإسلام السني المتطرف الذي تمثله "القاعدة" و تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية، بإسلام شيعي متطرف تمثله إيران، وإن تسوية أو حلا للحرب السورية ينبغي أن لا يترك بقاء ووجود لإيران في الأراضي السورية"، وذلك بحسب بيان صادر عن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، أمس الخميس.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد أبلغ نتنياهو المراسلين الصحافيين الذين رافقوه في زيارته لموسكو، أمس، أن "إسرائيل لا تعارض تسوية سياسية في سورية تفضي إلى نهاية الحرب، وإنما تعارض تسوية تحافظ فيها إيران وتوابعها، على وجود دائم في سورية بعد الحل".


ويشكل تصريح نتنياهو عملياً، امتداداً للمواقف الإسرائيلية المعلنة التي انتقلت من تكرار موقف عدم تدخل بما يحدث في سورية، وأن إسرائيل بالمقابل ستحافظ على حدودها؛ إلى الانتقال لمحاولة فرض رؤية إسرائيلية لآفاق التسوية المقبلة في سورية، مع التلويح بأن خطر الإسلام الشيعي المتطرف لا يهدد أمن إسرائيل فحسب، بل أمن المنطقة والعالم كله.

وقال نتنياهو للصحافيين، إنّه أبلغ بوتين "بمعارضة إسرائيل الشديدة لتكريس الوجود الإيراني في سورية"، مضيفاً "نحن نرى إيران وهي تحاول بناء بنية تحتية عسكرية هناك، بهدف بناء ميناء بحري، هذا الأمر له تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل. وقد أبلغت بوتين أن هذا سيهز الاستقرار السياسي في سورية أيضاً".

وتأتي هذه التصريحات، في الوقت الذي نقلت فيه صحيفة "هآرتس" عن موظف رفيع المستوى، أن وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي قام بزيارة للولايات المتحدة، هذا الأسبوع، حيث التقى خلالها بوزيري الدفاع والخارجية الأميركيين، عاد بانطباع بشأن عمق التفاهم بين إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب وحكومة نتنياهو. ووصف الوضع الجديد بأنه توافق في الرؤية على القضايا الاستراتيجية مع البيت الأبيض، وفي مقدمتها الملف الإيراني، والدور الأميركي في الشرق الأوسط، وفي الموقف من نظام السيسي، مقابل خلافات في وجهات النظر في القضايا التكتيكية، مثل مسألة البناء في المستوطنات، ولكن وسط موقف أميركي داعم عموماً يقوم على عدم السعي إلى فرض أي إملاءات مع إسرائيل.

في المقابل، لفتت صحيفة "معاريف" في تقرير لها، إلى أن زيارة نتنياهو لموسكو وعمق العلاقة المعلنة مع ترامب، وحقيقة الاتصال الهاتفي بين ترامب ونتنياهو، قبيل توجه الأخير إلى موسكو، تشي بحسب تساؤلات دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى تحدث للصحيفة؛ إلى احتمال وجود تنسيق أميركي إسرائيلي في المواقف، مع محاولة ربما، لبناء نوع من المحور السياسي الثلاثي بين إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة، في بلورة تصور لمستقبل المنطقة، تستفيد منه إسرائيل بفعل دور الوساطة، أو حلقة الوصل التي يمكن أن تشكلها العلاقة التي تجمع بين نتنياهو وترامب من جهة، والعلاقات التي نسجها نتنياهو مع موسكو خلال خمس زيارات متتالية في الأعوام الأخيرة، تمخضت عن تفاهمات أمنية وعسكرية في تقاسم الأجواء السورية، بما يحول دون اشتباكات ومواجهات بين الطيران الروسي والطيران الإسرائيلي.

ويرتبط هذا بتقديرات أعرب عنها الأسبوع الماضي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هرتسي هليفي، أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أخيراً، حول احتمالات تبلور محور أميركي روسي في عهد إدارة ترامب.

وأضاف هليفي، أن من شأن محور كهذا أن يقود إلى كبح جماح إيران، معتبراً أن روسيا لا تعتبر إيران أو "حزب الله" شركاء استراتيجيين، وإنما أداة لتحقيق أهدافها. ولفت إلى أن موسكو لا تعتزم الانسحاب من سورية في المستقبل المنظور، خاصة أنها استأجرت أراضي في سورية لمدة خمسين عاماً.